تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال: (( ... يعدّ التّراث المخطوط من مفاخر الحضارة الإسلاميّة، وهو من الكثرة بمكان، وما زالت جهود المحقّقين من عشّاق التّراث تترى لخدمة نصوصه النّادرة في شتّى ميادين المعرفة، غير أنّ بُعد الشّقّة بين أسرة التّراث حالت دون معرفة جيّدة عن أخبار ما يحققه المحقّقون، وأدّى ذلك إلى ظاهرة تعدّد طبعات الكتاب الواحد، حيث ينفق عدّة محقّقين زمنا من أعمارهم في تحقيق مكرّرٍ لكتاب واحد، ولا يخفى ما في ذلك من إهمالٍ لنصوص أخرى جديرة بالعناية، لذا كان لزاما لتفادي ظاهرة تعدد تحقيق الكتاب الواحد من معرفة أخبار المحقّقين، ويشمل ذلك ما يلي:

1 ـ ما طبعوه مؤخرا من مخطوطات.

2 ـ أو ما هو تحت الطّبع.

3 ـ أو ما فرغوا من تحقيقه وصفّ في شكل " بروفات ".

4 ـ أو ما أنهوا تحقيقه ولا يزال مسوّدة.

5 ـ أو ما هم بصدد تحقيقه وقطعوا شوطا في التّعليق.

6 ـ أو ما بدءوا العمل فيه وانتسخوه.

7 ـ أمّا ما هو في الأمنيّة فلا يدخل تحت هذا النّطاق لأنّ الواحد منّا يتمنّى أن يحقّق عددا من النّصوص التّراثيّة، ولا يعدّ هذا التّمنّي خبرا يستحقّ نشره على أنّ فلانا يحقّق كتاب " كذا "، وهذا ما يسمّى بظاهرة حجز الكتب، وهو عمل ينأى عنه المحقّق الجادّ.

إنّ جمع أخبار المحقّقين والإفادة عما يحقّقون من مخطوطات من خلال هذا الملتقى (ملتقى أهل الحديث) سيحقّق بإذن الله تعالى جملة فوائد منها:

1 ـ ربط الأسرة التّراثية بوشاج العلم ورَحِم المعرفة.

2 ـ تفادي تكرار تحقيق كتاب واحد من عدّة محقّقين.

3 ـ إمكانية إفادة محقّق ما بنسخة أخرى للكتاب الذي يعمل عليه، لذا يستحسن في نظري القاصر تحديد النسخة التي يعمل عليها المحقّق كأن يقول:

أعمل على تحقيق كتاب كذا على نسخة الظّاهريّة أو غيرها.

4 ـ التّوجّه إلى مخطوطات أخرى لم تطلها أيدي المحقّقين، وهذا بحدّ ذاته فيه فائدة لا تخفى؛ لأنّ ثمّة عدد هائل من المخطوطات ينتظر من ينفض عنه غبار السّنين.

وكضوابط للإفادة عن أخبار المحقّقين يمكن إضافة ما يلي:

1 ـ صحّة الخبر كأن يخبر المحقّق نفسُه عن المخطوط الذي طبع أو تحت الطّباعة أو فرغ من تحقيقه أو انتهى من نسخه وهكذا، وعليه فلا تنفع الأخبار الضّعيفة المعلّة بالبلاغ أو الانقطاع أو الاضطراب أو نحوها من العلل، إلاّ إذا كان من باب الاعتضاد على حدّ قول الحافظ: "مقبول عند المتابعة وإلاّ فليّن الحديث"، وقصدي التّوثّق الدّقيق من صحّة الخبر عن المحقّق الفلاني أنّه يشتغل على تحقيق كتاب كذا، ويمكن للمُخبر أن يبرأ عهدته بصيغة تفيد التّريّث كقوله: "أُخبرت والله أعلم بصحّة الخبر"، "أخبرني أحدهم نسيت اسمه"، وغيرها من أساليب تفيد بإيجاز عن شكّ في الخبر محتاج إلى اعتضاد من غيره.

2 ـ يتضمّن الخبر بإيجاز ما يلي:

أ ـ اسم المحقِّق (بالكسر).

ب ـ اسم المحقَّق (بالفتح).

ج ـ النّسخة المعتمدة في التّحقيق.

د ـ تحديد وضعية العمل: طبع، تحت الطّبع، فُرغ من تحقيقه، بدئ في نسخه، وهكذا كما سبق بيانه.

والله وليّ التّوفيق.

... وفّق الله الجميع لما يحبّ ويرضى، وآمل أن يلقى هذا الموضوع تفاعلا وترحيبا بين أسرة الملتقى، .. وكتب: د. جمال عزّون.)).

نسأل الآن الدكتور، ونتحاكم إلى مقاله المثالي الجميل، فنقول له:

سبحان الله ألم تكن كفيت بُعْدَ الشُقة، والمعرفة الجيدة بأخباري!؟

ألم تكن علمتَ بأنّني أشتغل على تحقيقه منذ سنين عدّة، ولم يكن مجرّد أمنية (في حجز الكتاب)، وهذا سماعا منِّي ومن لفظي، وكان لك به إسنادٌ عالٍ سُكَّرة صحيح لذاته متصل بشرط المعاصرة واللُقي، خال من العلل و الشذوذ و النكارة والاضطراب؛ والدليل على ذلك أنك شددتَ عضدي بالنسخة التي أرسلتَها إليّ لأقابل بها!؟

ألم يكن عملُك من قبيل تحقيقٍ مكرّرٍ لكتابٍ واحدٍ؟!

أيُّ ربط تريده بين أسرة التراث؟!

وأيُّ وشاج للعلم وأيّ رَحِمٍ للمعرفة تجمعك بها؟!

قبيحٌ منك هذا العبث إذًا، وشنيعٌ نقضُ قولِك بفعلك، وتكلُّفك ما أنت منه عارٍ، وما عبّرتَ عنه بقصور نظرك فيه إنما هو مكرٌ مكرتموه في المدينة، ولكن إن لم تستح فاصنعْ ما شئت.

فما مَثَلُك أيها الدكتور إلا كمثل هرّة سفيان الثوري، حيث قال فيها: كانت لنا هرّة لا تؤذينا، فلما ولدتْ كشفت القدور.

و أجدُ الآن مسلاةً فيما أستحضرُه من قول أحد الشعراء (1) في مثل هذه الحال:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير