وليست جهود الدارقطني وابن الشهيد وابن الصلاح ورشيد الدين النابلسي والقطان صاحب الوهم والإيهام وغيرهم، عنك ببعيدة، وأيضا هذه المفخرة أعني (التهذيب وفروعه) ..
أقول: كل ذلك مع توفر المطبوع منها مما يسهل كثيرا التعامل مع أي أصل من أصول الستة ..
كما أعتقد أيضا أن الأصل الحديثي يقرأ نفسه بنفسه، ويحقق نفسه بنفسه، ويخرج نفسه بنفسه، ويبقى على الباحث أن يتحمل ما يلاقيه مما ذكر في مقالك، وهذه المتاعب والصعاب متحققة أيضا في غير ما ذكرت، وعلى الباحث أن يضيف جديدًا، ويعمل على إكمال وربط المسيرة العلمية الزمنية، والسابق بالحاضر، والتنبيه على ما يلزم، ونصرة سنة حرفت، ورد بغي أهل البدع على الحديث وأهله، وغير ذلك من بيان ما استعجم في زماننا هذا، وقد كان قبل بينا واضحا، وهكذا ..
وهذا الذي ذكرتُه يعلمه الكثير ممن تمرس على كتب الرجال والمتون وتوابعها، ولا ينكره إلا من كان قريب عهد، وهذا لا يصلح حَكَمًا.
بل أعتقد ذلك أيضا في أصول غير الستة، بل وفي كل فنٍ من الفنون، بشرط أن لا يهجم عليها الدخلاء وهم كثر.
واعلم سلمك الله تعالى أني لست بعيدا عن المخطوطات، لاسيما الستة، وعندي بفضل الله تعالى منها الكثير، بل والطبعات الهندية المجودة أيضا، وأرجع إلى الجميع.
وأرجو ألا نغفل عما خرج محققا مثل عمل الشيخ زهير الشاويش ـ عافاه الله ـ على السنن الأربعة والتي خرجت بأحكام الشيخ الألباني رحمه الله تعالى، نعم: قد وقع فيها الكثير من المؤاخذات، من اختصار سندٍ فوّت علينا تعليقات الشيخ زهير، ولكنها لم تخل من فوائد هامة، وكثير من التنبيهات التحقيقية للأصول التي اعتمدها وعرف بها في مقدمات هذه السنن، وقد غفل عنها الكثير، بل لم أسمع من أحدٍ ما يدل على تنبه الطلاب لهذه الأصول، بل كبير القوم هو من تنبه لكون الشيخ أشرف على طباعتها، وقد غفل الكثير عن هذه الحقيقة ..
وغير ذلك من أعمال المتقنين قبل مثل المحدث القاضي العلامة (أحمد شاكر) رحمه الله، وأعمال الشيخ (بشار عواد) وغيرهم ...
ولكن الآفة الكبرى فيما طبع مؤخرا، فهم يعيدون صف الكتب في بضعة أشهر، ثم يطبعونها خالية مما ينبغي، ولسان حالهم يقول (هذا زمن الانفتاح) وكل شيء فيه مباح إلى حين.
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[03 - 06 - 03, 09:14 ص]ـ
الاخ الشوكي سلمك الله
ابو الوفا كنية , وليس لها علاقة بالتزكية , أما مركز السنة النبوية فالتزكية ظاهرة للعيان.
ثم من هو رشيد الدين النابلسي صاحب الجهود التي ليست عنا بعيدة؟
برجاء الافادة؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[مركز السنة النبوية]ــــــــ[03 - 06 - 03, 04:12 م]ـ
وأنت سلمك الله تعالى وحفظك يا أبا الوفاء (بإثبات الهمزة):
رجعت تثبت ما أنفيه، وما بررته كثيرا، من أن هذا هو اسم المركز الذي أعمل به، وأني والذي نفسي بيده عندما دلني أخي على هذا الملتقى، وبين لي أنه لا بد من اسم مستعار، فتحرجت أن أتسمى بأسماء درر السما من أهل العلم والسما ..
وكنت قد رأيت أسماء كثيرة لا تحفى عليك، وكلها لعلماء كبار (كان ينبغي أن لا تستخدم لدرأ ما يتوقع في المستقبل) من قبل المخالفين لذات حامل هذا الاسم واللقب،
ولكن لا تثريب مع حسن المقصد والنية والله عليم بذات الصدور ..
وقد أردت بهذا ((المركز)) ما ذكرته مرارا وتكرارا .. ألا وهو إبلاغه إلى الأسماع لتألفه ..
وهذا يا أخي التنبيه الثالث على قصة ((التزكية المدعاة))، وهذا إصرار على إلزام الغير بما ليس بلازمٍ، ولو قلبنا هذا عليك وألزمناك بلازمك؛ لوجب عليك وعلى كل من تسمى أو تكنى بأسماء ((العلما)) ـ بحذف الهمز تخفيفا ـ أن يبادر بالتغيير؛ لدرأ شبه التأويل .. وهكذا ..
فأتمنى عليك أن تترك هذا، لاسيما وهذا الاسم له من الواقع أكبر النصيب ... وهذا ظاهر لكل منصف مصيب، ولا أعني بهذا تزكية النفس، وإنما أقصد أن هذا الاسم هو ((لمكان حقيقي)) يعني بخدمة السنة وجمعها من خلال مشاريع كبيرة تبذل بهذا الصدد .. وسأترك لأهل العلم تقييمها وبيان ما لها وما عليها، وما توفيقي إلا بالله.
وقد نفيت عن نفسك التزكية بما يصلح أن أحتج به نافيا ...
ثم قلت سائلا: ((من هو رشيد الدين النابلسي صاحب الجهود التي ليست عنا بعيدة؟ برجاء الافادة؟ وجزاكم الله خيرا)). اهـ
فأقول: وجزاك مثله؛
هو الإمام الحافظ رشيد الدين أبو الحسين (يحيى بن عليٍ) صاحب كتاب: ((غرر الفوائد المجموعة في بيان ما وقع في صحيح مسلم))، ولعلك الآن انتبهت إليه ..
==============
والشيء بالشيء يذكر، كأنك أشرت إلى طبعة جديدة للمشكاة التي خرجت مؤخرا، وقد حصلتها، وأظن أن بها بعض التأويلات لمقالات السلف الثقات في مقالات الاعتقاد، فأرجو أن تتبينه إن كنت في متسع من الوقت فاهتم بهذا جزاك الله خيرا، وأفدنا عن قريب.
¥