تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ج ـ مراجعة المحقّق البارع الشّيخ عبد الله بن يوسف الجديع نعمة من الله عليك ـ أيّها الحِبُّ الكريم ـ فالجديع ـ وأحسبه تصغير " جَدَع " وإخواننا المصريّون يقولون: فلان جَدَع، يعني قويّ، والشّيخ الجديع قويّ في تحقيقاته، بارع في تعليقاته، ويا حظّي لو حظيتُ بمراجعة الشّيخ لشيء ممّا أعمل عليه تحقيقا، فاستفد منه وأفدنا أيّها الأخ المبارك.

3 ـ قولك ـ حفظني الله وإيّاك ـ: " أفاجأ بصدور هذا الكتاب محقّقا بتحقيق د. جمال عزّون بدار أضواء السّلف ـ الرّياض، فأصابتني الدّهشة، ولم أقض بعد العجب من صنيعه ".

وجوابه من وجوه أهمّها:

أ ـ هوّن عليك ـ أبا الطّيّب ـ ولا تندهش ولا تعجب، فليس بأوّل كتاب أنشره، ونصّ أحقّقه، وعملي على هذا الكتاب ـ أعني خطبة المؤمّل ـ كان قبل عملك المبارك إن شاء الله، والمطابع ودور النّشر في عالم اليوم فيها من المفاجآت ما لا يحصيه إلاّ الله، وأذكر يوم أوشكتُ على إصدار تحقيقي لكتاب: " اعتقاد أهل السّنّة " للحافظ أبي بكر الإسماعيلي، وراجعه لي شيخنا حمّاد الأنصاري ـ رحمه الله ـ وكتب له تقريظا، صدر الكتاب محقّقا من طرف أحد أفاضل الشّيوخ الكرام، وكنتُ حينها في غاية السّعادة من ظهور نشرة الفاضل المشار إليه، لأنّ كتاب اعتقاد أهل السّنّة يخدم جانب الاعتقاد الصّحيح عند أهل السّنّة والجماعة أتباع السّلف الصّالح، وما فوجئت ولا أصابتني الدّهشة ولا قضيت العجب من صنيع المحقّق الفاضل. بل حصل معي مثلُ ما حصل مع أبي الطّيّب ـ مع فرق يأتي بيانه ـ وذلك في كتاب: " التّبصير في معالم الدّين " للإمام ابن جرير الطّبري، فقد كنت جهدتُّ ـ علم الله ـ في نسخ الكتاب عن نسخته الإسبانيّة الوحيدة والمحفوظ صورة عنها في مكتبة العلاّمة الجليل الشّيخ حمّاد الأنصاري رحمه الله، وهي مرقومة بخطّ أندلسيّ صعب، ولبثت زمنا في فكّها حتّى جاءت مجلوّة بحمد الله بخطّ العبد الفقير، ثمّ قابلتها مع فاضل كبير أرهقته معي في قسم مخطوطات الجامعة الإسلاميّة، وقابلناها مباشرة على النّسخة الفلميّة، وبعدها قرأتها كلّها على شيخنا الأنصاري أعلى الله درجته في عليّين، وكانت له توضيحات لبعض الغوامض في النّصّ والمبهمات، كان كلّ هذا قبل أن تظهر نشرة الشّيخ الجليل فضيلة الدّكتور. علي الشّبل وفّقه الله للخيرات، الذي نشر الكتاب بعد فترة بناء على النّسخة الإسبانيّة، وأخبرني ـ رعاه الله ـ أنّه رأى نسخة حديثة بخطّ جميل في مكتبة شيخنا الأنصاري ـ وهي منتسختي ـ، وسررنا جميعا بنشرة الدّكتور الذي أبدع في دراسته للكتاب وهو المتخصّص في العقديّات، وأفاد في مقدّمته أنّه قابل معه فاضل شنقيطي خرّيت ذو خبرة في معرفة خطوط المغاربة والأندلسيّين، وما دار بخلدي أنّ الشّيخ سرق نسختي، ولا جال في خاطري أنّه اعتمدها دون إذن منّي، خاصّة وأنّا جميعا كنّا نجتمع في مكتبة الشّيخ حمّاد الأنصاري الجواد بالمخطوطات، والذي أباح لي انتساخ الكتاب من مكتبته العامرة، فانتسخته وقابلته وعلى الشّيخ قرأته، وللتّحقيق هيّأته، ثمّ ظهرت نشرة جيّدة من فاضل متخصّص، فكان ماذا؟ بل حمدتُّ الله على ظهور هذا الكتاب، وحمدنا للمحقّق الجهد في التّعليق والإسهاب، وما وجدتُّ في نفسي شيئا رغم ما تهيّأ لي في نشره من أسباب، ولا قلت ما قاله أخونا أبو الطّيّب: " أفاجأ بصدور هذا الكتاب محقّقا بتحقيق فلان ... فأصابتني الدّهشة، ولم أقض بعد العجب من صنيعه ".

ب ـ دعك ـ يا أبا الطّيّب ـ من هذا الكتاب الصّغيّر في حجمه ـ العظيم في علمه ـ فإنّ الأمر أعظم ممّا تتخيّل، فثمّة موسوعات عمل على تحقيقها فطاحلة التّحقيق وأئمّته، ثمّ صدرت بتحقيق آخرين كانت لكثير منهم أسبابهم المنطقيّة المقنعة.

ج ـ كان الواجب أن تهدأ لا أن تفاجأ، وتعذر لا أن تندهش، وتسعد لا أن تعجب، فليست القضيّة بهذا الحجم الذي أحدث في نفسك هذا التّفاعل، وأخشى من فجاءتك واندهاشك وعجبك أن يكون ضغطك قد ارتفع، ومستوى السّكّر زاد واندفع، سلّمك الله دنيا وآخرة، وأمتعك وإيّانا بالصّحّة والعافية.

4 ـ قولك ـ حفظني الله وإيّاك ـ: " وما أراه إلاّ أصيب هو الآخر بحمّى طاعون النّشر، وشهوة الحديث، ونهمة الاستكثار ولو بقرصنة جهود الغير ".

وجوابه من وجوه أهمّها:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير