مخطوطٌ نفيس للإمام ابن عبدالبر "رحمه الله" [الأجوبة المستوعبة عن المسائل المستغربة]
ـ[الحمادي]ــــــــ[15 - 06 - 03, 02:45 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد
فقد سبق أن شارك الأخ الشيخ أبي حاتم الشريف "حفظه الله" بذكر شيءٍ لابأس به من ترجمة الإمام أبي عمر يوسف بن عبدالله بن عبدالبر "رحمه الله" المتوفى عام (463 هـ).
وأحببتُ في هذه المشاركة أن أورد نبذةً يسيرة عن كتابٍ من كتب هذا الإمام؛ وهو كتابٌ نفيس على صغر حجمه؛ لعنايته بالإجابة عن قضايا مشكلة في بعض الأحاديث النبوية.
ولذا كان "رحمه الله" يحيل في كتابيه التمهيد والاستذكار على هذا الكتاب في مواضع عدة في التمهيد، وموضع واحد في الاستذكار.
هذا الكتاب هو (الأجوبة المستوعبة عن المسائل المستغربة) كذا عُنوانه في المخطوط الذي لم أقف على نسخة أخرى له.
وجاء في ترجمته ذِكر هذا الكتاب باسم:
(الأجوبة الموعبة عن المسائل المستغربة).
وذكره في التمهيد والاستذكار باسم:
(الأجوبة عن المسائل المستغربة).
مضمون الكتاب:
هذا الكتاب عبارةٌ عن اثنين وعشرين حديثاً من صحيح الإمام البخاري
"رحمه الله" استشكلها المهلَّب بن أحمد بن أبي صُفرة البغدادي "رحمه الله" شارح صحيح البخاري، فأرسل إلى الإمام أبي عمر يطلب منه حلَّ هذه الإشكالات.
وهذه الإشكالات تتعلق بمتن الحديث ومعارضته لآيات أو أحاديث أخرى أو نحو ذلك.
ويمكن تصنيفه تحت علم (مشكل الحديث).
فيورد الحديث والإشكال الذي أورده المهلب؛ ثم يقول:
(والجواب ... ).
وفي الكتاب كلامٌ على عدد من الأحاديث من الناحية الإسنادية.
فقد طعن "رحمه الله" في حديث عمرو بن أُمية الضمري في المسح على العمامة (وهو من أحاديث البخاري).
وللفائدة؛ فكلامه على حديث عمرو بن أمية لم أقف عليه في التمهيد ولا في الاستذكار، بل وجدته أحال في الاستذكار على بحثه في الأجوبة.
وهنا يبرز جانبٌ آخر من جوانب أهمية الكتاب؛ وهو:
أن فيه مباحث ليست في التمهيد ولا في الاستذكار.
بل فيه كلامٌ عن إشكال لم أجد الحافظ ابن حجر "رحمه الله" بحثه بمثل بحث أبي عمر، ولعل سبب ذلك عنايته بحل إشكالات معينة، فكان همُّه منصباً عليها.
إلا أن الغالب وجود أصل البحث في الكتابين أو أحدهما، أحياناً مع زيادات فيهما أو أحدهما على كتاب (الأجوبة)، وأحياناً العكس.
والكتاب يقع في نحو (52) لوحة، وفيه سقط في الحديث الحادي والعشرين؛ وهو حديث ابن عمر "رضي الله عنه" في تطليقه امرأته وهي حائض.
إلا أنه سقطٌ لايؤثر كثيراً؛ إذ يمكن استدراك المبحثين من التمهيد والاستذكار.
وفي الكتاب من جميل الكلام وحسن الأدب ما يُعدُّ مثلاً لتعامل أهل العلم مع بعضهم.
ولعلي أذكر في وقتٍ لاحق - إن شاء الله - جزءاً من هذا الكتاب
مع ذكر الأحاديث التي تعرض لبحثها والكلام عليها.
وللفائدة؛ فقد صنَّف أبوعمر هذا الكتاب قبل وفاته بما لايقل عن (28) عاماً، حيث إن وفاة المهلب كانت سنة (435 هـ) تقريباً.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[15 - 06 - 03, 03:14 م]ـ
جزاك الله خيراوبارك فيك
وقد سمعت أن الكتاب سيطبع قريبا في دار الغرب.
وهذه صور الورقات الثلات الأولى من المخطوط
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[15 - 06 - 03, 03:15 م]ـ
نعم اخي الشيخ الحمادي وكنت قد عزمت على تحقيق هذا الكتاب لما وجدت من مباحثه الرشيقة العالية ... وتعاظمت ان يدفن مثله رغم اني لست من اهل البضاعة.
الا اني علمت انه يطبع الان في دار الغرب وحقق كرسالة علمية.
وعند اخي الشيخ عبدالرحمن الفقيه زيادة علم في هذا واظن انه وقف على نسخة اخرى.
((كتبت هذا الرد قبل ان اطالع رد الشيخ عبدالرحمن))
ـ[الحمادي]ــــــــ[15 - 06 - 03, 06:02 م]ـ
الكتاب حُقِّق في رسالة ماجستير في جامعة الجزائر قبل أكثر من سنة
ولم يقف محقِّقه إلا على هذه النسخة - كما أخبرني بذلك أحد القريبين منه -.
وكنتُ قبل سنة (في شهر ربيع الأول لعام 1423 هـ) قد وقفتُ على هذا المخطوط بدلالة أحد المشايخ - جزاه الله خيراً - فعزمتُ على أن أحققه في رسالتي للماجستير - وكنتُ في تلك الأيام أبحث
عن موضوع لتسجيله -.
فاشتغلت على الكتاب شهراً، وقرأته مرتين، وطبعتُ منه أكثر من الثلث
مع وضع مسافة كافية للحواشي.
ثم راجعتُ التمهيد والاستذكار والفتح لابن حجر وابن رجب رغبةً في الوصول إلى القيمة العلمية للكتاب؛ وهل أبحاثه موجودة في التمهيد والاستذكار أو لا؟
فأحلتُ على كافة المواضع التي بحثت مسائله (في هذه الكتب الأربعة).
ووجدته قد انفرد عن هذه الكتب ببعض الأبحاث.
ثم علمتُ بأن الكتاب نوقش قبل عملي هذا بنحو شهرين، فتوقفتُ عن المواصلة حتى أحفظ جهدي في أمر آخر غير مخدوم.
وقد بلغني من الأخ القريب من محقق الرسالة أنه قد بذل في التحقيق جهداً كبيراً؛ وسافر إلى تركيا لمراجعة المخطوط الأصل؛ لأجل قراءة بعض البياضات في الكتاب، إلا أنه لم يعتنِ بكلام ابن عبدالبر في التمهيد والاستذكار؛ فقلتُ له:
هذا من أهم أركان تحقيق هذا الكتاب.
وعلى كل حال؛ فخروج الكتاب فيه خيرٌ كثير.
وللفائدة فقد كان الشيخ الدكتور / سليمان السعود "حفظه الله" اشتغل على هذا الكتاب قبل ست سنوات (بحث ترقية) لكن حال دون ذلك أمرٌ ذكره الشيخ "حفظه الله" ولاداعي لذكره هنا.
¥