قال: قد ذهب إلى ذاك جماعة. فأخذ بيدى، وأنا أمشى أجر رجلي، ويسقينا شيئاً بعد شيء، حتى إذا بلغتُ إلى عند سفينتهم، وأتوا برفيقي الثالث الشيخ، وأحسنوا إلينا أهلُ السفينة فبقينا أياماً حتى رجعت إلينا أنفسُنا، ثم كتبوا كتابًا إلى مدينة يقال لها راية إلى واليهم، وزودونا من الكعك والسويق والماء، فلم نزل نمشى حتى نفد ما كان معنا من الماء والسويق والكعك، فجعلنا نمشى جياعاً عطاشاً على شط البحر، حتى وقعنا إلى سلحفاة، قد رمى بها البحر مثل التُّرس، فعمدنا إلى حجر كبير فضربنا على ظهر السلحفاة فانفلق، وإذا فيها مثل صفرة البيض،. فأخذنا من بعض الأصداف الملقى على شط البحر، فجعلنا نغترف من ذلك الأصفر فنتحساه، حتى سكن الجوع والعطش، ثم مررنا وتحملنا حتى دخلنا مدينة الراية، وأوصلنا الكتاب إلى عاملهم فأنزلنا في داره، وأحسن إلينا، وكان يقدم إلينا كل يوم القرع، ويقول لخادم:: هات لهم اليقطين المبارك، فيقدم إلينا ذلك اليقطين من الخبز أياماً. فقال واحد منا بالفارسية: " ألا تدعو باللحم المشئوم.، وجعل يُسمع صاحب الدار ..
فقال: أنا أحسن الفارسية، فإن جدتي كانت هروية.، فأتانا بعد ذلك باللحم، ثم خرجنا من هناك، وزودنا إلى أن بلغنا مصر " أهـ
بل وقال الشيخ في كتابه (إلى الهدى ائتنا) ص95
قال (قعدم وجود الشيخ المربي المتابع سبب من أسباب الفتور , كما أن كثرة القرب منه يثير الملل فتظهر العيوب
فالشاهد أن يكون ذلك بقدر , إن الأخ الذي يرتبط بشيخ صالح مربّ ذي بصيرة , فهذا الشيخ المربي الذي يجمع بين العلم النافع , والعمل الصالح , قدوة في الإيمان , والبصيرة النافذة , وخبرة التربية الطويلة , يكون من أهم العوامل التي تقود العبد إلى الله
ولهذا قال بعض السلف (إن من فضل الله على الشاب إذا نسك أن يوفقه لشيخ من أهل السنة يأخذ بيده.
ويقول الشيخ أيضا (الصبر للمدد الطويلة هي التي تأتي بالأثر , يقول أبو حنيفة رحمه الله (ثبتُّ عند حماد بن سليمان فنبتُّ)
إثبت لتنبت وتُنبت. أهـ
يتبع إن شاء الله.
ـ[محمد محمود الحنبلي]ــــــــ[28 - 12 - 05, 06:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
منهج تسير عليه في حياتك
محمد بن صالح العثيمين
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف خلقه أجمعين، وبعد:
من محمد بن صالح العثيمين إلى الابن / ........................... حفظه الله تعالى
فقد سألتني بارك الله فيك أن أضع لك منهجاً تسير عليه في حياتك، وإني لأسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لما فيه الهدى والرشاد والصواب والسداد، وأن يجعلنا هداة مهتدين صالحين مصلحين، فأقول:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف خلقه أجمعين، وبعد: من محمد بن صالح العثيمين إلى الابن / ........................... حفظه الله تعالى
أولاً: مع الله عز وجل:
1 - احرص على أن تكون دائماً مع الله عز وجل، مستحضراً عظمته، متفكراً في آياته الكونية، مثل خلق السماوات والأرض، وما أودع فيهما من بالغ حكمته وباهر قدرته وعظيم رحمته ومنته، وآياته الشرعية التي بعث بها رسله، ولا سيما خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم.
2 - أن يكون لبك مملوءاً بمحبة الله تعالى لما يغذوك به من النعم، ويدفع عنك من النقم، ولا سيما نعمة الإسلام والاستقامة عليه حتى يكون أحب شيء إليك.
3 - أن يكون قلبك مملوءاً بتعظيم الله عز وجل، حتى يكون في نفسك أعظم شيء. وباجتماع محبة الله تعالى وتعظيمه في قلبك تستقيم على طاعته قائماً بما أمر به لمحبتك إياه تاركاً لما نهى عنه لتعظيمك له.
4 - أن تكون مخلصاً له جل وعلا في عبادتك متوكلاً عليه في جميع أحوالك لتحقق بذلك مقام {إياك نعبد وإياك نستعين}، وتستحضر بقلبك أنك إنما تقوم بما أمر امتثالاً لأمره وتترك ما نهى عنه امتثالاً لنهيه، فإنك بذلك تجد للعبادة طعماً لا تدركه مع الغفلة، وتجد في الأمور عوناً لا يحصل مع الاعتماد على نفسك.
ثانياً: مع الرسول صلى الله عليه وسلم:
1 - أن تقدم محبته على محبة كل مخلوق، وهديه وسنته على كل هدي وسنة.
¥