وصاحبكم فهو فراهيدي أزدي وذلك ليس كذلك؟! فأصخب الرجل وأزبد وكما قالت العرب-كما أورده أبوهلال العسكري في كتاب مجمع أمثال العرب-: (أول العيّ الإحتلاط) يعني أول علامات ذهاب الحجّة التغاضب والإصخاب .... ومثل هذا الكذب والتدجيل كثير لاسيما في عمان , حيث لهم المكنة والنفوذ - والله المستعان - ...
وزيادة عليه فإن هذا المسند - في الحقيقة - عبارة عن أخبار مسروقة من الكتب الصحاح , ومنتقاة بعناية في عصور متأخرة ,بعد القرن الخامس الهجري ,مدسوسة فيه أحاديث موضوعة تخدم أغراضهم في مشابهتهم للمعتزلة والجهمية والرافضةفي إنكار رؤية الله بالجنة والعلو وعذاب القبر والحوض وفرية القول بخلق القرآن.بل ومطاعنهم على أمير المؤمنين عثمان بن عفان وعلي ومعاوية رضي الله عنهم أجمعين ... !!
وعامة رواياتها معاضيل ومقاطيع كقولهم الغريب العجيب: (عن أبي عبيدة -شيخ الربيع صاحب المسند - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) .. علما بأن الربيع توفي -كما يقولون- في ما بين 270 و 280 للهجرة!!! بل ويقولون بأن كل من روى عنهم الربيع فإنهم ثقات .. بل وحتى الذين لم يذكرهم (يعني المجاهيل) فهم ثقات لأنه كان متورعا (أكثر من البخاري) رحمه الله!!! ونحن لا ندري من هو هذا الربيع الفراهيدي ولا هم بإمكانهم إثبات من هو هذا الفارس المُسند؟؟!!
وإذا أعياهم الجواب قالوا: إنه كان مختبئا من بطش آل أمية (رحمهم الله) فلم يعرفه أئمة نقاد الحديث في العراق ... وهذا عذر بارد , وهم يدركون أنه سامج سخيف لا ينطلي على عامة الناس بله طلاب العلم!!
والحقيقة أنك لو استقرأت أحاديث هذا الكتاب -ولا أنصحك أبدا , لأن الإنشغال بكتب السنة أنفع وآجر لك من كتب المبتدعة - لوجدت أن أكثر (أقول أكثر) من نصفها ذات أسانيد مقطوعة!!
والباقي كذا وكذا ... وانتقوا بعض الأحاديث من الصحيحين - بالتحديد - وتعمدوا على تعضيل أسانيدها - حتى يموهوا بأن الكتاب كله صحيح ولو انقطعت أسانيده- والكتاب يقع في مجلدة واحدة فيهاحوالي 2700 حديث -لأنها كلها نصوص صغيرة و بلا أسانيد تقريبا - ويقولون بأنه (صحّ كتاب بعد كتاب الله) فقيل لهم: والبخاري؟ قالوا: (لااااا ... البخاري أصدق كتاب بعد كتاب الله ... أما هذا فأصحّ كتاب بعد كتاب الله)!!! تأمل الخبث الساذج بين (أصحّ , وأصدق)!!
عندما شعروا بيتمهم بين مذاهب المسلمين , خصوصا بعد أن انقرضت مذاهبهم وفرقهم واحدة بعد أخرى مع الزمن .. ولم يجدوا من ينتسبوا إليه لأن القادة الأولين أسمائهم ملطخة بعار البدعة كنافع من الأزرق وغيره .. فالتمسوا لهم جليلا من أجلاء رواة أهل السنة والجماعة من علية التابعين رضي الله عنهم ... وهو الإمام أبو الشعثاء جابر بن زيد رحمه الله .. ثم منحوه الجنسية العمانية (غيابيا) فزعموا بأنه كان عمانيا من بلدة (فرق) قرب نزوى -العاصمة الدينية للإباضية بعمان , وأنه ... وأنه .... ومن الحواديث والأكاذيب التي أحاطوه بها وباجتماعاته السرية بهم بالبصرة!!
لهم كتب فقهية كبيرة على شكل موسوعات ككتاب (قاموس الشريعة) لجميل السعدي ويقع في 70 مجلدا .. على الطريقة الكلامية .. وكتاب (بيان الشرع) لإبراهيم الكندي ويقع في 50 مجلدا ..
و (إرواء الغليل) في الفقه ليوسف أطفيش ويقع في 40 مجلدا .. وغيرها من الأسفار التي صنفت على طريقة المتكلمين ... وبين علمائهم خلافات كبيرة وخطيرة ترتقي إلى تراشق التكفير!! أخفوها الان وحذفوها لما طبعوا المخطوطات بدءا من عام 1400 للهجرة.
وأخيرا ملاحظة بسيطة ..
وهي أن السمعة القديمة بأن الخوارج هم أصدق الناس في رواية الأخبار قد انتهى تاريخ صلاحيتها فإنهم الان مثل عامة أهل البدعة يكذبون ويدلّسون ويلبسون ولا يبالون بنصوص السنة والتقيد بمداليلها ومرادها من الله ورسوله , وإنما يحتجون أولا وأخيرا بالمنطق والمغالطة اللفظية في البحث في أمور العقائد .. لهذا لا يكاد يغيب من كلامهم لفظ (لغة العرب) فيردون كلام الصحابة والتابعين ونصوص السنة يحرّفون معانيها انطلاقا من هذه (السنفونية).
أبوعبدالله
ـ[محمد أبو عمر]ــــــــ[19 - 05 - 05, 07:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وللعلامة الألباني رحمه الله كلام جميل جدا عن هذا المسند المكذوب المزعوم، في ثنايا السلسلة الضعيفة في المجلد الثاني عشر والثالث عشر