تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 11 - 03, 01:29 ص]ـ

نقد المطبوع من " المعجم الاوسط " *

كتاب " المعجم الاوسط " للامام الطبراني كتاب هام جدا، وهو يستمد قيمته العلمية، ومنزلته في المكتبة الاسلامية من موضوعه ومكانة مؤلفة. فأما صاحبه، فهو إمام حافظ كبير له وزنه ومكانته العلمية السامية، والتي لا تخفى على من له اشتغال بهذا العلم الشريف. وأما موضوع " الاوسط " فيتمثل في جمع الاحاديث الغرائب والفوائد والتنصيص على غرابتها وموضوع التفرد أو المخالفة فيها، فهو يعد مصدرا أساسيا لعل الحديث. وقد كان الكتاب دفين المكتبات فترة طويلة من الزمن، حتى اشتهر أنه فقد في ضمن ما فقد من كتب التراث الاسلامي، حتى من الله تعالى على هذه الامة بالوقوف على بعض أصوله الحطية. وقد كان للدكتور محمود الطحان قصب السبق في نشر هذا الكتاب. وخروجه إلى النور، ولفت أنظار الباحثين إليه. والدكتور الطحان، أحد الاساتذة الافاضل، ممن لهم مكانتهم بالجامعات العربية، وله المصنفات النافعة التي يسرت على طلبة العلم الوقوف على قواعد المصطلح، وطرق تخرييج الاحاديث وأخرج للمكتبة الاسلامية بعض المصنفات الهامة، مثل: كتاب " الجامع لاخلاق الراوي وآداب السامع " للخطيب البغدادي. / صفحة 24 / وأطروحته لنيل الدكتوراة عن الامام الخطيب البغدادي لا زالت منهلا لمن يريد الوقوف على جهود هذا الامام. إلا يريد الوقوف على جهود هذا الامام. إلا أن الدكتور لم يتم الكتاب، وإنما أخرج منه ثلاثة أجزاأ فحسب، وهي تحتوي على (3000) حديث فقط، نحو ربع الكتاب، ولم يتمه حتى الان. ثم إن طبعته لم تقع محققة كما ينبغي، بل كثر فيها التصحيف والتحريف والسقط والزيادة وغير ذلك مما يبغي أن يصان منه العمل المحقق. وكان ذلك من أهم الدوافع على إخراجه مع استدراك ما فاته، وما وقع فيه من خطا. وإننا إذ نتعرض لطبته بالنقد، فلا ريب أن هذا ما تقتضيه الامانة العلمية، فإن الامر دين يمس سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ورحم الله امرءا أهدي إلي عيوبي. وجدير بالذكر، أن نقدنا هذا لا يؤثر فيما نعرفه من مكانة الشيخ ومرتبته بين علماء عصره. ونأمل أن يتسع صدر فضيلته لذها النقد لهذا النقد المجرد، فإن القصد منه يثمل الجانب العلمي، ويبقي الود والتقدير ما بقيت مظلة الاسلام، والله الموفق. * * * إن أول ما ينبغي على المحقق مراعاته، والاعتماد عليه لتحقيق نص كتاب " المعجم الاوسط " للطبراني، بعد الاعتماد، بعد الاعتماد على أصول خطية موثوق بها، هو: / صفحة 25 / أولا: النصوص الاخرى التي كتبها الحافظ الطبراني، إن وجد اشتراك أو أو تكرار للنص فيما كتبه وألفه، وهي كثيرة. مثل: " المعجم الكبير "، و " الصغير "، و " مسند الشاميين "، و " الدعاء "، و " مكارم الاخلاق "، و " الاوائل "، وأ " من اسمه عطاء "، وغير ذلك، وهي مطبوعة متداولة. ثانيا: المصادر أو المراجع التي أخذ أصحابها عن الامام الطبراني من كتابه " الاوسط "، كتلامذته، أو من دونهم، وكلما كانت الوسائط بين الفرع والاصل قليلة، كما كان ذلك أقوى في توثيق النص ومن أمثال هؤلاء: * الحافظ أبو نعيم الاصبهاني: ومن كتهب: " حلية الاولياء "، و " ذكر أخبار أصبهان " و " معرفة الصحابة " و " صفة الجنة "، وغيرها. وقد أخذ عن الطبراني مشافهة، وهو أحد تلامذته، وكثير من أحاديث " الاوسط " مبثوث في مصنفاته، وهو أحد رواته. انظر مثلا الحديث رقم (1839 - في طبعتنا)، وقارنه بالحديث (1860 - طبعته). ولا يقتصر أبو نعيم في مصنفاته على الرواية عن الطبراني، بل إنه يروي أيضا عن بعض شيوخه الطبراني من غير طريق الطبراني، وهذا أيضا يفيد في توثيق النص - - كما سيأتي. فهو يروي عن إبراهيم بن هاشم البغوي، وأحمد بن القاسم / صفحة 26 / ابن مسعود، وإبراهيم بن مسلم الكشي، وهؤلاء من شيوخ الطبراني.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير