تأليف: سليمان بن حمد العودة
الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع: الرياض ـ السعودية
عدد الصفحات: 438 - مقاس الكتاب: 71 * 42
التصنيف: السيرة النبوية / عصر مكي
لقد أخذ التأليف في السيرة ـ في مراحله الأولى ـ جانب جمع الروايات مشفوعة بالإسناد ـ غالباً ـ وكانت هذه الروايات جمعاً لأحداث السيرة دون تمحيص دقيق يكشف الصحيح منها والضعيف، إذ لم يشترط أصحابها الصحة فيما يجمعون، ولعل معرفة الناس في تلك العصور بالإسناد وأحوال الرواة جعلتهم يكتفون بذكر الحادثة مسندة ليستدل الناس ـ بإسنادها ـ على صحتها أو ضعفها.
وحيث لم تعد المعرفة بالرجال وأنواع الأسانيد من أسس الثقافة في القرون المتأخرة، بل يندر أن تجد من يهتم بذلك من مثقفي هذا العصر، فقد جاءت كتابات المعاصرين من أهل التاريخ خلواً ـ في الغالب ـ من تمييز الروايات وفق قواعد الحدثين.
وإذا كان بالإمكان تلمس العذر ـ للخلاص من هذا المنهج النقدي ـ في أحداث التأريخ الإسلامي في عصوره المتأخرة، فليس ثمة عذر في عدم الإفادة من هذا المنهج في أحداث التأريخ الإسلامي في عصوره المتقدمة بشكل عام، وفي أحداث السيرة بشكل خاص، وذلك لتوفر الإسناد؛ وإن كان ذلك يحتاج إلى جهد وإلى نوع من التخصص يستطيع المتضلعون فيه الحكم على الروايات، لكن ذلك لا يعفي غيرهم من التبعة في هذا المجال.
إن التوجه إلى توثيق نصوص السيرة مطلب ملح تفرضه طبيعة الرسالة الخاتمة، وهو ضرورة تقتضيه المنهجية الحقة التي تميز صحيح الأخبار من معلولها قبل أن تستخرج العبر والدروس منها.
ولقد مرت على الباحثين والمختصين في حقل التاريخ الإسلامي سنون دون أن يفيدوا من كتب السنة الفائدة المرجوة، ولا شك أنها تمثل مصدراً مهماً من مصادر التأريخ الإسلامي بشكل عام، وأحداث السيرة على الخصوص، وهي وإن كانت لا تقدم الحادثة في قالب كالذي تقدمه به كتب التأريخ ـ لاختلاف طبيعة المنهج ـ إلا أنها ربما رصدت حدثاً كان نصيبه الإهمال في المدونات التاريخية، وربما أوردته من مصدر آخر فزاد توثيق الخبر، وربما زادت عليه، أو أوضحت إشكالاً فيه، أو نحو ذلك، ولهذا فالبعد عنها وعدم الإفادة منها يبقي نتائج البحوث والدراسات ناقصة في هذا الميدان. ويأتي الصحيحان (صحيح البخاري، وصحيح مسلم) في الذؤابة من كتب السنة، فالإجماع منعقد على أنهما أصح الكتب بعد كتاب الله، وهما وإن اشترطا في تدوين الروايات ـ بشكل عام ـ عُلواً في الإسناد أسقطا بسببه كمّاً من الروايات التاريخية لا ترقى إلى هذا الشرط، فقد حفلا بنصوص كثيرة للسيرة، وجمع هذه الروايات ومن ثم الموازنة بينها وبين ما ساقه ابن إسحاق في السيرة يكشف نتائج طيبة أشار الباحث إلى بعضها في خاتمة البحث.
ولهذا الأسباب وغيرها تبدو أهمية الموضوع، فهو ليس مجرد جمع وترتيب لوقائع السيرة في الصحيحين في العهد المكي ـ مع ما لهذا من أهمية ـ وليس مقارنة بين أحاديث بين الصحيحين وسيرة ابن إسحاق، وبيان المؤتلف والمختلف فيها فحسب ـ وهذه هي الأخرى لها أهميتها ـ وإنما تهدف الدراسة فوق هذا وذاك، إلى نقد النصوص التي يقع فيها التعارض والاختلاف وسبر أغوارها، وغالباً ما ينتهي ببيان ضعف إسنادها وسقوط الرواية من أصلها.
وقد اعتمد الباحث في تدوين الأحداث على ما ذكره الشيخان أو أحدهما في صحيحيهما، واعتبر ذلك أصلاً ثم وزن ما جاء في سيرة ابن إسحاق بما في الصحيحين، وإذا كانت هذه الحادثة أو تلك لا توجد أصلاً في سيرة ابن إسحاق؛ أشار إلى أن ذلك زيادة حفلت بها نصوص الصحيحين دون ابن إسحاق، وعلى هذا فقد يرى القارئ أن ثمة أحداثاً أخر في العهد المكي ـ في سيرة ابن إسحاق - لم تذكر، فهذا سببه (أنه اعتبر ما في الصحيحين أصلاً)، وعلى أي حال فلا يدّعي الباحث أنه أتى على الصغير والكبير واستوفى كل ما ورد في الصحيحين من أحداث السيرة، فقد يند عنه ما لم يكن في الحسبان مما يندرج في دائرة الخطأ والنسيان.
(*) ومن الإصدارات البارزة في مجال السيرة النبوية:
1 - الإنصاف فيما وقع في تاريخ العصر الراشدي من الخلاف
تأليف: حامد محمد خليفة
الناشر: دار النفائس: عمان - الأردن (توزيع)
عدد الصفحات: 156
2 - جامع السيرة
تأليف: يسري السيد محمد
الناشر: دار الأندلس الخضراء: جدة - السعودية، دار الوفاء بالمنصورة ـ مصر
عدد الصفحات: 468
3 - الدر الثمين في سيرة الأمين: سؤال وجواب. صياغة جديدة مختصرة للسيرة النبوية على طريقة السؤال والجواب
تأليف: معيض بن عبدالله الزهراني
الناشر: دار طيبة الخضراء: مكة المكرمة - السعودية
عدد الصفحات: 328
4 - سلوة الكئيب بوفاة الحبيب صلى الله عليه وسلم
تأليف: محمد بن عبدالله بن محمد القيسي المعروف بابن ناصر الدين الدمشقي
الناشر: دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث: دبي ـ الإمارات
عدد الصفحات: 253
5 - محمد صلى الله عليه وسلم كأنك تراه
تأليف: عائض بن عبدالله القرني
الناشر: دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع: بيروت - لبنان
عدد الصفحات: 164
¥