أرشيف ملتقى أهل الحديث - 5

ابدأ مثلا بموقفه من المرأة، فكتاباته وآراءه التي يبثها في بريطانيا عن الحجاب، ودور المرأة، هي نفس أراء الحركة النسوية في البلاد الإسلامية المتأثرة بالغرب، بل إن زوجته مع الأسف الشديد تسير بجانبه دونما ملائة على جسدها، نعم دون ملائة أو جلباب، تارة بلبس باكستاني، وتارة بغير ذلك,,,ونسأل الله أن كيف يده عن إصدار كتابه في أحكام العورات، وقد أفتى مرات على الملء بأن وضع شيء من المساحيق على وجه المرأة لا بأس به، وأن كشف المرأة عن ساعدها - لست أتذكر هل جعله مطلقا، أو خصه بالوضوء - لا بأس به،،

ورأيه في مصافحة المرأة، والاختلاط، وغير ذلك معروف،،

أما المظهر، فإن ما رجحه في كتابه عن اللحية أن الأصل موافقة أعراف الناس، مالم تخالف نصا، والنص هو ما يفهمه هو كنص، ولذلك فلا تكاد تراه إلا باللباس الإفرنجي مع أن كثيرا من المشايخ في بريطانيا يلبسون ملابس عربية أو تعكس ثقافة إسلامية، كاللباس الباكستاني مثلا، والعرف البريطاني يسمح به في كثير من الأحيان!

وأما لحيته فقد اختصرت اختصار تئن إلى الله منه، فتراه أحيانا وكأن ليس له لحية، خصوصا في أول أيام حلقها أو قصه لها، فحتى لو رأى أنها غير واجبة، فهل يليق هذا بطالب علم، لا سيما في علم الحديث,,

وربما لم يطلع الكثير على واحد من آخر كتبه، عن تقسيم المعمورة في الفقه الإسلامي، فقد نسف كل ما قاله الفقهاء السابقين في الجهاد، وتقسيم الدور، بل حتى إنه أشار إلى أن أمر الجزية يحتاج إلى نظر!! وأما قضية جهاد الدفع وجهاد الطلب، فهذه ليست أصلا محلا للبحث فالجهاد ما كان يوما من الأيام للطلب،،وأن مواثيق الأمم المتحدة توجب النظر إلى تقسيم الدور بنظرة أخرى، وارجعوا إلى الكتاب تجدوا ما أقول،،

والجديع هو المهندس لكثير من الفتاوى الشاذة التي تصدر عن المجلس الأوربي للإفتاء، فثمت الشيخ القرضاوي أولا، ثم الجديع، والباقون في الغالب مؤيدون، أو مستمعون، وقلة هم المعارضون ولكنهم كذلك صامتون، والمجلس لا يحتمل في أعضائه مشاغب أي معارض بقوة.

وستذكرون ما أقول لكم أيها الإخوة أن الجديع - إن لم يهده الله ويرجع عن هذا النهج - فسيكون من أكثر الناس إفسادا، بل لا تستبعدون أن يعثر عليه الغرب والليبراليون في القريب العاجل، وسيصبح المنظر الأول لهم،،،

ثم إن كتبه التي فيها تأصيل فيها خطر كبير لا سيما المتأخرة منها، لأنه يأصل لمنهج خطير بطريقة خفية، لا سيما وأن الله قد آتاه بيانا في الكلام،،،

فأرجو أن يكون الاخوة أكثر عمقا في تفكيرهم، وأبعد عن حماس الشباب، والكتب التي أجمعت الأمة أو قريبا من ذلك عليها، فيها غنية، والله المستعان،،،