ـ[المقدادي]ــــــــ[20 - 01 - 06, 02:24 م]ـ
و للامام المحقق العلامة ابن القيم رحمه الله كلام قوي جدا في دحض حجة من يقول ان في إسناده الخضر و هو مجهول فقد قال رحمه الله في كتابه اجتماع الجيوش الإسلامية:
((فإن قيل هذا الكتاب يرويه أبو بكر عبد العزيز غلام الخلال عن الخلال عن الخضر بن المثنى عن عبد الله بن أحمد عن أبيه وهؤلاء كلهم أئمة معروفون إلا الخضر بن المثنى فإنه مجهول فكيف تثبتون هذا الكتاب عن أحمد برواية مجهولة فالجواب من وجوه:
أحدها أن الخضر هذا قد عرفه الخلال وروى عنه كما روى كلام أبي عبد الله عن أصحابه وأصحاب أصحابه ولا يضر جهالة غير له.
الثاني: أن الخلال قد قال كتبته من خط عبد الله بن أحمد وكتبه عبد الله من خط أبيه والظاهر أن الخلال إنما رواه عن الخضر لأنه أحب أن يكون متصل السند على طريق أهل النقل وضم ذلك إلى الوجادة والخضر كان صغيرا حين سمعه من عبد الله ولم يكن من المعمرين المشهورين بالعلم ولا هو من الشيوخ وقد روى الخلال عنه غير هذا في جامعه فقال في كتاب الأدب من الجامع فقال دفع إلي الخضر بن المثنى بخط عبد الله بن أحمد أجاز لي أن أرويه عنه قال الخضر حدثنا مهنا قال سألت أحمد بن حنبل عن الرجل يبزق عن يمينه في الصلاة وفي غير الصلاة فقال يكره أن يبزق الرجل عن يمينة في الصلاة وفي غير الصلاة فقلت له لم يكره أن يبزق الرجل عن يمينه في غير الصلاة قال أليس عن يمينه الملك فقلت وعن يساره أيضا ملك فقال الذي عن يمينه يكتب الحسنات والذي عن يساره يكتب السيئات
قال الخلال وأخبرنا الخضر بن المثنى الكندي قال حدثنا عبد الله ابن أحمد قال قال أبي لا بأس بأكل ذبيحة المرتد إذا كان ارتداده إلى يهودية أو نصرانية ولم يكن إلى مجوسية قلت والمشهور في مذهبه خلاف هذه الرواية وأن ذبيحة المرتد حرام رواها عنه جمهور أصحابه ولم يذكر أكثر أصحابه غيرها
ومما يدل على صحة هذا الكتاب ما ذكره القاضي أبو الحسين بن القاضي أبي يعلى فقال قرأت في كتاب أبي جعفر محمد بن أحمد بن صالح ابن أحمد بن حنبل قال قرأت على أبي صالح بن أحمد هذا الكتاب فقال هذا كتاب عمله أبي في مجلسه ردا على من احتج بظاهر القرآن وترك ما فسره رسول الله وما يلزم اتباعه))
فقد اثبت المحقق العلامة ابن القيم مما لا يدع مجالا للشك صحة نسبة هذا الكتاب و دليله في ذلك قوي لكل منصف
ـ[المقدادي]ــــــــ[20 - 01 - 06, 02:40 م]ـ
اما ما جاء عن الامام الذهبي رحمه الله انه قال انه موضوع على الامام احمد ثم ذكر في ترجمة الامام احمد طرفا من كتابه الرد على الجهمية فالجواب قد يكون من وجوه:
اولا: ان هناك منذ القدم من يشكك في سند الكتاب لان فيه الخضر و الدليل ما ذكره الامام ابن القيم و هذا دليل على ان القوم انما يشككون في هذا الكتاب لوجود الخضر في سنده , و الظاهر ان الامام الذهبي ما قال مقولته الا لوجود الخضر و هو مجهول.
ثانيا: قد يكون الامام الذهبي عند كتابته لترجمة الامام احمد و ذكره لكتابه الرد على الجهمية اطلع على توثيق للكتاب سواء انه روي بطريقٍ من غير طريق الخضر او دليل اخر ترجح عنده , و دليلي انه عندما ذكر هذا الكتاب لم يُشر مطلقا إلى انه موضوع بل قال في نهاية نقله:
((قلت: وذكر آيات كثيرة في الصفات أنا تركت كتابتها هنا)) اهـ
هذا و الله أعلم
ـ[عبدالله الغالبي]ــــــــ[20 - 06 - 07, 09:17 م]ـ
إذن فهمنا أن الكتاب يروى عن الإمام أحمد وأن القدح فيه جاء من جهتين:
الجهة الأولى:من جهة متن الكتاب.
الجهة الثانية: وجود مجهول في سنده وهو الخضر ولا ينفع بعد ذلك قول الإمام ابن القيم (قد عرفه الخلال وروى عنه كما روى كلام أبي عبد الله عن أصحابه وأصحاب أصحابه ولا يضر جهالةغيره له) لأن الخلال لم يوثقه أصلاً وإنما روى عنه والرواية عن المجهول لا تعتبر توثيقاً له كما هو ظاهر.
إذن يا جماعة هناك أمران:
الأمر الأول نسبة الكتاب إلى الإمام أحمد فلا شك فيها ولاريب.
الأمر الثاني: صحة سند ذلك فهذا لايثبت والله أعلم.
وكم من الأحاديث تروى مسندة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وفيها مجاهيل ولا شك في وجود هذا النوع من الحديث ونسبته إلى الرسول صلى الله عليه وسلم،كما أنه لاشك في عدم صحة هذه النسبة أي من خلال ذلك السند
فكونه يروى عنه كلام فهذا شيء، وصحة نسبته من خلال سنده وعدم نكارة متنه هذا شيء أخر وعليه نفهم كلام الإمام الذهبي رحمه الله تعالى
ـ[أبو الفضل السلفي]ــــــــ[20 - 06 - 07, 11:47 م]ـ
خرج الكتاب في طبعة محققة على تسع نسخ خطية، أقدم نسخة فيها نسخت سنة821هـ
ولقد تكلم المحقق في اكثر من خمسين ورقة في اثبات هذا الكتاب للامام احمد
ومما زان الكتاب أن قام المحقق بجمع كلام ابن تيمية الذي فيه شرح لعبارة الإمام احمد او تعليق لباب من أبوابه فوزعه على النصوص من هذه الرسالة.
كما أشار الى ذلك في مقدمة تحقيقه 131 - 132
محقق الكتاب /دغش شبيب العجمي
الناشر دار غراس
و للفائدة فان طبعة الشيخ الفاضل الكريم دغش العجمي قد قدّم لها الشيخان الفاضلان الفوزان و صالح آل الشيخ
¥