[المؤلفات الفقهية في نجد قبل نهاية القرن الثاني عشر الهجري]
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[13 - 03 - 03, 06:57 ص]ـ
منقول
[المؤلفات الفقهية في نجد قبل نهاية القرن الثاني عشر الهجري]
أولاً – المؤلفات الفقهية:
شغل الفقه الإسلامي عقول الأمة الإسلامية منذ أن هداها الله إلى الدين الحنيف الوافي الكافي الصالح لكل زمان ومكان ولكل عصر وأوان؛ فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يسألون الرسول عليه الصلاة والسلام فيما يعرض لهم. وكان الوحي ينزل عليه من السماء بالقول الفصل, الحكم العدل غير القابل للتحريف والتأويل. وحين انقطع الوحي ولحق الرسول بالرفيق الأعلى كان صحابته قد فقهوا في دينهم. وكان بعضهم مرجعًا مهمًا في كثير من المعضلات التي تحدث في هذه الأمة, وهكذا كان العلماء يتسلم الراية بعضهم من بعض, وينظرون فيما يجد في حياتهم من مشاكل على هدي من سبقوهم. ثم يعملون فكرهم بالاستنباط من كتاب الله
وسنة رسوله. حتى بنوا هذا الصرح الشامخ الموطد الأركان القوي الدعائم من الدراسات الفقهية التي واكبت الأمة الإسلامية في تاريخها الطويل حيث تم وضع الدراسات والأسس والأحكام
والضوابط والشروط لجميع المشاكل الواقعية ... وقد أدى اختلاف وجهات النظر وتوسع رقعة البلاد الإسلامية إلى نشأة المذاهب الفقهية وتعدد مدارس الفقه. وتبع كل مذهب
فريق من رجال الفكر على مر العصور يمحصون قول صاحب المذهب ويستدلون له. وقد يخالفون بعضًا في بعض المسائل. وأشهر هذه المذاهب هي المذاهب الأربعة: المذهب الحنفي والمذهب المالكي والمذهب الشافعي والمذهب الحنبلي, وهناك مذاهب فقهية أخرى. كالمذهب الظاهري وغيره. وقد أثرى هذا الجهد حصيلة الفقه الإسلامي, وملأ جوانبه نقاشًا ودراسة. الأمر الذي أتاح للأمة علاج مشكلاتها والإفتاء في جميع النوازل التي وقعت. وإذا كانت كتب الفقه في المذاهب المختلفة قد قامت بتسجيل ذلك كله وتشعبت مناهجها في تفصيل ذلك ابتداء من المختصرات الفقهية وانتهاء بالكتب المبسوطة. ومن الكتب التي تناقش مذهبًا واحدًا إلى الكتب التي تتطرق إلى مسائل الخلاف وتناقشها في جميع المذاهب الفقهية ولاسيما المذاهب الفقهية الأربعة السالفة الذكر.
تعريف الفقه:
يعرّف المؤلفون الفقه بأنه استنباط القواعد الأساسية والمسائل الفرعية من الأدلة الشرعية. من كتاب الله وسنة رسوله ثم الإجماع ثم القياس, واستحضار المعلومات الفقهية من مظانها من الأدلة والمراجع ومعرفة أحكام الحوادث نصًا واستنباطًا. وقد قسم الفقهاء مؤلفاتهم الفقهية إلى أبواب متعددة هي العبادات والمعاملات والأنكحة والجنايات والديات والقضاء والدعاوى. ومن بين المذاهب المتعددة الحنبلي. ومن المعروف أن الإمام أحمد بن حنبل لم يؤلف كتابًا في الفقه. وإنما أخذ مذهبه من أقواله وأفعاله وتقريراته, وقد نقل عنه ما يزيد عن 132 عالمًا ترجم لهم مؤلفو طبقات الحنابلة على حروف المعجم, وجمعت فتاواه وأجوبته وأقواله فصارت هي المذهب الحنبلي. ولعل صاحب الفضل في جمع مسائل الإمام أحمد بن حنبل وتتبعها حتى صارت مجلدات تبلغ عشرين سفرًا هو الشيخ الإمام أبوبكر أحمد بن محمد بن محمد بن هارون الخلال, علامة زمانه المتوفى سنة 311هـ. وقد سمي كتابه (جامع الروايات) ولا يزال مخطوطًا. فقد طوف الآفاق ورحل إلى أقصى البلاد في جمع مسائل الإمام أحمد بن حنبل وسماعها ممن سمعها من الإمام أحمد, أو ممن سمعها ممن سمعها من الإمام أحمد, فنال غرضه وحقق مراده وأربه, ووصل إلى ما لم يصل إليه سابق ولم يلحقه بعده لاحق. وقد كان شيوخ المذهب الحنبلي يعترفون له بالفضل والتقدم ويشهدون له بذلك. وقد كان مؤلفه عمدة وأصلاً لمن جاء بعده من الفقهاء الحنابلة. ثم تتابعت المؤلفات الفقهية في المذهب الحنبلي.
¥