تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

غير تدقيق وتحقيق. لكن ماذا فعل محقق الاجزاء الثلاثة الاولى من " الاوسط " للطبراني الدكتور محمود الطحان؟. إنه تجاهل هذا كلية، وأخذ يحقق النص على التوهم والحدس، من غير أصول علمية يتبعها، ولا قواعد محررة محققة يسلكها، فكثر التصحيف، والتحريف والسقط والزيادة في عمله. ثم إنه مع ذلك اعتمد على ما لا يصلح للاعتماد عليه في إصلاح نص " الاوسط " حيث وقع فيه ما يدعو إلى الاصلاح. فهو أولا: اعتمد على " مجمع الزوائد " للهيثمي.

وهذا الكتاب - كما لا يخفى على عالم بأصول التحقيق، عارف بمنهج الامام الهيثمي في هذا الكتاب - لا يصلح الاعتماد عليه لضبط نص " الاوسط " للطبراني. ذلك: أن الامام الهيثمي - عليه رحمة الله - في هذا الكتاب يحذف / صفحة 30 / الاسناد كله، وعليه فلا سبيل لضبط إسناد " الاوسط " بالرجوع إليه ولهذا ترك الدكتور الطحان الاسناد - غالبا - بغير إصلاح، وكثرت التصحيفات والسقط فيه. وأما المتن: فمعلوم أن الامام الهيثمي لم يخصص ذلك الكتاب لكتاب " الاوسط " فحسب، بل هو يشتمل على زوائد هذه الكتب الستة: " المسند " لاحمد بن حنبل، و " المسند " لابي يعلي الموصلي، و " المسند " لابي بكر البزار، و " المعاجم الثلاثة " للطبراني، ومعلوم أن الهيثمي إذا ما أورد حديثا من أكثر من كتاب منها، اعتمد لفظ إحداهما، وإن عزا الحديث إلى كل كتاب جاء فيه ذلك الحديث من تلك الكتاب، ونادرا ما يذكر الفرق بين الروايات. وبناء على ذلك، فالاعتماد على " مجمع الزوائد " لا يصلح، لان الحديث الذي يكون مثلا في " الاوسط " للطبراني و " المسند " لاحمد، إذا ما أورده الهيثمي الباحث أن يجزم أن هذا اللفظ المذكور هو لفظ " الاوسط " على وجه التحديد. وأيضا: فإن الطبعة المتداولة ل‍ " مجمع الزوائد " طافحة بالتصحيف والتحريف، وهذا أمر لا يخفى على من يعرف ذلك الكتاب بطبعته تلك. والتحريف، وهذا أمر لا يخفى على من يعرف ذلك الكتاب بطبعته تلك. وقد بدت سلبيات ذلك في عمله، وظهرت آثاره، فإذا به يغير الصحيح المحفوظ بالاصل، بما يجده في " مجمع الزوائد "، فأساء إلى الكتاب من حيث لا يدري. انظر مثلا الحديث رقم (1033 - بترقيمه)، فقد جاء في الاصل المخطوط: " من تنصل إليه، فلم يقبل، لم يرد علي الحوض ". كذا وقع في الاصل: " تنصل "، وهو صحيح، و " تنصل " أي: تبرأ من ذنبه واعتذر. / صفحة 31 / قال في " اللسان ": " وتنصل فلان من ذنبه "، أي: تبرء، وفي الحديث: " من تنصل إليه أخوه، فلم يقبل. . . " أي: انتفى من ذنبه واعتذر إليه ". والحديث جاء في " مجمع البحرين " كذلك ورواه كما في " الاوسط " العقيلي في " الضعفاء من طريق شيخ الطبراني بلفظ: " تنصل ". وانظر ما ذكرناه في التعليق على رقم (1029) من طبعتنا. لكن، ماذا فعل الدكتور؟، غير ما في الاصل، فجعل مكان " تنصل ": " اعتذر وقال في الهامش: رسمت في المخطوطة: تقل "، والظاهر أنها خطأ من الناسخ ". وهذا خطأ في قراءة المخطوط، فالكلمة في المخطوط واضحة، وقد قرأها محقق " مجمع البحرين " على الصواب، وأثبت أن هذا ما في " الاوسط ": " تنصل "، ولو أن الدكتور دقق النظر، وتريث في قراءة الكلمة، لما اضطر إلى ذلك. نعم، وقع الحديث في " مجمع الزوائد " (8/ 81) معزوا " للاوسط: " فقط، بلفظ: " آعتذر "، لكن هذا خطا إما من الناسخ أو الطابع، أو من تصرف الهيثمي، وإلا فلفظ " مجمع البحرين وهو أصل: " مجمع الزوائد " مثل لفظ الاوسط: تنصل ". ولذا قال محققه الفاضل: " تنصل: في " مجمع الزوائد " و " الاوسط " (2): " اعتذر "، وهو خطأ من المحققين "، وانظر هذا المثال أيضا. فقد وقع في الحديث رقم (2836 - بترقيمه): ". . . فبعث إلى علي، وهو في الرحي يطحن. . . "، كذا وقع بالمخطوط. * (هامش) * (1) أحمد بن داود المكي. (2) يعني: المطبوع. (*) / صفحة 32 / وكلمة: " الرحى " كذلك صحيحة، وكذلك جاءت في " مجمع البحرين " (3727): " الرحا " فإذا بالدكتور الفاضل يغير " الرحي " إلى: " الرحل "، ويقول في الهامش: " في المخطوطة: " في الرحي "، والتصحيح من مجمع الزوائد "، كذا، مع أن الهيثمي في " مجمع الزوائد " لم يسق

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير