تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

21 ـ وقولك ـ أصلحك الله ـ: " ولارتباط مصنّفات أبي شامة واستمداد بعضها من بعض قد كنت التمست منه مرارا ومن غيره أن يصطنع لي معروفا وهو تصوير مخطوطتين من الجامعة الإسلاميّة لأستعين بهما على إتمام عملي، وكان يمكنه ذلك بغاية السّهولة لو أراد، وهما الكرّاسة الجامعة لمسائل نافعة، وكتاب السّواك وما أشبه ذاك، كلاهما لأبي شامة، فكنتُ كالنّافخ في رماد، والصّائح في واد ".

جوابه من وجوه:

1 ـ سبق القول أنّ أبا شامة قد ألّف كتابا كبيرا سمّاه: " الكتاب المرقوم في جملة من العلوم "، أدرج تحته مجموعة مصنّفات له، ليسهل تناولها لدى القرّاء، وقلت: هذه المصنّفات قد تكاثفت على تحقيقها عصبة من المحقّقين ذكرت أسماءهم فيما سلف، ولا يمكن أن ينوء بتحقيقها جميعا فرد واحد من الخلف.

فالرّابط الذي يجمعها جميعا هو هذا الاسم الذي اقترحه المؤلّف: " الكتاب المرقوم في جملة من العلوم "، وأخبرناك أنّ تحقيقات الجميع ـ ومنهم جنابك العالي ـ تحقّق هذا الارتباط، فالْحَقْ ـ هُديت ـ بأهل الجدّ في الثّغور والرّباط، واسعد لهذا وامتلء بالاغتباط، ودع عنك الضّرب بالسّياط، واحذر ـ بسبب اندهاشاتك وفجاءاتك ـ من التّعب والاختلاط.

2 ـ أوهمت ـ يا مسكين ـ أنّ إتمام عملك في تحقيق الخطبة عاقه عائق كبير تسبّب فيه صديقك محمّد، وهو عدم وصول جزءين صغيرين لطيفين من رسائل أبي شامة هما الكرّاسة والسّواك، لتعتمدهما كما هو واضح في تحقيق الخطبة، وهذا عائق مصطنع أخفيت به شيئا أهمّ منه، وهو كثرة كلامك في فراغك من تحقيق عدّة كتب، وعجزك عن تركيز الجهد في عمل واحد لتحلّ فيه البركة، وتسرع فيه الحركة. وأنا أجزم لو حُشرت لك كتب أبي شامة كلّها لما حرّكت ما سكن، ولا حلبت ما سمن، وكان بإمكانك ـ لو أردتّ ـ أن تخرج الخطبة دون انتظار الرّسالتين، ولكنّك بحثت عن حجّة في تأخّرك، فألفيت صديقك محمّدا فرميته بتهكّمك.

3 ـ عهدي ـ يا محبّ ـ أنّني أرسلتُ إليك الخطبة والكرّاسة، فلم عتاب الصّديق يا ذا الفراسة.

4 ـ وأزيدك مذكّرا أنّ السّواك نشره أسعد الطّيّب، وحقّقه بعده صديقنا الكريم الدّكتور. عبد الباري بن شيخنا حمّاد الأنصاري رحمه الله تعالى، ولعلّه وشيك الصّدور، وأمّا الكرّاسة ـ ولا تندهش يا محبّ ـ فقد فرغتُ من تحقيقها، وانتهيت من ضبطها وتنميقها، وإخالك سوف تصيح، واغوثاه أدركوني لقد سرق منّي فلانٌ تحقيق الكرّاسة، وأنا السّابق إليها بالحراسة، فكيف يسبقني وأنا صاحب الجناب والرّئاسة، وأقول لك: يا ذا الكياسة، أولى لك إذا كان ذا منطقك في الحياة أن تشتغل بالزّراعة والغراسة، وتدع عنك التّحقيق لأهل الخبرة والمراسة، ومع هذا سوف أتريّث أيّاما وأسابيع ولا أخرج الكرّاسة، أملا في خروج نشرتك، وظهور طبعتك، فإن أخلفت ـ كعادتك ـ نشرنا، وعن شروطك نشزنا.

5 ـ وقولك: " وكان يمكنه ذلك بغاية السّهولة لو أراد " ولماذا لا يريد وهو صديقك، ولا يرغب وهو رفيقك، هلاّ التمست له العُذْر، وتركت عنك العَزْر، وقد بادرتُ أنا إلى إرسال الكرّاسة والخطبة لأبي شامة، وقُلْ ـ عاذرا لا عاذلا ـ: نسي محمّد أن يلحق بهما السواك فلا ملامة.

6 ـ وقولك: " فكنتُ كالنّافخ في رماد، والصّائح في واد "، وأزيدك: والنّائم في رقاد، والضّابح في وهاد، دعك ـ يا أخي ـ من النّفخ في الرّماد والغبار، والصّياح في الوديان والأنهار، ولِمَ تنفخ في رماد الأخشاب وصدرك ملىء بالجمرات المشتعلة، فخذ جمرة واحدة واشو بها لحم إخوانك، وأعراض رفاقك. ومع ذا فقد نفخت وحصلت على الخطبة والكرّاسة، أمّا السّواك فإن لم يصلك بعد أرسلناه إليك، مخطوطا إن شئت، أو مطبوعا بتحقيق الطّيّب إن أردت، أو معلّقا عليه بقلم د. الأنصاري إن رغبت.

22 ـ وقولك ـ أصلحك الله ـ: " أمّا بعد: فقد وقعتُ على مقال كتبه هذا الدّكتور بعنوان " أخبار المحقّقين " نشره في هذا الموقع " ملتقى أهل الحديث " نضع شيئا منه بدورنا هنا بين يدي القرّاء لما فيه من كلام حكيم قال:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير