تفسير القرآن العزيز
تأليف: محمد بن عبد الله بن أبي زمنين (ت399هـ)
تحقيق: حسين بن عكاشة، محمد بن مصطفى الكنز الناشر: الفاروق الحديثة للطباعة والنشر - القاهرة - مصر
عدد المجلدات: 5
حجم الكتاب: 71 * 42 سم
التصنيف: علوم القرآن / تفسير / تفاسير
هذا التفسير مختصر من تفسير الإمام يحيى بن سلام ـ رحمه الله ـ وتفسير يحيى من التفاسير الأثرية؛ حيث يعتني برواية الأحاديث والآثار في تفسير القرآن، ثم يعقب ذلك بالنقد والاختيار، ويجعل مبنى اختياره على المعنى اللغوي والتخريج الإعرابي، وأضاف يحيى بن سلام إلى ذلك بعض القراءات واللغات، وذكر المكي والمدني من الآيات، وذكر الناسخ والمنسوخ.
وقد نص الإمام ابن الجزري ـ رحمه الله ـ على أن هذا الكتاب سُمع من مؤلفه بأفريقية، وشهد بأنه كتاب «ليس لأحد من المتقدمين مثله»، ونقل عن إمام القراءات أبي عمرو الداني أنه قال: «ليس لأحد من المتقدمين مثل تفسير ابن سلام».
وقد نشرت ستة أجزاء من تفسير يحيى بن سلام البصري في الجزائر بتحقيق عدة باحثين، ولم ينشر التفسير كله، وقد حققت الدكتورة هند شلبي التفسير الموجود كاملاً، ووعدت بإخراجه لكن لم يطبع حتى الآن.
وهذه المكانة دفعت العلماء إلى الاشتغال به وتدريسه واختصاره، ففي بلاد الأندلس اختصره عالمان:
- ابن أبي زمنين (ت 993هـ) (وهو المختصر الذي سنقوم بعرضه).
- وأبو المطرف القناعي عبدالرحمن بن مروان (ت 314 هـ)، واختصاره مفقود.
- كما اختصره ثالث وهو: هود بن محكم الهواري، قاضي الإباضية في قبيلة (هوارة) البربرية في الجزائر، (ت 380هـ).
وقد حقق تفسير الهواري الباحث الجزائري: الحاج بن سعيد شريفي، ونشرته له دار الغرب ـ بيروت ـ لبنان ـ سنة 1410هـ ـ 1990 م، في أربعة مجلدات.
أما صاحب هذا المختصر الذي نعرضه فهو: أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله الأندلسي المري الألبيري، نزيل قرطبة، المالكي المعروف بابن أبي زمنين (324 - 399هـ).
وقد ذكر ابن أبي زمنين أن السبب الدافع له إلى اختصار تفسير يحيى بن سلام؛ أنه وجد فيه تكراراً كثيراً، وأحاديث ذكرها يقوم علم التفسير بدونها، حتى طال الكتاب بذلك؛ بحيث لا يتناسب وقلة نشاط أكثر الطالبين.
أما بالنسبة لمنهجه في كتابه؛ فقد حدد في خطبة الكتاب ما عمله في التفسير وهو أنه: زاد على اختصار تفسير يحيى بن سلام أشياء أُخر في الإعراب واللغة على طريقة الفقهاء في تحليل الكلمة وتحديد المراد منها، كما فسر كثيراً مما لم يفسر ... وقد ميز ابن أبي زمنين زياداته على تفسير يحيى بن سلام بقوله في أولها: «قال محمد». أما تفسير يحيى بن سلام فمذكور كذلك في أوله إما «قال يحيى» أو «يحيى».
وكان من منهجه أيضاً أنه لا يفسر القرآن كلمة كلمة أو آية آية، بل يقف عندما يراه جديراً بالتفسير والبيان، ومن طريقته في التناول أننا نجده أحياناً يحدد النص الذي سيتناوله بدءاً ونهاية، ثم يعود إليه، فيقف عند كلمات منه، ويعرض عند الضرورة لحكاية أوجه الإعراب، وهو يعتني بإيراد القراءات فيما يحتاج إلى ذلك لا يقصد إلى القراءات بذاتها بل لبيان استعمالات أوجه الكلمة من ذلك فعلاً، ويتدخل أحياناً لتوجيه استعمال الكلمة في القراءة، ويتدخل أحياناً لبيان استعمال أصل الكلمة.
من كل ما مر ندرك قيمة هذا التفسير؛ فهو ليس مجرد اختصار لتفسير يحيى بن سلام فحسب، بل أضحى هذا التفسير تفسيراً مستقلاً عن تفسير يحيى؛ بكثرة ما أضافه.
ومما يميزه كون مؤلفه صاحب سُنَّةٍ كما مر، بالإضافة إلى ما تميز به من الإيجاز وسهولة العرض والبعد عن التفصيلات والخلافات مع الاستشهاد والاستدلال، فضلاً عما ضمه الكتاب من جملة من النكات والإشارات اللغوية، والنحوية، ولطائف التفسير.
وقد قام المحققان بإخراج النص وضبطه، وتوثيق القراءات واللغات، وتخريج الأحاديث، مع صنع الفهارس العلمية، كما قدما للكتاب دراسة عن المؤلف شملت: ترجمته ومنهجه في هذا التفسير مع توثيق نسبته إليه، إضافة إلى ترجمة يحيى بن سلام والتعريف بتفسيره.
¥