تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

*أما عن اتصالي بك، فأصحح ما ألم بك –إن لم أكن خرفت وجفّ دماغي، وأنا بَعْدُ وتر خفيف الحاذ- بأنك كنتَ المبادر إلى الاتصال بي من المدينة المنورة ملتمسا نسختي من كتاب المبعث، ثم اتفقتُ معك في تلك المهاتفة على إرسال صورة عن منتسختي مقابل صورة تشستر بتي. ولم يعطكها محمّد رغم أنها عنده، لأنه على العهد بعدم إخراجها، وهذا إلى أن زرتُ المدينة –بعد صدور كتاب المبعث- فرافقني محمّدٌ مشكورا إلى الجامعة الإسلامية لاستظهار شيء من الحروف في مصورة تشستر بتي للكتاب المؤمل، وقد أخبرني في ذلك الوقت أنك يادكتور تراوده عليه، وأنه باق على عدم السماح به.

أما عن اتصالي أنا بك ثانيا فربما كان الغرض من الاتصال –والعهد بعيد كما تقول- طلبُ صورة عن مخطوطتي (الكراسة الجامعة) و (كتاب السواك)، وأذكر أنك أثرت محاولة الاتصال بالمسؤول الذي اختفى المخطوط على يديه لتمكيننا من تصويرها.

وصحيحٌ قولك لي: إنّ مثل هذا الكتاب القيّم جدير أن تتعدّد نشراته فسواء ظهر باسم جمال أو باسم عبد الرّحمن، فإنّي وإيّاك قد ساهمنا في نشر كتاب يعدّ من نوادر الكتب التي تدعو إلى إحياء منهج الأئمّة الأوائل في استنباط الأحكام الشّرعيّة، وأعظم بها منقبة لي ولك يا أبا الطّيّب.

فأين فهم الدكتور من مثل هذا الكلام الإذن في مصورة خطبة الكتاب المؤمل التي لدى الأخ محمّد؟؟؟ أم ألقى الشيطان في أمنيتي ذلك؟؟

وأطلب أخيرا منك من باب احتمال الخطأ على الوارد كل إنسان أن تحدثني عن نفسي هل أنت متأكد من الإذن الذي صدر مني؟؟

القارئ فيما يكتبه الدكتور يلتبس عليه الأمر فيظن أنني بادرتُ، واتصلتُ به مرّة واحدة وأذنتُ في نشر الكتابَيْن اللذين انتسختُهما عن أصل مفقود, وأنني طلبتُ مقابل ذلك صورة عن نسخة تشستربيتي المشاعة الموجودة في الجامعة الإسلامية. و لكن ليس الأمر كذلك.

[6] قولك: ((هاتفتني وأخبرتني بما نويتَ، وأعلمتك بما تهيأ لأخيك من أسباب نشره للكتاب قبلك بمراحل لو كنت تعقل، وصارحتك أنّني أسعد لو نشرتَه، كما ينبغي لك أن تسعد إذ نشرتُه، والسّنون التي تلمح إليها هي سنون عجاف، وشنشنة منك عرفناها وغرفناها، وعهدناها وحفظناها، وعلمنا أنّك مكثار للكلام، مدّع لتحقيق عدد من مخطوطات الأعلام، واسع الأماني في الاهتمام، حاجز لكمّ من كتب ذوي الأفهام، أمّا أخبارك فلست بالحريص عليها، ولا بالسّاعي إليها، حاشا أن أجوّد معرفتي بتفاهاتك، وأملأ دفاتري بترّهاتك، من أنت يا مسكين، ومتى درست يا سِكِّين، وماذا حقّقت يا سَكين، " تلك أمانيّكم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين")).

جوابي: صحيح أنني واسع الأماني في الاهتمام، وهذا مما استثناه ابن الجوزي من آفة طول الأمل، وما قيل أنني حجزتُ شيئا من كتب ذوي الأفهام غير صحيح، ومن وسمني بالحجز حسدا للمشتغلين فقد احتمل إثما وبهتانا عظيما. وسيأتي لهذا مزيد بيان.

* * *

[7] لا أحسبك أدكتور إلا سالكا كالشيخ المحدث حمّاد الأنصاري –رحم الله المشايخ- في الإخبار عن المخطوطات، فهلا تشبّهت أنت به وتركت ما ملأت به الكتاب من أنك أول من رأى على عجل وعاين قبلي بمراحل، وانتبه إلى نسبتها إلى المصنف، وعاين واكتحلت عينه وعاش مع الكتاب وعينه أول عين رأته في خزانته وحاول أن ينقذه وأشاد به في مجالس علمية ونبه الإخوان بلا شروط وضاعف الجهد في التنويه به كتابة وتحدثا وجمع مادة حوله ونبه عددا من الطلاب إلى قيمته .. و .. و .. إلخ من العبارات الناطقة بسبقك وتخلفنا وعلوك ونزولنا وعلمك وجهلنا وجودك وبخلنا وقدرتك وعجزنا وفطنتك وغفلتنا وصحوتك وسكرنا واستقامتك وضياعنا واجتهادك ونشاطك وكسلنا ورقادنا وانجماعك وشتاتنا وقوتك وضعفنا وتوثيقك وتجريحنا وطلوع نجمك وأفولنا واشتهارك وغمورنا وصيرورتك معرفة وبقائنا نكرة واكتسائك وعرينا وتحقيقاتك ودعاوينا وفخرك بلقب الدكتور ولزومنا نعت الكتبي ...

ثم أزيد: أنني أصبتُ في شنشنتي وهي أنك تتعلل قطعا بأولية من رآها.

* * *

[8] من أين لك أننا معشر النساخ وسائل كونية .. وتقول ببساطة أن الحقوق محفوظة لأبي شامة رحمه الله، وكيف تجعل نسختي ملكا مشاعا؟؟؟؟ وأنت من أشد الناس عناية وإشادة وتمسكا بالحقوق الفكرية (المالية) للمحققين .. أليس كذلك؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير