[المكتبات الخاصة في الأحساء ونجد في القرن الرابع عشر الهجري]
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[02 - 08 - 03, 12:08 م]ـ
تقرير: عبدالله بن عيسى الذرمان
تُعدُّ المكتبات الخاصة من أقدم أنواع المكتبات، حيث أولى أهل الأحساء ونجد الكتب العلمية عناية فائقة، وتنافسوا في جمعها، وأحبوها حباً شديداً فكان الحكام والأعيان يأتون بها في حِلّهم وترحالهم، ويستفيدون منها في ثراء فكرهم وتوسيع مداركهم، واتخذها العلماء منهلاً يغرفون منه معارفهم، ويرجعون اليه في تحقيق المسائل وتقريرها، قال الشيخ عبدالرحمن بن عثمان الملا: اهتم العلماء في الأحساء والمنطقة الشرقية باقتناء الكتب باعتبارها من أهم المصادر التي ينهلون منها مختلف المعارف والعلوم، ويغترف من غيرها طلابهم ومريدوهم (1).
ويعود اهتمام النجديين بتكوين المكتبات الخاصة الى القرن العاشر الهجري (2)، ثم أخذت المكتبات تنتشر في ربوع نجد، ومن أهمها (3):
1 - مكتبة آل إسماعيل في مدينة أشيقر.
2 - مكتبة آل عوسجي في مدينة ثادق.
3 - مكتبة آل ذهلان في مدينة الرياض.
4 - مكتبة آل عتيقي في مدينة المجمعة.
5 - مكتبة آل عضيب في مدينة عنيزة.
وأقدم إشارة تاريخية الى وجود المكتبات في الأحساء تعود الى أيام الدولة الجبرية، حيث كان الأمير أجود بن زاحل محباً لجمع الكتب فاقتنى عدداً لا بأس به من كتب الفقه المالكي (4).
وشهد القرن الرابع عشر الهجري إقبالاً متزايداً على تكوين المكتبات الخاصة وتزويدها بأمهات المصادر العلمية، ونفائس المخطوطات والوثائق الشرعية التي تبرز طبيعة الحياة الثقافية والحياة الاجتماعية والحياة الاقتصادية في شبه الجزيرة العربية. واتخذت المكتبات الخاصة في هذا القرن شكلين هما:
أ- المكتبات الخاصة بالأفراد:
وهي المكتبات التي تختص بحاكم أو أمير أو عالم أو وجيه أو ناسخ وهذا النوع كثير جداً، ويدل دلالة واضحة على انتشار الوعي الفكري عند بعض الأفراد.
ومن أمثلتها:
1 - مكتبة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله-.
2 - مكتبة الأمير عبدالله بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود «ت 1396هـ».
3 - مكتبة الشيخ إبراهيم بن صالح بن عيسي «ت 1343هـ» في مدينة أشيقر.
4 - مكتبة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن عامر «ت 1357هـ» في مدينة أشيقر.
5 - مكتبة الشيخ علي بن صالح البنيان «ت 1399هـ» في مدينة حائل.
6 - مكتبة الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك «ت 1376هـ» في مدينة حريملاء.
7 - مكتبة الشيخ حمد بن ناصر العسكر «ت 1355هـ» في المجمعة.
8 - مكتبة الشيخ إبراهيم بن عبدالرحمن آل طوق الحنبلي الأحسائي في مدينة الأحساء.
9 - مكتبة الشيخ صالح بن محمد السعد «ت 1370هـ» في مدينة الأحساء.
10 - مكتبة الشيخ عبدالله بن محمد العقلي المالكي في مدينة الأحساء.
11 - مكتبة الشيخ عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ مبارك في مدينة الأحساء.
12 - مكتبة الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله الوهيبي الحنبلي في مدينة الأحساء.
13 - مكتبة الشيخ عيسى بن عبدالله آل عكاس في مدينة الأحساء.
14 - مكتبة الشيخ سعد بن حمد آل عتيق بمدينة الرياض.
15 - مكتبة الشيخ محمد بن حمد العمري في مدينة الرياض، وقد اطلعتُ على بعض مخطوطاتها.
ب- المكتبات الخاصة بالأسر:
وهي المكتبات التي يتوارثها الأبناء عن الأجداد جيلاً بعد جيل، ومن أشهرها مكتبة الشيخ محمد بن عبداللطيف آل الشيخ «ت 1367هـ» وعن هذه المكتبة قال الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن البسام: «وأساس هذه المكتبة كتب جده الشيخ عبدالرحمن بن حسن، ثم انتقلت الى ابنه الشيخ عبداللطيف، ومنه الى ابنه الشيخ عبدالله بن عبداللطيف، ومنه الى أخيه الشيخ المترجم» (5).
ومن الأمثلة على ذلك - أيضاً- مكتبة المؤرخ القاضي محمد بن عبدالله آل عبدالقادر الشافعي «ت 1391هـ» بالأحساء، قال الدكتور عبدالفتاح الحلو في ترجمة الشيخ محمد: «ورث عن أجداده مكتبة قيمة حفلت بروائع التراث العربي والإسلامي من مخطوط ومطبوع» (6).
وأسهمت مصادر كثيرة في إيجاد المكتبات الخاصة منها:
أولاً: الإهداء:
ومن أمثلة ذلك ان الأمير علي بن عبدالله آل ثاني حاكم قطر فتح مخزناً للكتب في مدينة الرياض لتوزيع الكتب العلمية على طلبة العلم وجعل عليه مشرفاً من أهل العلم. (7).
¥