تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[مركز السنة النبوية]ــــــــ[01 - 06 - 03, 02:22 م]ـ

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلاَّ على الظالمين، وبعد، عبادَ اللهِ: السلام عليكم ورحمة اللهِ وبركاته:

فإن هذه كلمات لعلها تدفع شيئا في صدور بعض الناس وتخسأ الوسواس الخناس:

فإن كاتب هذه السطور هداه اللهُ لإقامة الشعائر وحبب إليه الإيمانَ وزينه في قلبه، فتاب إلى اللهِ التوابِ الرحيم، بعد رحلة طويلة في عالم الذنوب والمعاصي وأسأله تعالى أن يغفر لي وأن يختمَ لي بالقبول ويدخلني برحمته في عباده الصالحين ..

ولست من أصحاب الرتب العلمية بله المدارس الشرعية ..

وبعد هذه التوبة من ترك الشعائر الظاهرة (وهو ما يسمى الآن بالإلتزام) أحببت المسلمين، وكنت أتجول في المساجد، فرأيت يوما رجلاً صالحا ـ أحسبه كذلك ولا أزكيه على اللهِ تعالى ـ يدعو إلى اللهِ ولكن بطريقة تختلف كثيرا عمن رأيتهم في تلك الحقبة:

فهو يذكر العلماء برتبهم العالية وكأنهم كواكب في السماء العالية، ويترحم عليهم بخشوع ووقارٍ، ويكنيهم ويعظم من أمرهم بطريقة تلفت أنظار الصغار والكبار، وتجلبُ لهمُ المحبةَ ممن لهم عليه ثار ..

ثم هو لا يذكر من أمر الشريعة شيئًا إلاَّ ويدلل عليهِ من كتاب ربه عز وجل ـ الذي جمعه في صدره ـ ومن سنة رسوله (صلّى اللهُ عليهِ وسلم) وقد حوى منها الكثيرَ مِما يحمل القريبَ منه على الجزم بأنه يحفظ الكثير الكثير ...

ثم هو يعقد مجالسَ الذكر بطريقة تعجبت منها كثيرا ـ علمت بعدُ أنها (على قانون التصحيح أو كما يقال الآن التحقيق) ..

ثم هو يرغب كثيرا في شروح الحديثِ، فيعقد شروحا للكتبٍ المشهورة، وقد فتح اللهُ عليهِ فأصاب من كلِّ فنٍ نصيبًا وافرًا، فإذا تكلَّمَ أتى بما يشرح الصدور من حسن تقرير العلوم وتقريبها إلى الفهوم ..

وكان من أشد الناس اهتماما بالكتاب الإسلامي، ومن أحرصهم على كلِّ جديدٍ يخرج في عالم المكتبات الشرعية، وكنت كثيرا أسمعه ينقد بعض الطبعات ويحذر منها، ويمدح أخرى ويرغب فيها ..

وتمر الأيام ـ وقد أكرمني اللهُ تعالَى بحب العلم وأهله ـ ولله تعالى الحمد والمنة، فقد كان هذا الشيخ الجليل يعقد مجالس في شتى العلوم، وكان كثيرَ الاهتمام بالعقيدة والمصطلح واللغة ..

وهكذا لم يمض كثير وقت حتى تيقنتُ أن جنةَ الأرض هي طلب العلم الشرعي واقتناء كتب الشريعة المطهرة ..

وكنت قد عرفت قدرَ (الكتب الستة) وشروحها من مخالطة القومِ .. فعزمت على قرائتها مع شروحها المباركة لاسيما بعد أن اقتنيت شرحَ هذا الشيخ الجليل لمشكاة المصابيح مسجلاً، وقد علمت ـ بعد حينٍ ـ أن للشيخ المحدثِ الألبانيِّ (رحمه اللهُ تعالى) اعتناء بالكتب الأربعة، وقد طبع بعضُها وهي في طريقها إلى التمام ..

وفي يومٍ من الأيامِ تدبرت هذه الكتب (صحيح وضعيف السنن اختصر أسانيدها وحكم عليها المحدثُ الألبانيُّ، وحقق أصولها الشيخ زهيرالشاويش) وما ألاقيه من كثرة الرجوع إليها لمعرفة حكم الحديث، أو للتأكد من حرف من خلال الأصول التي اعتمدها الشيخ زهير، وعن درجة الحديث إن كان في غير الصحيحين (أصلا ومعنى)، وأيضا لكونها تحيل إلى كتب الشيخ المطولة لتخريج هذا الحديث، وقد علم البعيدُ والقريب ما لكتب الشيخ من أمر خطير، وأيضا لما ينقل الشيخ من فوائد .. ، فتمنيت أن لو طبعت بأسانيدها كاملة مع شروحها الشهيرة ..

ثم ألهمني الله تعالى أن أبدأ بتقييد الأحكام كاملة على هامش نسختي من الكتب الأربعة حتى أوفر هذا الوقت الذي أنفقه في الرجوع الكثير إليها ...

وكانت هذه البداية، وكان السبب في ذلك كلَِّه هذا الشيخ الصالح (شيخي وسيدي) الذي علمني توثيق وتحقيق ما أقرأ من نقولٍ وشروح وأحكام ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير