تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد كنتُ أحسنتُ إلى الدكتور -بما ينبغي أن يحفظه ويراعيه لي من الإحسان- حين جُدتُ عليه بمنتسختي من كتاب " شرح حديث المبعث " لأبي شامة، وهي التي اعتمدها أصلا في نشرته للكتاب؛ حيث سدّت الخرم البليغ الذي في نسخته، على أن يسعفني هو بدوره بالنسخة الهولندية من "خطبة الكتاب المؤمل" -وكان منها نسخة بالجامعة الإسلامية-.

وتمّ الأمر بحمد الله تعالى كما اتفقنا عليه، وكأنَّ الأخ المحقِّق! لم يكفِه ذلك وشقّ على نفسه وقوفي عليها، واستكثرها عليّ بل على كل أحدٍ غيرِه، وكَبُر عليه اشتغالي بتحقيقها، حتى قفز إليها أيضا نسخًا وتعليقًا ونشرًا! بدافع المنافسة والشرَه-على ما يبدو- ليكون قد نشر الجميع، واسمُه إلى جنب اسم أبي شامة، متعلِّلا -ربما فيما يتعلل به- بأنه كان أول من نبّه على وجودها في الخزانة المشار إليها بدءًا (خزانة المجاوي، التي لم يحسن فهرستها)، ولعله بعمله هذا يُسكِّن بعضَ ما في نفسه من الأسف الشبيه بأسفي لعدم تفرُّده واستئثاره بالنسخة التي ضاعتْ كما أشرتُ بدءا.

وأرجو هنا أن لا يتهمني ظنُّ أحدٍ من الإخوان بأنني نهبتُ النسخة الأصلية من خزانة وزارة الشؤون الدينية بالجزائر، فأنا من ذلك بريء براءة أمِّنا عائشة رضي الله عنها من خبر الإفك، وإنما ذكرتُ هذا لأن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم.

ولا مناص من أن ألقي باللائمة أيضا على مَن كان صاحبي في الطلب الأخ محمد تقمونين، حيث أخذ منّي صورة من منتسختي الخطية لـ "خطبة الكتاب المؤمل"، ومعها المسوّدة من مقدمة تحقيقي لها، على أن يستفيد بها لنفسه حَسْب، وشرطي عليه أن لا يُخرجها لأحد، ريثما أفرغ من العمل عليها، فأخذتُ منه العهد الوثيق والميثاق الغليظ بصيانتها عن الأنظار والأخطار.

و أعرف من هذا الأخ عادته في الاستئذان في مثل هذه الأمور؟! فما الذي طرأ؟!

لقد وقعتْ الواقعة وجفّ القلم على علم الله، حين صارت نسختي ـ من غير سابق علمي ولا إذني بذلك ـ للناشر د.جمال عزون، فاستعان بها، ليخرج الكتاب على نسختين: النسخة التي بخطّ يدي (نسخة الجزائر)، ونسخة تشستربتي (هولندة)!

وهذا خرقٌ لمجال المنافسة الشرعية في نشرها كما ترى.

وكأنّه إطلاقًا لا يهم شاكلة مثل هؤلاء الإخوان الذين قلّ حظهم من الهدى والورع والصواب في هذه المسألة! إن أدّى ذلك إلى خدش جناب ومشاعر الأخ الذي قام بإنقاذها، والعمل أيامًا ثمينة عديدة على نسخها واستظهار حروفها وعباراتها، و .. و ..

ومما لاح لي أنه قد يتأوّل تقمونين هذا، ويتهيّأ في ذهنه مسوِّغٌ لذلك، وهو: أنه تصفح معي النسخة المخطوطة وقابل معي بعضَ حروفها وكلماتِها (وأقول بالمناسبة بعض .. ) لأن عبارة الدكتور في مقدمته لكتاب المبعث، وكذا في مقدمة هذا الكتاب توهم القارئ، ولعل الفهم كذلك في مخيلته أيضا، أن تقمونين قابل معي نصّ هذه الخطبة كاملا، وكذا كتاب "المبعث"، وهذا خلاف الواقع والزّعم؛ فإنه ما رافقني لرؤيتها لمقر الوزارة، سوى مرة واحدة يتيمة فيما أذكر وأتيقن، وما نظر فيها سوى لساعة من نهارٍ على عجل، إذ كان على أهبة السفر، ألحّ حينها على أخذ صورة من منتسختي لكي يستصحبها معه، لسيما مع تعذر تصوير الأصل المخطوط لانعدام الوسائل بالوزارة، وكذا لوجود قانون يمنع من إخراجها، فليُعرف هذا.

ولارتباط مصنفات أبي شامة واستمدادِ بعضها من بعض، قد كنتُ التمستُ منه مرارًا ومِن غيره، أن يصطنع لي معروفا، وهو تصوير مخطوطتين من الجامعة الإسلامية لأستعين بهما على إتمام عملي ـوكان يمكنه ذلك بغاية السهولة لو أراد ـ وهما:

" الكراسة الجامعة لمسائل نافعة "

و " كتاب السواك وما أشبه ذاك " كلاهما لأبي شامة. فكنت كالنافخ في رماد، والصائح في واد.

أما بعد: فقد وقعتُ على مقال كتبه هذا الدكتور بعنوان " أخبار المحقِّقين"،نشره في هذا الموقع "ملتقى أهل الحديث" نضعُ شيئا منه بدورنا هنا بين يدي القرّاء لما فيه من كلامِ حكيمٍ ناصحٍ، وصواب قولِ عالمٍ، ثم لنا كلامٌ سديدٌ معه بعد ذلك:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير