تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وعلى الرغم من توالي الطبعات وكثرتها، فإن الكتاب لا يزال بحاجة إلى طبعة متقنة تعتمد أصول التحقيق العلمي، وتستوعب النسخ الأصلية الموثقة، وتقابل مقابلة دقيقة، وتوثّق جميع النصوص من مصادرها، وتوشَّى بتعليقات علمية نافعة .. ولعل الله سبحانه ييسِّر لهذا العمل الجليل من يدَّخره لخدمة السنة ابتغاء وجه الله، لا للتجارة والكسب، والمكاثرة والمفاخرة.

ولست الآن بصدد المقارنة بين الطبعات، فالحق يقال: أن طبعتي الفريابي وعوض الله قد خطتا خطوات جيدة في تصحيح الكتاب وتوثيق بعض نقوله، وخدمته .. ومحاولة الارتقاء به في سُلَّم الكمال البشري، وتتميَّز طبعة الفريابي بالأصول الخطية المتعددة .. وتوثيق النقول لا سيما في المجلد الثاني من الكتاب ..

وتتميز طبعة عوض الله ببعض التعليقات العلمية، وضبط الكثير من الأسماء، والفهارس المتنوعة، على إعواز في كلٍّ من الطبعتين.

وسأقتصر في هذه الصفحات على إلقاء نظرات عابرة على طبعة دار العاصمة التي حققها الأستاذ طارق عوض الله.

تقديم الدكتور أحمد معبد عبد الكريم

وقد كتب على غلاف هذه الطبعة: قدم له وراجعه وأضاف عليه بعض التعليقات الدكتور الشيخ أحمد معبد عبد الكريم الأستاذ بكلية أصول الدين بالرياض سابقاً. ويليه: المختصر الحاوي لمهمات تدريب الراوي وأول ما يطالعنا في تقديم فضيلة الدكتور أحمد معبد عبد الكريم، أنه عرض عليه الكتاب، وأنه اطلع على قرابة نصفه الأول .. وأنه طلب من المحقق الاعتناء الأكبر بتوثيق نصوص الكتاب عموماً، وذلك بعزو كلٍّ منها إلى مصدره الأصلي، أو إلى ما يقوم مقامه في حال تعذُّره، لأن هذا ركن ركين في تحقيق النصوص عموماً، وفيه تظهر خبرة المحقق، وخلفيَّته العلمية عما يضطلع بتحقيقه ..

فهل وفَّى المحقق الفاضل بما طلب منه فضيلة الدكتور أحمد معبد عبد الكريم

المطالع للكتاب يجد جهداً مشكوراً في توثيق نصوص الكتاب، ولكن المحقق قد ترك ما يقارب النصف من الكتاب دون عزو أو توثيق كما سأبيِّن ذلك مفصَّلاً.

كما أن المطالع للكتاب يجد تعليقات يسيرة كتبت برأس القلم، يكتبها كل طالب علم على نسخة من كتاب ينظر أو يراجع فيه .. ولا تتعدى هذه التعليقات في مجموعها: سطرين أو ثلاثة .. ومع ذلك كتب على غلاف الكتاب: وأضاف عليه بعض التعليقات، وكان يُكتفى بذكر ذلك في مقدَّمة المحقق، كما أعلن المحقق عن استفادته من هذه التعليقات – وهو عنوان أمانته وأدبه مع فضيلة الدكتور أحمد معبد – لا أن تذكر في عنوان الكتاب في مجلداته الثلاث .. ومواضع التعليقات في ستة مواضع وهي في الصفحات الآتية: 37، 39، 159، 243، 259، 300، فلا تحتاج إلى تلك الدعاية والإعلان على مجلدات الكتاب؟!

مقدمة المحقق:

قدَّم المحقق للكتاب بمقدمة وجيزة لا تتجاوز الصفحات العشر، ذكر فيها عمله في الكتاب، وترجم ترجمة مختصرة للحافظ السيوطي، اختصرها – كما أشار – مما كتبه الشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف في مقدمته للتدريب، كما أورد ترجمة موجزة للنووي، استلَّها من كتاب "البداية والنهاية" لابن كثير، وفاته أن يذكر وفاة الإمام النووي. اعتماداً على قول ابن كثير: "توفي في ليلة أربع وعشرين من رجب من هذه السنة بنوى، ودفن هناك رحمه الله وعفا عنا وعنه ". فحدَّد الليلة والشهر ولم يذكر السنة؟ وكان على المحقِّق أن يقول: قال الحافظ ابن كثير في أحداث سنة ست وسبعين وستمائة للهجرة .. وعندها يُعرف تاريخ وفاته، ولا يفوت ذكره، في هذه الترجمة الموجزة التي لم تستوعب حتى ذكر سنة الوفاة؟!!

دراسة الكتاب:

إن العمل العلمي المتقن يتميَّز بمقدمة ودراسة وافية، عن الكتاب، - وليته أغفل ترجمة السيوطي والنووي لشُهرتهما – واقتصر على دراسةٍ مستوفية للتدريب .. ولا نجد في مقدّمته شيئاً يستحقُّ الذكر في دراسة الكتاب، فهو لم يتكلَّم عن طبعات الكتاب السابقة، وماذا أضاف إليها، وما الباعث لعمله؟ وماذا قدَّم للمكتبة الحديثيّة؟ كما لم يكتب حرفاً حول منهج السيوطي في"التدريب" في إضافاته على من سبقه، ومزايا شرحه، وأثره فيمن بعده، والمقارنة بين هذا الكتاب وأشهر كتب المصطلح الأخرى .. وعن موارده في شرحه .. لا يجدُ المطالع للكتاب أية إشارة إلى هذه المواضيع الهامة التي هي من صُلْب عمل المحقق

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير