تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(ـ) ثُم قمت بتطيب الخاطر بالسؤال في الهاتف، وجاء الكلام عقب الكلام بذكر ((مركز السنة النبوية للنشر والتوزيع))، وذكرَ أن عنده بعض الأعمال قريبة على الاكتمال، وأن صاحب الدار التي اتفق معه في عجلة من أمره، وربما يكون قد اتفق مع شخصٍ آخر يحقق نفس الكتاب،

وقد ألمح إلى رغبته في طبع الكتاب، فطلبتُ رؤيته قبل أن أفاتح القائمين على ((المركز))، فجاء وقمت معه بحقه في الضيافة، وتباحثنا حتى وصلنا إلى ((ثمن الملزمة))؛ فطلب مبلغا كبيرا وذكر أنه يتقاضاه دائما، فاعتذرت مع تطيب الخاطر، (فكانت هذه الثانية).

(ـ) ثم كان قد اطلع على بعض النماذج للصف والإخراج لبعض أبحاثي فأعجب بها جدا، وطلب نصائح كثيرة؛ فلبيتُ طمعا في الأجر من اللهِ تعالَى، ثم طلب شيئا آخر؛ فذكرت أن هذا برنامجا خاصا بـ ((المركز)) ... (فكانت هذه الثالثة)

(ـ) وكنت طلبت منه أن ينظر في (أحب أعمالي لدي) وهو (ديوان السنة النبوية) مع الخطة الكاملة، وأيضا استعار بعض رسائل شيخ الإسلام المطبوعة، وشددت على أن يأتيني بـ ((الديوان)) قبل سفره؛ فلم يفعل، ثم عاد من سفره، وكل يومٍ اتصل عليهِ، فيرد أهلُ البيت حفظهم الله تعالى بأنه مشغول! ..

وهكذا خمسة أيامٍ على التوالي ـ والله المستعان ـ فما كان مني في اليوم الذي بعده إلا أن اتصلت وعاتبته فقال: لماذا لا تسأل أنت؟ فقلت: إني كل يومٍ أسأل، فيقال لي مشغول، ثم قسوت عليهِ قليلاً ... (فكانت الرابعة)

(ـ) ثم كان هناك بعض الإخوة الفضلاء الكرماء أصحاب الفضل والبذل قد أقرضني آلة التصوير الخاصة به، فقدر أن طلبها هذا الأخ فذكر له صاحبها أنها عندي، فإذا بهذا الأخ يتصل عليَّ ويطلبها بطريقةٍ عجيبة غريبة؛ فتعجبت جدا، وسأل قائلا: متى تنتهي منها؟ هكذا والله المستعانُ .. (فكانت الخامسة)

وهذه الخمسة أسباب، وربما يكون هناك غيرها .. قد حملتْ هذا الأخ الفاضل على ما أبداه منذ زمنٍ ليس بالبعيد ..

****

وإلي الذين يطالبونني دائما بطباعة الكتب الستة على أصولها؛ أقول:

(*) أين أنتم مما طبع مؤخرا من طبعات ((الكتب الستة))، لماذا لم نسمع لكم همسا لاسيما في هذا الملتقى، وكنت بفضل الله تعالى من أول الناصحين المحذرين المبينين لعوار هذه الطبعات؟

نعم ربما أكون قد أغلظت القول، ولكن هذا كان دائما في نفس الوقت الذي أكتشف فيه هذه الأخطاء وأتعرض ـ كغيري من البشر ـ إلى هذا الانفعال، ثم أعود فألوم نفسي جدا، وأقول لو كان هذا قريبا أو .. لما فعلتُ؛ فأستغفر ربي كثيرا؟

نعم قد كنت شديدا في بعض الأحايين، ولكن كان ماذا؟

(*) وهل ما قمت به من مراجعة ومطابقة ومن تصحيح وترجيح، ورصد لهذا القدر الكبير من الأخطاء والتحريفات الذي وفقني الله تعالى إليه = هل تعدون هذا من باب أمر فعل الدجال للخربة أن تخرج كنزها وخيراتها! هكذا بكلمة دون بذلٍ ومعرفةٍ ومشقة بالغة؟!

(*) ألا تذكرون تلك الكلمة الشهيرة لبعض الأدباء والتي تُذكر دائما في مقدمات بعض الرسائل التي حوت بعض الأخطاء لبعض العلماء وهي أن التأليف من حر اللفظ لكثير الصفحات أهون من التصحيح لكتاب ما، أو كما قال؟؟؟

(*) يا أهل الحديث! يا من قمتم بدراسة بعض الأحاديث تأليفا وجمعا وتخريجا: هل تعرفون مشقة مقابلة الأسانيد على كتب الرجال والقيام بما يلزم من حيثيات هذا العمل؟

(*) هل ما تقومون به من خدمة بعض الرسائل هو الصعب العسير، وما يقوم به العبد الفقير من تحمل مسؤولية آلآف الأحاديث هو السهل اليسير؟

(*) وهل ما يجلب من العلوم والمعارف في طيات بحوثكم من كلام العلماء وتقريراتهم هو من حر ألفاظكم وأنتم له مبدعون؟

(*) وأن ما يأتي به العبدُ الفقير هو سطوٌ مسلحٌ كما قال الأخ المحقق وغيره؟

ـ لقد عزوت كل فائدة لقائلها، كما عزوت كلَّ مؤاخذة لصاحبها، ولقد صرحت بهذا للقريب والبعيد وأقول لهم عند السؤال عن العمل: إنني الآن في مرحلة الانتفاع من الكتاب الفلاني الماتع لفلان الفلاني، فهل هذا سطو؟

(*) أليس هذا مما أمر الله به من الإتقان والإحسان الذي كتبه الله جل وعلا على كلِّ شيءٍ؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير