تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ب ـ أنّ أخانا الفاضل محمّد تقمونين لو عايشته عن كثب، وخالطته دون حجب، لعرفت كريم خلاله، وحسن وفائه، وقد ذكرك من قبل بخير، وذكرتَه بَعْدُ بشرّ، وقد أشاد كما أشدتُّ بفرعك الذي هوّلتَ من شأنه وحلّقت به تحليق القَلْعَة، ومننت وآذيت حتّى فسد واسودّ كـ: " القَرْعَة ".

16 ـ قولك ـ حفظني الله وإيّاك ـ: " لقد وقعت الواقعة وجفّ القلم على علم الله حين صارت نسختي من غير سابق علمي ولا إذني".

جوابه أن أقول: وقعت الواقعة، وانشقت مرارة أبي الطّيّب بالفاجعة، حين وصلتني نسخته وجاءته نسخة الجامعة، فحقّقه على نسختين عاشقٌ للأعلاق النّافعة، المنتشرة في أرض الله الشّاسعة، دون سابق علم حمادو بالفاقعة، ولا حصول المحقّق على إذن منه بأوامر رادعة، رغم أنّ أُذْنَكَ الواسعة، قد سمعت خبر تحقيقي للخُطْبَة الرّائعة، على نسخة تشستربتي الماتعة، وفرعك المهزوز المنسوخ عن الأصل المشهود بمكتبة المجّاوي القابعة، في بلدة البرواقيّة ثمّ الوزارة القريبة من يدك المانعة، وصول الخير إلى صحبك النّابعة، من قلوبهم حبّ الفضائل والسّنن النّاجعة.

17 ـ قولك ـ حفظني الله وإيّاك ـ: " للنّاشر د. جمال عزّون، فاستعان بها ليخرج الكتاب على نسختين النّسخة التي بخطّ يدي " نسخة الجزائر " ونسخة تشستربتي (هولندا) ".

جوابه من وجوه أهمّها:

أ ـ النّاشر في عرف هذه الصّنعة رجل امتلك دارا ينشر من خلالها كتبا ورسائل ونحو ذلك، وليس أخوك كذلك فإمكاناته دون ذلك بكثير، وهو مهتمّ بالتّراث محبّ للكتب، ساع في تحقيق ما تيسّر له عن طريق دور نشر تهيّأت الأسبابُ لإخراجها ما حقّقتُ. فأوهم كلامك ـ يا إنسان ـ أنّ أخاك صاحب دار نشر دفعه جشعُه إلى تحقيق ذلك الكتاب، وذلك من تدليسك ورميك لإخوانك بتهم خفيّة، ظهرت في صريح ما كتبته يداك، وقرأته شفتاك، ورمقته عيناك. ثمّ النّشر ـ بورك فيك ـ مهنة مباركة مارسها وما يزال قوم فضلاء، يتعفّفون بها عن السّؤال، وطلب المعونة من أهل المنّ والسُّعال. ثمّ عهدي بك موظّفا في دار نشر، ساعيا لنهب خبرة أصحابها، فما الذي تنقمه عن الذي تسمّيه: " النّاشر د. جمال عزّون ".

ب ـ وقولك ـ هداك الله ـ: " فاستعان بها ليخرج الكتاب على نسختين النّسخة التي بخطّ يدي " نسخة الجزائر " ونسخة تشستربتي (هولندا) ".

جوابه من وجوه:

1 ـ أنّ الاستعانة طلب العون وذلك لا يكون إلاّ بالله وحده لا شريك له، وفي سورة الفاتحة: " وإيّاك نستعين "، قدّم الضّمير لتخصيص الاستعانة بالله وحده دون من سواه.

2 ـ جعل أخوك في تحقيقه للكتاب نسخة تشستربتي أصلا وهي تامّة الأوصاف اعتنى بها ناسخها جدّا، وهو عالم فاضل سلفيّ محبّ لشيخ الإسلام ابن تيميّة الذي لقّبه شيخ السّنّة. فحصلت بها الكفاية، لأنّها كادت أن تبلغ في إتقانها النّهاية. وودّ أخوك المحقّق أن يحظى بالنّسخة الأصل التي شاهدها قديما في برواقيّة الجزائر، ثمّ ضاعت في قصّتنا الطّويلة، واضطررنا أن نلتفت إلى فرعك اضطرار فاقد الماء عند التّيمّم، وبمجرّد ظهور الماء يبطل تيمّمه ويجب عليه استعمال الماء. والشّأن مع أخيك كذلك لو ظهرت النّسخة الأصليّة المخفيّة عن الأنظار، لبادر بإعادة نشر الكتاب وحذف كلّ موطن ورد فيه اسمُك، والتّوبة إلى الله توبة نصوحا من التّفكير في اعتماد شيء من منتسخات أمثالك، والاكتفاء بنسخ أهل العلم والفضل، وما أحلاها من منتسخات، وأجلاها من مكتتبات، وأخلاها عن المنّ والأذيّات.

3 ـ استعمالك لفاء التّعقيب في سياق كلامك، موهم أنّ الاعتماد على فرعك كان هو الأصل، ونسخة شيخ السّنّة كانت هي الفرع، والعكس هو الصّواب، ونسختك بمنّك وأذاك صارت قشرا بلا لباب، ولو أبدينا ما صحّفت، وجلّينا عمّا حرّفت، لصارت النّسخة خرابا بعد عَيْن، وعبرة لذي عينين.

4 ـ وقولك: " ونسخة تشستربتي (هولندا) " صوابه: " إيرلندا "، ولا أدري كيف تسارع قلمك لكتابة اسم نصفه الأوّل " هول " ونصفه الثّاني " ندا "، وما ذلك فيما علمتُ إلاّ من أسلوبك في النّداء، وتضخيم الأمور بالتّهويل والعداء، حتّى ليشعرنّ القارىء أنّ القيامة قامت، ووقعت الواقعة وجاءت.

18 ـ وقولك ـ أصلحك الله ـ: " وهذا خرق لمجال المنافسة الشّرعيّة في نشرها كما ترى ".

جوابه من وجوه:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير