• المثال العاشر: صفحة (479) من سورة القصص الآية رقم (88) في قوله تعالى: ?إِلا وَجْهَهُ?.
قال المؤلف: " إلا إياه ".
* قلت: غفر الله للمؤلف فقد حرف معنى صفة الوجه إلى معنى الذات وهذا تعطيل واضح فالوجه من صفات الله الحقيقية التي تليق به سبحانه ولا شك أن الوجه يستلزم الذات فقوله تعالى: ?كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ? معناه كل شيء فانٍ إلا تعالى أي يبقى وجهه تبارك وتعالى لا يهلك فيلزم من بقاء وجهه بقاء ذاته فلا يجوز إرادة اللازم ونفي الملزوم. بل يجب إثبات الملزوم مع إثبات اللازم.
• المثال الحادي عشر: صفحة (257) من سورة فاطر الآية رقم (10) في قوله تعالى: ?إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ?.
قال المؤلف: " إليه يصعد الكلم الطيب قال يعلمه وهو لا إله إلا الله والعمل الصالح يرفعه يقبله ".
* قلت: غفر الله للمؤلف فليس معنى إليه يصعد الكلم الطيب العلم، فهذا صرف للنص عن ظاهر معناه إلى معنى غير ظاهر وتعطيل لصفة علو الله، بل معناه: أن الكلم الطيب من قراءة وتسبيح وتحميد وتهليل وكل كلام حسن طيب يرفع إلى الله ويعرض عليه ويثني الله على صاحبه بين الملأ الأعلى و (العمل الصالح) من أعمال القلوب وأعمال الجوارح (يرفعه) الله تعالى إليه أيضاً كالكلم الطيب.
وقيل: العمل الصالح يرفع الكلم الطيب وذلك لأن العمل الصالح برهان على صحة وصدق الكلم الطيب الصادر من العبد على لسانه فيكون رفع الكلم الطيب بحسب أعمال العبد الصالحة فهي التي ترفع كلمه الطيب فإذا لم يكن له عمل صالح لم يرفع له قول إلى الله تعالى (1)، وهذه الآية من أعظم حجج أهل السنة على أهل البدع في باب إثبات صفة العلو لله تعالى.
• المثال الثاني عشر: صفحة (500) من سورة لقمان الآية رقم (27) في قوله تعالى: ?مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ ?.
قال المؤلف: " المعبر بها عن معلوماته ".
* قلت: تفسير كلمات الله بمعلوماته خلاف ما فهمه السلف منها، وهو بالتالي عدول عن ظاهر اللفظ، بل كلماته سبحانه هي كلامه وقوله الذي لا نفاد له، لأنه سبحانه أول بلا ابتداء، آخر بلا انتهاء، لم يزل ولا يزال يتكلم بما شاء إذا شاء فلا حد لكلامه سبحانه فيما مضى ولا فيما يُستقبل، وما يقدر من الأشجار والبحور لتكتب به كلمات الله لا نفاد له، وتفسير كلمات الله وبمقدوراته، أو معلوماته تفسير لها بأمور وجوديه وعدمية، وكلمات الله تعالى الموصوفة بأنها لا تنفد هي أمور وجودية، وكأن هذا التفسير الذي ذكره المؤلف يرجع إلى مذهب الأشاعرة والماتريدية الحنفية في كلام الله، وهو أن كلام الله معنى واحد نفسي قديم فلا يوصف بالتعدد، وهو خلاف مذهب أهل السنة والجماعة، فإنهم يقولون: لم يزل الله ولا يزال يتكلم بما شاء إذا شاء وكيف شاء وكلماته لا نهاية لها، فيوصف تعالى بأنه قال ويقول ونادى وينادي كما أخبر بذلك تعالى عن نفسه وهو أعلم بنفسه وبغيره، وأصدق قيلا وأحسن حديثاً من خلقه (1).
• المثال الثالث عشر: صفحة (502) من سورة السجدة الآية رقم (5) في قوله تعالى: ?يَعْرُجُ إِلَيْهِ?.
قال المؤلف: " يرجع الأمر والتدبير ".
* قلت: يستفاد من مجموع أقوال السلف في تفسير هذه الآية أن العروج بمعنى الصعود فالملائكة تنزل بأمر الله تعالى إلى الأرض ثم ترجع صاعدة بأمر ربها، وهذا إثبات لعلو الله تعالى على خلقه، قال ابن جرير الطبري: " وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب قول من قال: معناه يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقدار ذلك اليوم في عروج ذلك الأمر إليه ونزوله إلى الأرض ألف سنة مما تعبدون من أيامكم خمس مئة في النزول وخمس مئة في الصعود، لأن ذلك أظهر معانيه وأشبهها بظاهر التنزيل " (2).
• المثال الرابع عشر: صفحة (556) من سورة ص الآية رقم (75) في قوله تعالى: ?قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ?.
قال المؤلف: " أي توليت خلقه وهذا تشريف لآدم فإن كل مخلوق لم يتول الله خلقه ".
¥