تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

7 ـ وقولك: " والعمل أيّاما ثمينة عديدة على نسخها واستظهار حروفها وعباراتها و .. و "، فشكر الله لك سعيك، وأفاد بك شعبك، وأزال عنك سَغْبَك، وجعل أيّامك كلّها ثمينة، وحروفك التي تكوّن بها عباراتك بيضاء كالعجينة.

يا أخا الإسلام قد اعتمد أخوك أصل ابن أيّوب، وهو أصل تامّ غير مخروم الجيوب، وما اتّكأنا في نشرتنا على منتسختك الفرعيّة، بل لجأنا إليها لجوء من فقد الماء إلى التّراب والأراضي الرّمليّة، ولو اكتفينا بنسخة ابن أيُّوب، لأدّت الغرض وسلمنا من لسانك العَيُوب، ولئن عملتَ ـ كما تقول ـ أيّاما ثمينة عديدة على نسخها واستظهار حروفها وعباراتها و .. و فقد عمل أخوك شهورا أثمن على تبييض نسخة المقدسي، واستجلاء حروفها وعباراتها التي تتستعصي على الفاضل المستقصي، وقرأتها بصوتي وسجّلتها في أربعة أشرطة، وقابلت صوتي بنسخة المقدسي، فطال في البيت ـ من أجل المقابلة ـ حبسي، واستأنستُ بفرع من حسبته على الخير يمسي، وعشت مع الكتاب في نطقي وهمسي، وحقّقته وعلّقت عليه في حواشي طرسي، وفهّرسته وقدّمت له حتّى انشق ظهري من مكوثي على الكرسي، ثمّ يصيح فينا من أقبل على شاطىء الاتّهام يرسي، ويقول: قد جرحتم بالنّشرة حسّي، وأنزلتم جناب نفسي، وخنتم صداقة أمس.

20 ـ وقولك ـ أصلحك الله ـ: " وممّا لاح لي أنّه قد يتأوّل تقمونين هذا، ويتهيّأ في ذهنه مسوّغ لذلك وهو أنّه تصفّح معي النّسخة المخطوطة، وقابل معي بعض حروفها وكلماتها (وأقول بالمناسبة بعض .. ) لأنّ عبارة الدّكتور في مقدّمته لكتاب المبعث، وكذا في مقدّمة هذا الكتاب توهم القارىء، ولعلّ الفهم كذلك في مخيلته أيضا أنّ تقمومين قابل معي نصّ هذه الخطبة كاملا، وكذا كتاب المبعث، وهذا خلاف الواقع والزّعم، فإنّه ما رافقني لرؤيتها لمقرّ الوزارة سوى مرّة واحدة يتيمة فيما أذكر وأتيقّن، وما نظر فيها سوى ساعة من نهار على عجل إذ كان على أهبة السّفر، ألحّ حينها على أخذ صورة من منتسختي لكي يستصحبها معه، لاسيّما مع تعذّر تصوير الأصل المخطوط لانعدام الوسائل بالوزارة، وكذا لوجود قانون يمنع من إخراجها فليعرف هذا ".

جوابه من وجوه:

1 ـ الحمد لله الذي أنطقك إذا ببراءة أخي وصديقي محمّد من تحريفات منتسختك العديدة، وتصحيفاتها الشّديدة، فعصّبّنا الجناية بك وحدك، وسلم أخونا من وصمة التّصحيف والتّحريف والتّخريف.

2 ـ قولك: " وممّا لاح لي أنّه قد يتأوّل تقمونين هذا "، فهذه القدقدة أخت كأنّ ويبدو ولعلّ وسائر قائمة أدوات الشّكّ والارتياب، التي درج عليها حمادو في اتّهام الأصحاب.

3 ـ صاحبُك ـ يا صاح بل يا نائم ـ سلّمني فرعك بعد ما وصلتك نسخة المقدسي التي صوّرناها لك، وجرى بيني وبينك في تلك المهاتفة ما جرى، وأفدتُّك أنّي عازم على نشر الكتاب، بناء على ما تهيّأ لي قديما من أسباب، ولا غضاضة عندي أن تسعى أنت لنشرها، قلت لك ذلك وأنا أعلم أنّك مكثر للكلام، مفاخر بين الأنام، بكثرة ما حقّقت في الظّلام، ومرّت على همِّك شهور وأعوام، وما رأينا لك تحقيق كتاب الإمام، أبي شامة الحبر الهمام، فقوي العزم أكثر وما يلام، محمّد صاحبي ولا أخوك في الإسلام يا همام.

4 ـ تصفّح محمّد شرف لك يا حمادو، وسرف منك أن تضع نفسك قبالته، فالرّجل مهتمّ من قديم بالتّراث، وله نظرات سديدة في قراءة المخطوطات، ورحم الله سلفنا الأخيار، الذين كانوا يسعدون بمقابلة من قابل معهم ولو ورقة، وشاركهم في أكلهم ولو مرقة، ويثبتون في حواشي النّسخة جملة: " إلى هنا "، ويصرّحون بالتّفصيل في طبقة السّماع قائلين: سمع منّي فلان من أوّل الكتاب إلى الورقة الثّانية، أو قابل معي إلى كذا، ونحوها من عبارات كتّاب الطّباق في المخطوطات، إنصافا منهم لجهد المقابِل ولو قلّ، ودرسا منهم لجاحد مثلك أمسك وغلّ.

5 ـ وقولك: " وأقول بالمناسبة بعض .. " فعلى هذا البعض عضّ، ولا تمنن وتغضّ، وتطير وتنضّ، وتفرّخ فحش القول وتبضّ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير