تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

* قلت: غفر الله للمؤلف فليس تولي خلق آدم معنى اليدين بل هو تعطيل لصفة اليدين وعدول عن ظاهر اللفظ وخلاف لما فهمه السلف، قال ابن جرير الطبري: " أي شيء منعك من السجود ?لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ? يقول: لخلق يدي يخبر تعالى ذكره بذلك أنه خلق آدم بيديه كما حدثنا ابن المثنى قال: ثنا محمد بن جعفر قال: ثنا شعبة قال: أخبرني عبيد المكتب، قال: سمعت مجاهداً يحدث عن ابن عمر قال: خلق الله أربعة بيده: العرش، وعدن، والقلم، وآدم ثم قال: لكل شيء كن فكان " (1).

ولولا أن المقصود بذلك خلقه آدم باليدين حقيقة، ما كان هناك مزية لآدم ولا تشريف له، فإن كل المخلوقات تولى الله خلقها، وخلقها بقدرته فمن هنا يبطل تأويل من فسر اليدين بالقدرة أو بتولي الخلق أو غير ذلك.

• المثال الخامس عشر: سورة الزخرف الآية رقم (3) في قوله تعالى: ?إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً ?.

قال المؤلف: " أوجدنا الكتاب بلغة العرب ".

* قلت: هذا كلام باطل؛ لأن المؤلف تأثر بالزمخشري وهو جهمي معتزلي، فقد قال: ( ... أي خلقناه) (2).

والصواب: ما قاله ابن جرير وابن كثير: (أي أنزلناه ... ) (3).

• المثال السادس عشر: صفحة (566) من سورة الزمر الآية رقم (67) في قوله تعالى: ? وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ?.

قال المؤلف: " ما عرفوه حق معرفته، أو ما عظموه حق عظمته حين أشركوا به غيره ?وَالأَرْضُ جَمِيعاً? حال: أي السبع (قبضته) أي مقبوضه له: أي في ملكه وتصرفه ?يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ ?مجموعات (بيمينه) بقدرته .. ".

* قلت: غفر الله للمؤلف فليست القدرة هي معنى اليمين فهذا عدول عن ظاهر اللفظ وخلاف لما فهمه السلف، قال ابن جرير: " يقول تعالى ذكره: وما عظم الله حق عظمته، هؤلاء المشركون بالله الذين يدعونك إلى عبادة الأوثان ... وقوله: ? وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ?يقول تعالى ذكره: والأرض كلها قبضته في يوم القيامة ?وَالسَّماوَات? كلها ?مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ? فالخبر عن الأرض متناه عند قوله: يوم القيامة، والأرض مرفوعة بقوله: ?قَبْضَتُه? ثم استأنف الخبر عن السموات فقال: ?وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ? وهي مرفوعة بمطويات ورُوي عن ابن عباس وجماعة غيره أنهم كانوا يقولون: الأرض والسماوات جميعاً في يمينه يوم القيامة ... وقال: آخرون بل السماوات في يمينه والأرضون في شماله " (1).

وقد أخرج البخاري في صحيحه (13/ 393) ح 7412 في الإيمان، باب: قول الله تعالى لما خلقت بيدي من حديث نافع عن ابن عمر مرفوعاً: " إن الله يقبض يوم القيامة الأرض وتكون السماوات بيمينه، ثم يقول أنا الملك " فهذا الحديث حجة في تفسير الآية بأن السماوات يطويها ربنا بيمينه ويقبض الأرض ويهزهن ويقول أنا الملك، وإذ قد ثبت النص فلا مجال لتأويل.

• المثال السابع عشر: صفحة (660) من سورة الحديد الآية رقم (3) في قوله تعالى: ?وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ?.

قال المؤلف: " الظاهر: بالأدلة عليه، والباطن عن إدراك الحواس ".

* قلت: الأولى تفسير هذين الاسمين (الظاهر والباطن) بما فسرهما النبي ? في قوله: " وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء " (2) فيكون اسمه الظاهر دالاً على علوه على خلقه واسمه الباطن دالاً على إحاطة علمه وأنه لا يحجبه شيء فسمعه واسع لجميع الأصوات، وبصره نافذ إلى جميع المخلوقات.

• المثال الثامن عشر: سورة الواقعة الآية رقم (74) في قوله تعالى: ?فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ?.

قال المؤلف: " وقيل: (باسم) زائد ".

* قلت: الصواب أن "اسم" غير زائد؛ قال ابن جرير: يقول تعالى ذكره: " فسبح بتسمية ربك العظيم بأسمائه الحسنى " (1).

• المثال التاسع عشر: صفحة (678) من سورة الصف الآية رقم (4) في قوله تعالى: ?إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ ?.

قال المؤلف: " إن الله يحب ينصر ويكرم ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير