[5] من الجمار التي أطفأها كتابُ الدكتور براءةُ أخينا محمّد تقمونين، الذي دفع إليك المصورة من منتسختي على ما بلغه من أنني أذنتُ .. مع أن في المسألة نكتة ينبغي أن تعرف، وهي في قولك: ((وقعتْ الواقعة وانشقت مرارة أبي الطيب بالفاجعة حين وصلتني نُسختُه وجاءته نسخة الجامعة فحققه على نسختين عاشقٌ للأعلاق النافعة المنتشرة في أرض الله الشاسعة دون سابق علم حمادو بالفاقعة ولا حصول المحقق على إذن منه بأوامر رادعة رغم أن أُذْنَكَ الواسعة، قد سمعت خبر تحقيقي للخُطْبَة الرّائعة، على نسخة تشستربتي الماتعة، وفرعك المهزوز المنسوخ عن الأصل المشهود بمكتبة المجّاوي القابعة، في بلدة البرواقيّة ثمّ الوزارة القريبة من يدك المانعة، وصول الخير إلى صحبك النّابعة، من قلوبهم حبّ الفضائل والسّنن النّاجعة)).
أقول لك أيها الدكتور: ظننتك أعزنتني لكن مكرتَ بي وبالأخ محمد، فنسخة الجامعة المشاعة جاءتني مقابل ما أرسلتُ به من نسختي من كتاب "المبعث" التي سدت الخرم من نسختك الأزهرية، وما أخذتَه من محمد تيقمونين من خطبة المؤمل لم يكن لك البتة حق فيه ولا أذنتُ أبدا ولا علم لي به، لكن اغتر محمدٌ بحسن ظنه فيك فقلتَ له أنني أذنتُ فغفّلته لصلاحه عن العهد.
وأجبتَ عن قولي" دون طلب ولا إذن منّي" قائلا: أنّ الذي أعلمه من نفسي أنّني أخبرتك في مهاتفك الكريمة لي ـ والعهد بعيد ـ بأنّني ماض في تحقيق الكتاب لتوفّر أسباب تحقيقه، وسرّني أن تتوجّه إليه تحقيقا، وأذكر جيّدا أنّني قلتُ: إنّ مثل هذا الكتاب القيّم جدير أن تتعدّد نشراته فسواء ظهر باسم جمال أو باسمك الكريم عبد الرّحمن، فإنّي وإيّاك قد ساهمنا في نشر كتاب يعدّ من نوادر الكتب التي تدعو إلى إحياء منهج الأئمّة الأوائل في استنباط الأحكام الشّرعيّة، وأعظم بها منقبة لي ولك يا أبا الطّيّب)).
وأجبتَ عن قولي " ولا أعلم كيف حصل عليها (أي النسخة) " قائلا: ((أتحفني بها صديقنا الوفيّ محمّد تقمونين؛ وقد تريّث حتّى أخبرته بما دار بيني وبينك في مهاتفتك المشار إليها، وأبى ـ حفظه الله وإيّاك ـ أن يمدّنا بنسخة من ذيل التّبيان لعلمه بأنّ أبا الطّيّب لم يأذن بخروج النّسخة لاشتغاله بتحقيقها!)).
وقلتَ في موضع آخر: ((ما خان محمّد بل حفظ وصان، ولا نقض العهد الذي كان، فقد طلب منّي الاستئذان، منك يا ذا الجناب والشّان، فاتّصلت بنا "زمان"، وطلبتَ منّا نسخة شيخ السّنّة عُلَيَّان، التي اعتمدناها أصلا في التّحقيق بلا شنآن، ولا أذى كصنيع اللّئيم المانّ، وأرسلناها إليك بالطّيران، وأخبرناك بتحقيقنا قبلك بأوان، واستأذنّا وسعدنا بهمّك فما هذا النّسيان، أخرفت ـ يا أبا الطّيّب ـ وجاءك الهذيان، ما كان ـ يا عاقل ـ محمّد أبدا بخوّان، كما تدّعيه في المتجر والخان، وتشيعه ظالما له ولنا كصنيع الجانّ، ألا تخشى ـ يا عبد الرّحمن ـ أن يفضحك الرّحمن، ويكشف عورتك بين الصّحب والإخوان)).
أقول: اشتغالي على مخطوطة "ذيل التبيان لبديعة البيان" للحافظ ابن حجر، متوقفٌ لأسباب هي:
-صغر حجم الكتاب.
-كون الكتاب مطبوعا على نسخة الحافظ التي بخط يده.
-عدم حصولي بعدُ على صورة من نسخة الحافظ، والذي توفر لدي نسختان نسخة الحافظ السخاوي ونسخة أخرى أتحفني بها الفاضل أبو تيمية إبراهيم الجزائري.
-تنازلتُ للشيخ أبي تيمية الجزائري –وفق الله الإخوان- عن كتاب "التبيان لبديعة البيان" –وكنتُ أول من تنبه إلى وجودها في المكتبة الوطنية الجزائرية حيث أغفلها المفهرسون- وأدعو الله أن يوفقه للإتمام، ورجائي أن ينشر هذا الذيل مع أصله.
-اشتغالي منذ زمن بتأليف واسع وهو من مشاريع العمر سميتُه "الديوان الحافظ لكل محدث حافظ" أو "تاريخ الحفّاظ والمحدثين" وهذا الذيل لا يحسن طباعته مفردا، فاعتماده وثيقة أنسب. وسأشرح منهجي فيه في المقدمة التي سأنشرها في ملتقى أهل الحديث إن شاء الله تعالى.
¥