تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فقوله (في روايته .. ) يشير إلى أن الضعف لشيء يتعلق بالرواية، و لعله ما احتملنا من عدم سماعه للكتب، و إنما أخذها إجازة، و ذلك لأنه لم يحصل له سماعها لصغر سنه، و هذا ما احتمله بل صرح به الدكتور عامر صبري فقال:

(قلت: لا يؤثر هذا التضعيف في أبي القاسم، لأن المراد تضعيفه فيما ينقله عن أبي الحسن بطريق الرواية الشفهية فقط، أما ما ينقله عنه بطريق الكتب فلا يؤثر في ذلك، فإنه ثقة، إلا أنه أدرك أبا الحسن القطان و كان حينذاك حدثا و يمكن أن تكون روايته عنه إجازة) ص: 24 حاشية 2.

قلت: هذا كلام متين، سبق تقريره.

و يدل على ذلك قول الخبازي (أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان قراءة عليه قال: ... و ساق الكتاب)

فهو بين في أن المجلس مجلس رواية كتاب لا غير .. و هذا يكتفى فيه بعدالة الراوي و أمانته في النقل و صحة النسخة و سلامتها من الخلل كتصحيف و نحوه ..

و انظر أخي أبا أحمد كيف أن الخطيب و هو تلميذه – و لم أره يروي عن القطان إلا عنه – لم يحك في ترجمته ما يدل على أن الضعف الذي قد يفهم من عبارة أبي عمرو الفقيه هو ما يتعلق بعدالته و ضبطه ..

فأما العدالة فهو عدل، و هذا كاف في رواية الكتب في الجملة.

و أما الضبط فأين هي أخطاؤه عن القطان؟ لِمَ لَمْ يشر الخطيب و هو تلميذه إلى ما أشرتَ إليه، و فحوى مقالك أنه نسب كتابا لأبي حاتم ليس له، و أن ذلك لا يصح عن القطان و لا شيخه، فلم لم يذكر الخطيب هذا، بل روى من الكتاب و من غير هذا الكتاب أيضا .. ؟

و لِمَ يخصُّ الضعفُ بالقطان دون غيره لو كان الخبازي يروي من حفظه فيهم، لم خصوه بالقطان؟ إذًا في الأمر شيءٌ دقيق أرادوه، و لا أُراه إلا السماع، و مثل هذا تجده في كتب المتقدمين حينما يضعف بعضهم رواية فلان عن فلان، لأنه أخذ عنه صغيرا، و الراوي يكون في نفسه ثقة ..

و لاحظ يا أخي الكريم، كيف أن الخطيب لم يقل فيه قولا، وهو بمروياته خبير، فالخبازي شيخه، و الخطيب لا يروي عن القطان عن أبي حاتم إلا من جهته فيما رأيت، في الكفاية و الجامع و الموضح و التاريخ و اقتضاء العلم و التقييد و غيرها،،،

و كما تعلم فإن نقد الناقد لشيوخه هو الأولى بالتقديم على غيره، لأن روايته عنهم بالمباشرة بخلاف غيرهم ..

بل إنه احتج بروايته في مواضع منها في التاريخ (11/ 113).

و قولكم أخي الكريم (ولم تجب عن سبب عدم ذكر ابنه عبد الرحمن للكتاب!) هذا غير لازم كما سبق بيانه أول التعقيب.

و هذا كتاب تعبير الرؤيا لم يذكره أيضا، فهلا نفيته!

و تضعيفه في القطان مجمل و مطلق، من حيث نوع التضعيف و سببه و موضعه في روايته عن القطان، فلم يبين لأجل أي شيء ضعفوه فيه، و لم خصوا تضعيفه في القطان، و معنى ذلك أنه في غيره ثقة، و الرجل في كلٍّ: عدل مأمون.

و ملاحظة أخي الكريم، لاحظت من خلال نظري في تراجم تلك الطبقة، أنهم كثيرا ما يضعفون بمسألة السماع، كما أشار إلى هذا الذهبي في المجلد الأول من الميزان، و كثيرا ما يقولون: صحيح السماع ..

كما أن تضعيفهم له، لم يحدد نوعه كما أسلفت، هل لحفظ الراوي و ضبطه لما يسمعه من القطان أم لأجل السماع؟

و التضعيف هنا مجمل، و المتقدمون كثيرا ما يطلقون الضعف و الراوي يكون حسن الحفظ، لكنه غير تام، فلا يلزم دائما من التضعيف رد مرويات الراوي، بل لكل راو ملابسات ينظر فيه من خلالها، و لذا كان مرجع أغلب اختلافات الأئمة في الراوي الواحد لهذا، و أن اختلافهم في الراوي الواحد من باب اختلاف التنوع لا التضاد، و أن التضعيف يراد به شيء معين، و في مقابل شيء معين، و بحث هذا يطول ...

و هناك أمور أخرى كثيرة يمكن مناقشتها، لكني أعتذر لأن الوقت ضاق بي .. و للحال التي تمر به أمتنا أعزها الله و كتب لها الرفعة و السؤدد ..

و لا زلت أقول: القول بتضعيف كتاب برمته يحتاج إلى أكثر مما ذكر، و أنت بما ذكرت مشكور، و كان الأمر يحتاج إلى من يثيره و قد أثرتموه، فبارك الله فيكم، و الله الموفق و هو أعلم بالصواب ..

ـ[أبو صهيب]ــــــــ[31 - 03 - 03, 03:57 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده و بعد:

فقد اطلعت على ما كتبه الأخ الشيخ أبو أحمد الجزائري في هذا الموقع العلمي حول كتاب الزهد بتحقيق الأخ منذر الدومي وإنني قرأت كل ما كتبه الشيخ أبو أحمد و هو يتضمن أمرين:

أحدهما: الكلام في شخص الأخ أبي مصعب منذر بأنه متعلق بالكوثريه ...... إلخ وللحق فإن الأخ المذكور أبا مصعب ممن أعرفه معرفة شخصية فهو سلفي العقيدة مستقيم المنهج و إنما كان اتصاله بالإدلبي اتصال علمي قديم ليس له اتصال بعقيدته و لا أطيل هنا و لكن بالإمكان الإستفسار عن ذلك ممن يعرفه من المشايخ في الرياض لذا أحببت أن أنوه للإخوة و للشيخ أبي أحمد بأن أبا مصعب من الإخوة السلفيين المعروفين.

ثانيهما:بالنسبة للملاحظات العلمية على الكتاب فهي ملاحظات جيدة و نافعة للكتاب و أظن أن الباعث لهذه الأخطاء هو أن الأخ أبو مصعب قد وقع فيها بسبب كونه أول كتاب يطبع له و مثل هذا يقع للكثيرين و أسأل الله له التوفيق و التبصير في مستقبله العلمي و أن يوفق الله الأخ الشيخ أبا أحمد و أن يبارك له في علمه و عمله آمين

كتبه عمر الحفيان

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير