فما ذكره أخونا المحقق هداه الله في تخريجه من (متابعة) أردفها بأنها (تامة) و .. (به) لا يحتاج إلا مزيد تعليق!
فهذا قادح آخر من جملة القوادح في نسبة الكتاب، مع أنني أخذته لا على التعيين، بل لمجرد استغرابي من طريقة تخريج المحقق وجزمه بالسقط في مصادر التخريج! وأظنني لو توسعت وأعدت النظر فيما خرَّجَ من الجزء (وفيما لم يخرِّج!) لوجدت أمثلة أخرى، ولعلي أفعل إن شاء الله تعالى.
ـ[أبو أحمد الجزائري الأثري]ــــــــ[10 - 04 - 03, 01:43 م]ـ
الأخ أبوتيمية بارك الله فيه وسدد خطاه:
قولكم: "لكني لا زلت أرى أن التضعيف لا يوثر في رواية الكتب إلا أن يكون قد صُرِّح بكذب راويه، و نحوه". أرجو أن تسمح لي بمناقشته.
فإن الراوي لو كان في مثل الحال التي افترضتُها أنا، واستبعدتها أنت، لا يلزم أن يُتهم بالكذب، فهذا سفيان بن وكيع، وقيس بن الربيع وأمثالهما لم يُدفعوا عن صدق وأمانة في أنفسهم، إنما جاءهم البلاء من غيرهم، ولا يُقال: فلماذا لم يُذكر ذلك عن عبد الرحمن بن أحمد؟ فأقول: لأن ترجمته عزيزة جدا، وليس عندنا إلا نص يتيم مُجمل، وأولئك بخلافه مشهورون والأقوال فيهم كثيرة، ورب راوٍ حالُه هكذا أو أشد ولم يصلنا إلا إجمال التضعيف فيه، وتجد بعض من يثبت كذبه ووهاؤه يلين القول بعض الأئمة فيه، فيقول: ضعيف فقط، أو: ليس بالحافظ، ولو لم يصلنا إلا هذا القول دون تفصيل، هل كان لنا أن نردَّ مُطْلَقَه ونقرب احتمالا ونستبعد آخر دون دليل فاصل؟ ونبني عليه بعد ذلك أحكاما نثبت فيها كذا وكذا؟
ثم مسألة تضعيفات الذهبي: فقد سُبق بالطعن في أسانيد عدة كتب! وكون أن فلانا أعلم منه لا ينزل من قيمة كلام الإمام الذهبي، إذ لم يقله عن هوى، وقد استدل له بأدلة، وإذا رد عليه من هو أعلم أو أقل منه لا يُجعل قوله فَصلا، ويبقى للرادِّ حجتُه العلمية ودليلُه.
ولم أعرف قصدك بقولك: "كثير مما أنكر نسبته لم يعبأ من هم أعلم منه بذلك"، فمَن الذي عارضه بعده ممن هو أعلم منه، ولم يعبأ بكلامه؟
هذا إجمالا، أما تفصيلا فليس المجال يناسبه كما لا يخفاك، وغالب الكتب التي في ذاكرتي الآن مما نوزع الذهبي في تضعيفها تختلف مع كتابنا في عدة أمور، وهذا جلي إن شاء الله.
وأشكرك شكرا خاصا على إفاداتك الدائمة، ونقاشك العلمي الهادئ، وتفاعلك البَنّاء مع الموضوع، وننتظر المزيد من فوائدك.
ـ[أبو أحمد الجزائري الأثري]ــــــــ[10 - 04 - 03, 01:47 م]ـ
الأخ الكاتب أبوصهيب المحترم.
طال انتظارنا لك رغم التذكير منذ أيام، وليتسع صدرك لما أقول:
إننا من أهل الحديث، وهذا ملتقى أهله، ومن حقنا التثبت في الأقوال، وقد نسبت إلى الأخ المحقق هداه الله أنه سلفي، وأنه ليس من حزب الإدلبي كما هو منطوق كتابه ومفهومه، وأنه اعترف بتغرير الإدلبي به، وتركه إياه.
وهذا سرنا من جهة (شخص) المحقق، لا عمله، وكما قال أخونا أبوتيمية: ليس في العلم شفاعة.
ثم نقلتَ قولا نَسَبْتَه إلى الشيخ عمر بن سليمان الحفيان، وأعماله دالة عليه (بخلاف الأخ المحقق/ منذر الدومي)، سواء من كلام شيخنا الفقيه ابن عثيمين رحمه الله في مقدمة الطبعة الحديثة المحررة من الشرح الممتع، أو كلام أخينا الفاضل أبي تيمية إبراهيم الميلي هنا، وهو معروف لدى أهل الملتقى.
والسؤال هو: مَن أنت؟ ومِن أين أتيت بكلام الشيخ الحفيان، الذي يختلف شيئا عن كلامك في مداخلتك الأولى في الموضوع؟ ولماذا لم يكتب هو بنفسه؟
سامحني على جرأة الأسئلة، ولكن بناء على الثقة فيك من عدمها يختلف تعاملنا مع الموضوع، بين أن تكون أخطاء الأخ المحقق بسبب الحداثة والجرأة فقط أو بسبب البدعة أيضا!
ولماذا لم تجب عن أسئلتي التي تخص المهتمين بالموضوع، والتي نريد أن نفهم موقف المحقق منها، والذي زعمت أنك تعرفه جيدا؟
على الأقل أوصل سلام الأخ أبي تيمية وترحيبه الحار للشيح الحفيان! وأبلغه أيضا سلام إخوانه في الجزائر، ونحن ننتظر إكتمال الشرح الممتع بتحقيقه الجيد.
لا نزال بانتظار جوابك، واعذرني، لأن أهل الحديث لا يصدقون أحدا قبل التثبت التام، وأنت أوردتَ كلاما مهما لا نجد له توثيقا حتى ساعته، وقد أوردتُ فيما سبق إيرادا حول قولك بتبرؤ المحقق من شيخه الإدلبي، وقلتُ إن الثناء مثبت في الكتاب المطبوع قريبا جدا!!
آمل أن أكون مخطئا في شكّي المشروع!
وعلى كل حال فإنني أرجو منك سرعة الإجابة، على الأقل في بيان وجهات نظر الأخ المحقق وملاحظاته، لأنني ربما أدفع المبحث قريبا جدا لإحدى المجلات العلمية المحكمة، ولا يخفاك أنني سأعيد صياغة الموضوع بما يتناسب مع ما يثبت لدي من (حال) المحقق، وربما بما قد يستجد من تعقيبه، فإذا كان الموضوع يهمك ويهم المحقق فالبدار بسرعة، وجزاك الله خيرا.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[10 - 04 - 03, 05:10 م]ـ
بارك الله فيكم أخي أبا أحمد
و نفع بكم
و أعتذر الآن لانشغالي و لعلي أناقش الموضوع في أيام قادمة بتوسع
و أنتم لكم الفضل في إثارتكم هذا الموضوع المهم لاهل الحديث خاصة و للمعتنين بالتراث عامة.
¥