تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ملاحظات على تحقيق الوادعي للالزامات والتتبع (ناصر الفهد)]

ـ[القعنبي]ــــــــ[21 - 04 - 03, 09:16 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

(الإلزامات والتتبع)

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فإن كتابي (الإلزامات) و (التتبع) للدارقطني رحمه الله تعالى مشهوران بين أهل العلم، وليس هذا موضع ذكر مزايا هذين الكتابين وما فيهما من فوائد حديثية جمة، ولكني أردت أن أتكلم عن تحقيق هذين الكتابين والتعليق عليهما الذي قام به صاحب الفضيلة الشيخ محدث الديار اليمانية / مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى، وقد كان عمله فيهما قديم، وقد انتفعت وغيري - بحمد الله - من تعليقاته، وليس لمثلي أن يشهد لمثله، إلا أنه كان لي على تعليقاته وتحقيقه للكتابين ملحظان:

الملحظ الأول:

منهجي: وأعني به المنهج الذي اتبعه الشيخ رحمه الله في التعليل والتصحيح والتضعيف وشرح كلام الدارقطني في بعض المواضع، وهي طريقة كثير من المعاصرين، وهو منهج فيه نظر من كثير من الجوانب، وقد سمعت أن الشيخ رحمه الله قد تغيرت طريقة دراسته للأحاديث عن الطريقة التي اتبعها في التعليق على هذا الكتاب.

والملحظ الثاني:

شكلي: وأعني به بعض ما حصل في التحقيق من سقط أو تصحيف أو خلل، وقد يكون بعضه من التطبيعات وأخطاء النساخ.

أما الملحظ الأول فهو طويل، وله موضع آخر.

وموضع حديثنا هنا هو الملحظ الثاني؛ فأقول:

سأذكر فيما يلي أهم ما وقفت عليه من الخلل في النسخة أثناء قراءتي لها:

وستكون الإحالة على نسختين:

الأولى: ط مطبعة المدني: القاهرة، وتوزيع دار الخلفاء بالكويت.

والثانية: ط دار الكتب العلمية: بيروت.

وسيكون الرقم الأول للنسخة الأولى، والرقم الثاني للثانية.

(1)

في ثاني حديث من مسند أنس بن مالك رضي الله عنه من (التتبع) قال الدارقطني رحمه الله تعالى (ص 459، 460 – ص 309، 310):

(وأخرج مسلم عن أبي خيثمة عن إسماعيل – يعني بن أبي أويس – عن سليمان عن الزهري عن أنس عن النبي صلى الله عليه وآله و سلم: " لبس خاتما في يمينه فيه فص حبشي، وجعل فصه مما يلي كفه "، وعن عثمان وعباد عن طلحة عن يونس نحوه.

وهذا حديث محفوظ عن يونس حدث به الليث وابن وهب وعثمان بن عمر) اهـ كلام الدارقطني في هذا الموضع، وبعده حديث من مسند أبي ذر رضي الله عنه.

وفي المتن هنا مع الحاشية أمور:

الأمر الأول: أنه سقط من السند شيخ سليمان – هو ابن بلال -: يونس بن يزيد الراوي عن الزهري، وهذا لعله من الأخطاء المطبعية.

والأمر الثاني: أن الشيخ رحمه الله لما ذكر الحديث من صحيح مسلم في تعليقه على الحديث قال بعد ذلك:

(لم يظهر لي وجه (في الأصل: وجهه) انتقاد الدارقطني رحمه الله من التتبع ... ) ثم نقل كلاماً للنووي رحمه الله من شرحه على صحيح مسلم يبين فيه كلام الدارقطني.

قلت:

والسبب في عدم بيان وجه انتقاد الدارقطني رحمه الله لهذا الحديث هنا حصول خرم في أصل المخطوط – وقد ذكر الشيخ مقبل رحمه الله أن عنده نسختين –، وهذا الخرم حصل بسبب انتقال الصفحات من هذا الموضع سهواً من ناسخ المخطوط أو من المجلد له – والله أعلم – إلى ما بعد الحديث الرابع والتسعين بعد المائة – بترقيم الشيخ المحقق -، وهو في (ص 532 - ص 354) حيث دخل باقي الكلام على هذا الحديث مع مسند عائشة رضي الله عنها، وبعده باقي المسانيد التي تلي مسند أنس وهي مسانيد (البراء ثم بريدة ثم جابر ثم عمر) رضي الله عنهم، ثم يعود الكلام عن مسند عائشة رضي الله عنها (ص 558 - ص371).

ولهذا فإن الشيخ رحمه الله - لما انتقلت الصفحات من هذا الموضع إلى هناك - علق على قول الدارقطني هناك: (وغيرهم عنه ولم يذكروا فيه (في يمينه) ... ) بقوله في الحاشية (ص 532 - ص 354):

" كذا، والظاهر أن هنا سقطاً في الأصلين ".

والحقيقة أنه لا سقط، بل خلل في ترتيب الصفحات، وإلا فالكلام متسق لو رتبت الصفحات على الصواب، فقول الدارقطني في الموضع الأول المشار إليه (ص460 - ص 310):

(وهذا حديث محفوظ عن يونس حدث به الليث وابن وهب وعثمان بن عمر).

تتمته في الموضع الثاني المشار إليه بعد أكثر من أربعين صفحة: (ص 532 - ص 354):

(وغيرهم عنه ولم يذكروا فيه (في يمينه) والليث وابن وهب أحفظ من سليمان ... ).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير