وهذه الرسالة رآها الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن بسام صاحب علماء نجد خلال ثمانية قرون مخطوطة في بيت عمه الشيخ سليمان بن صالح البسام باسم "النقل المختار في كلام الأخيار في رفع الشنار" تأليف الشيخ الإمام والنحرير الهمام الشيخ منيع بن محمد بن منيع النجدي الحنبلي رحمه الله تعالى, وجاء فيها أن مذهب الحنابلة لا يلزم الرضا بكل مقضي, فلا يلزم الرضا بالمرض والفقر والعاهة ونحوها وذلك خلافًا لابن عقيل, وقد قال السفاريني في نظمه في العقيدة:
وليس واجبًا على العبد الرضا
بكل مقضي ولكن بالقضا
49 – هداية الراغب شرح عمدة الطالب. تأليف الشيخ عثمان بن أحمد بن سعيد بن عثمان ابن أحمد بن قائد النجدي ثم الدمشقي ثم القاهري المتوفى سنة 1097هـ/1686م، والذي كانت وفاته في اليوم الرابع من شهر جمادى الأولى. وكتابه "هداية الراغب" شرح نفيس, سلس مفيد, جيد العبارة، قريب التناول، دقيق البحث, واضح الإشارة, أورد فيه الحكم مع دليله, وجمع فيه بين الاختصار والشمول, اشتمل على بحوث متعددة، مع إبراز الأدلة من القرآن والسنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام. وكل من تأمل هذا الشرح وجد فيه ضالته المنشودة، وهو يدل على أن المؤلف، كان فقيهًا متضلعًا وعالمًا جليلاً.
وقد جاء في خاتمة الشرح: [وهذا آخر ما يسره الله تعالى جعله الله خالصًا لوجهه الكريم، وسببًا للفوز في جنات النعيم، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على سيد السادات، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، قاله جامعه فقير عفو ربه العلي، عثمان بن أحمد النجدي الحنبلي عفا الله عنه وعن والديه وأحبابه, وكان ذلك يوم الأربعاء رابع عشر من شوال المبارك من شهور سنة خمس وسبعين وألف من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم]. وقد طبع على نفقة الشيخ محمد سرور الصبان لما كان أمينًا عامًا لرابطة العالم الإسلامي في شهر جمادى الثانية من سنة 1380هـ الموافق ديسمبر عام 1960م بمطبعة المدني بالمؤسسة السعودية بالقاهرة. وعني بطبعه والإشراف عليه أحمد عبدالحليم البردوني من علماء الأزهر وقدم له في هذه الطبعة الشيخ حسنين محمد مخلوف مفتي الديار المصرية, وعضو لجنة كبار العلماء. ولم يطبعه آل ثاني حكام قطر كما جاء في مجلة العرب صفحة 317 من السنة التاسعة 1394هـ / 1974م. وليس مخطوطًا, كما ذكر علي جواد الطاهر في معجم المطبوعات في المملكة العربية السعودية. وللشيخ أحمد بن محمد بن عوض المرداوي النابلسي المتوفى سنة 1105هـ حاشية نفيسة على كتاب شيخه عثمان بن قائد "هداية الراغب" سماها "فتح مولى المواهب على هدية الراغب" موجودة في مكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تحت رقم 2237 وهي عدد من المجلدات. وقد قرّظ كتاب "هداية الراغب" العديد من العلماء بعبارات الثناء التي قيلت فيه ومنها ما ذكره كل من:
أ – الشيخ محمد بن عبدالله بن حميد صاحب كتاب "السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة" حيث قال: [وصنف هداية الراغب شرح عمدة الطالب حرره تحريرًا نفيسًا فصار من أنفس كتب المذهب].
ب – الشيخ عبدالقادر بن بدران في كتابه "المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل" حيث قال: [العمدة مختصر لطيف للشيخ منصور البهوتي ووضعه للمبتدئين وشرحه العلامة الشيخ عثمان بن أحمد النجدي شرحًا لطيفًا مفيدًا مسبوكًا سبكًا حسنًا، ونظمه الشيخ صالح بن حسن البهوتي من علماء القرن الحادي العاشر بمنظومة أولها:
يقول راجي عفو ربه العلي
أبو الهدى صالح نجل الحنبلي
[وسماها وسيلة الراغب لعمدة الطالب].
جـ - الشيخ حسنين محمد مخلوف مفتي الديار المصرية عضو جماعة كبار العلماء، حيث قال في تقديمه المؤرخ في 15 رمضان سنة 1379هـ الموافق 12مارس سنة 1960م: [وبعد؛ فإن من أنسب كتب الفقه وأقربها للمبتدئين من الطلاب في دراسة مذهب إمام أهل السنة أحمد ابن حنبل – رضي الله عنه – كتاب "هداية الراغب" للشيخ العلامة الفقيه المحقق عثمان بن أحمد النجدي الحنبلي الذي شرح رسالة "عمدة الطالب لنيل المآرب" لشيخ الإسلام الإمام الفقيه منصور بن يونس البهوتي الحنبلي، فقد جمع هذا الشرح بين الاختصار والشمول وسهولة العبارة ودقة البحث
¥