الأولى عند قوله: "وعلى كل حال فابن عبد خير اسمه المسيب، وهو من الثقات (تذهيب الكمال 588/ 27 - 589) " فهل تذهيب تهذيب الكمال للذهبي بلغت مجلداته هذا العدد وأي طبعة هي؟ وبالطبع سيقول الأخ أنه لا يقصد التذهيب للذهبي وإنما قصد تهذيب الكمال للمزي وأنا أعلم ذلك وبالفعل قد راجعت ترجمة المسيب بن عبد خير في تهذيب الكمال للمزي (27/ 588، 589)، وهنا أقول أليس هذا الخطأ بقريب من خطأ الشيخ مشهور في اسم الهروي الذي تعقبه الأخ؟ فإن الأخ كتب تذهيب - وأنا أعلم أنها سبق قلم - مكان تهذيب، ولكن يأتي اللبس من وجود كتاب بكل من الاسمين أليس كذلك؟ أليس من الممكن أن تكون كلمة أبي ذر جاءت سبق قلم من محقق الإعلام مع وجود تشابه شديد في الأسماء والمصنفات كما أوضحت؟ فما رأيك؟
الثانية: وقعت كلمة أخرى خطأ في هذه العبارة [[ونحن نعلم أن لديه الكثير من الأعمال ك "سنن الدراقطني" و"خلافيات البيهقي"، وغيرها مما يجعله يتعجل في العمل]]. فهل كلمة الدراقطني هذه صحيحة؟ أم أنها أيضا سبق قلم رغم أن المنتقد - شرح الله صدره للحق - على علم أن هناك خطأ شائع في كتابة اسم الإمام الدارقطني بهذه الصورة التي جاءت في المقال ألا يمكن أن يمثل هذا تلبيساً على من لا يعرف الضبط الصحيح لاسم الإمام؟
ثم قل لي بالله عليك ما فائدة هذه العبارة أصلا ً؟ لماذا قلت أن المحقق مشغول بأعمال أخرى هل هذا كي تلتمس له العذر في هذه الأخطاء الطفيفة التي وقفت عليها في سبع مجلدات طوال؟ وعلى ذلك هل نلتمس لك عذرا على أخطائك السابق ذكرها من قبل الأخ أبي أيوب والتي ذكرتها أنا لك الآن في هذا المقال الذي لا يتجاوز الخمس ورقات؟ أم أنك أحببت أن توضح أن محقق الإعلام لا يعطي العمل حقه من الوقت والجهد ولذلك تظهر فيه الأخطاء؟ وهل هذا يتماشى مع قولك أنك لم تقصد المحقق؟ فإن كنت لا تقصده فقل لي بالله عليك لماذا أوردت هذا الكلام؟
[[3 - يعتب عليه بعض طلاب العلم أمور، منها:
(أ) إسرافه في التخريج ولاسيما بعض الأحاديث المعروفة والمشهورة.
(ب) إسرافه في كتابة المقدمات ولاسيما تحقيقاته الأخيرة، وقد بلغت مجلداً كما في كتاب "إعلام الموقعين"، وفي بعض المواضع إطالة ظاهرة، ونقول مطوّلة، ومعلومات مكررة لا حاجة لنا بها.
(ج) إسرافه في عمل الفهارس الفنية - على أهميتها - وقد استغرقت مجلداً ضخماً في أعماله الأخيرة، وزادت على المجلدين في "المجالسة وجواهر العلم"، وفيها أنواع من الفهارس نادراً ما يرجع إليها طالب العلم، ومن أهم أنواع الفهارس فهرس المصادر والمراجع ولم نره إلا في "المجالسة"، وهو فهرس كبير جداً احتوى على (1374) مصدراً لكتاب بلغت صفحات مخطوطته (528) صفحة، واستغرقت هذه المصادر (119) صفحة، ولا أعلم هل فعلاً رجع إلى كل هذه المصادر في تحقيق "المجالسة"؟ علماً بأنه ذكر فيها الكثير من مؤلفاته وتحقيقاته وقال عن بعضها (لم يتم)؛ فكيف رجع وأحال إليها؟ وفي بعض هذه المصادر يذكر طبعتين أو ثلاث. وفي "إعلام الموقعين" زيادة ظاهرة في الفهارس، ومن ذلك وضعه فهرسين للأحاديث، رتبها في الأول حسب المعجم، وفي الثاني حسب المسانيد، والأولى يغني عن الثاني فصار في المجلد (200) صفحة مكررة.
هذا بعض ما يأخذه طلاب العلم على تحقيقات مشهور، وغيره، وله أضرار، منها زيادة حجم الكتب المحققة، مع ما يعانيه طلاب العلم من ضيق المكان، وكثرة الكتب، ثم إن هذه الزيادة لها دور كبير في زيادة سعر الكتاب، كما لا يخفى، علماً بأن اتجاه دور النشر - مؤخراً - اقتصر على إعادة طبع الكتب في مجلد واحد بعد ضغط حروفه.]]
فهل هذا من التعليق على نسخة إعلام الموقعين؟ أم هذا المقصود به هو المحقق نفسه؟ والعجب من كثرة ثنائك على تخريجاته وجهده رغم الإطاحة الواضحة بمنهجه في جل الكلام والحط على طريقته.
هل تظن أن الشيخ مشهور يتعمد (نفخ) الكتاب بدون فائدة حتى يتربح ماديا على حساب طلبة العلم؟ هل هذا ظنك به؟!!
ثم قل لي بالله عليك ما فائدة إعلان أن هناك نسخة أخرى على ثمان نسخ سوف تحقق بإشراف العلامة بكر أبو زيد - حفظه الله -؟ وما فائدة هذا القول [[فلعل من لم يشتر طبعة مشهور، ينتظر حتى تخرج هذه الطبعة، فيميز بين الطبعتين، ويختار الأفضل، ويراعي في اختياره النسخة الأصح متناً، لا الأكثر حواشي وفهارس، وبالله التوفيق.]] خاصة النصف الثاني من العبارة، هل هذا دفع لطلبة العلم كي يعرضوا عن شراء نسخة مشهور أم ماذا؟
ثم ألا تعلم أن العلامة بكر أبو زيد قد قدم للشيخ مشهور في تحقيقه لكتاب الموافقات للشاطبي وأثنى عليه ثناءاً عطراً، كتاب الموافقات أحد الكتب التي أوردتها أنت كأمثلة من بعض ما ينتقد من تحقيقات الشيخ مشهور؟ ثم ألا تعلم أن هناك مصنفات مستقلة تتكلم على عقيدة الشاطبي في الموافقات فهل لو نقل الشيخ مشهور تعليقا على عقيدة الشاطبي أكان يتهم بالسرقة أم أن الأمر قد كفي وأفرد بمصنف ولا حاجة إلى تكرار؟
وأخيرا هل هذا النقد بكل هذه المداخلات في شخص المحقق والإعلان عن نسخة أخرى نقدا علميا بناءا ليس فيه أي هوى؟
أخي الحبيب أريد منك الإجابة ولا أقصد إلا النصح والتعاون كما قدمت أنت أثناء نقدك ولا تعتبر هذه الاستفسارات من قبيل الاتهام إنما أقصد الاستفسار والله أعلم بما في القلوب. ورب مفضول ينبه فاضلا.
والله على ما أقول شهيد وهو حسبي ونعم الوكيل
¥