تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[شيء من العبث في التراث! .. (لنتدارك التراث)]

ـ[البخاري]ــــــــ[28 - 01 - 04, 05:10 ص]ـ

أما بعد حمد الله كفَاءَ حقه، والصلاة والسلام على محمد أكرم خلقه ..

فما أجمل أن يكون النقد نقداً حياً، لا يستثير حفيظة، ولا يوغر قلباً

من نظر إلى صورة محققي الجيل المنصرم، فهو يستثير صورة رائعة حيَّة من صور نهضتنا العلمية، فهم يذكرونك بتحقيق الأوائل ..

فقد أفلت نجوم في التحقيق ..

محمود شاكر .. عبدالسلام هارون .. أحمد شاكر .. أحمد صقر .. الأب استانس الكرملي .. عبد الفتاح الحلو .. كوركيس عوّاد .. إلى آخر المنظومة

وقد ظهر في وقتنا من تسنّم عتبات (التحقيق) ظلماً وزوراً، وما أكثرهم، لست أخص أحدهم بالتنويه، لأن التاريخ يعرفهم تمام المعرفة، ويسجلهم أصدق التسجيل وأعدله وأنصعه، بأيدي نقاد .. للأسف أنهم يشتركون مع أولئك باسم (التحقيق)!!

خذ مثالاً ..

تحتوي مكتبتي على طبعتين من كتاب (غنية الملتمس) الأولى بتحقيق الشيخ. د: يحيى البكري، والثانية بتحقيق د. نظر الفاريابي

أصل الكتاب محقق برسالة علمية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، قبل هاتين الطبعتين، ولا بد لكلا المحقّقين الوقوف على تلك الرسالة ..

وهذا ما كان وحصل بالفعل، لكن المحقق الأول البكري قد أشار إلى هذا، بينما نظيره لم يشر إلى الرسالة المحققة، ربما كعادته في أعماله كتحقيقه لـ (منار السبيل) وغيره .. مما لا يخفى على متابِع ٍ

والذي تقتضيه الأمانة العلمية هو ذكر ما سبق من عمل استُفيد منه ..

ويُلحظ أن المحقق الذي أشار للعمل السابق وهو الشيخ البكري لم يستفد من تلك الرسالة السابقة، ومع هذا أشار إليها!

وهذا يدل على أمانه، وإنصاف عزيز وجوده ..

بينما المحقق الآخر الأخ د. الفاريابي لم يشر! مع تجلد في الاستفادة من تلك الرسالة، حتى أنها أخرج تلك الرسالة على علّاتها

حتى أنه في التحقيق يتفق مع عمل صاحب الرسالة حتى في الأخطاء ..

خذ مثالاً مما أشار إليه المحقق الأول البكري ..

وقع في النوع الثاني باب الألف

(عن الري بن سهل) ناسخاً ما في الرسالة والصواب (عن السري بن سهل)

(أحمد بن محمد بن رشد بن المهري) ناسخاً ما في الرسالة والصواب (أحمد بن محمد بن رشدين المهري)

(وسعيد بن الصلت) ناسخاً ما في الرسالة والصواب (وسعد بن الصلت)

وغير ذلك كثير يربو على مائة موضع!

ظاهرة لمن له أدنى نظر

ومثل هذا ما يجب توضيحه، ونقده، ليتنبه له القاريء والمطالع، ويستفيد منه المحقق في تعديل مساره بعد ذلك، وليكون القراء منه على حذر!

كما يجب أن لا تلقى التهم جزافاً نحو المحققين بالسرقة أو الاقتباس، اللهم إلا إذا كان التشابه خرج نقلاً حرفياً، أو متابعة في خطأ لا يحتمل التوافق فيه، أو ... فهذا من باب السرقة لا شك

وهذا ما وقع فيه محققنا المذكور في تحقيقه لكتاب غنية الملتمس، وكتاب منار السبيل ..

وياليت شعري من يدرك كتاب فتح الباري قبل أن يُعبث به؟!

ـ[البخاري]ــــــــ[21 - 02 - 04, 09:58 م]ـ

_

ـ[المقدسي]ــــــــ[06 - 03 - 04, 05:09 ص]ـ

يا أخي:

نظر .. فيه نظر (على مصطلح البخاري)

أليس هنال رجل يأخذ على يده ويحمي كتب العلم من عبثه!!

ـ[المسلم الحر]ــــــــ[11 - 03 - 04, 10:55 ص]ـ

أخي الكريم البخاري حفظه الله تعالى

أشكرك على موضوعك القيم و لي مداخلة بسيطة بخصوص أنستاس الكرملي و هي فائدة أحببت اطلاع الأخوة عليها، فقد قرأت قبل يومين في كتاب عظيم النفع جدا أوصي به كل أخ يقرأ كلامي هذا!

و الكتاب باختصار اسمه ((الرسائل المتبادلة بين جمال الدين القاسمي و محمود شكري الألوسي رحمهما الله تعالى)) جمع و تعليق الشيخ محمد بن ناصر العجمي حفظه الله و عافاه، طبع دار البشائر الإسلامية

من هذا الكتاب انكشفت لي حال انستاس المذكور و سأنقل منه ما يلي:

قال الشيخ الإمام محمود شكري الألوسي رحمه الله تعالى في رسالة بعثها لجمال الدين القاسمي رحمه الله تعالى في بيان حال المذكور: ((سيدي إن أنستاس يراجعني في بعض الأحيان و يسألني بعض المسائل فأجيبه با يفتح الله، و بذلك ادعى التلمذة، و إلا فهو لم يقرأ علي كتابا و لا بعض كتاب، و هو متعصب في النصرانية كل التعصب بل إنه من الجزويت {أشد الناس عداوة للذين ءامنوا} و لذلك يميل بعض الميل إلى الروافض، و يحسن بدعهم و أهواءهم لوقوفه على مبلغ عداوتهم لأهل الحق من المسلمين. انتهى المقصود صفحة 232

و ذكر المحقق في المقدمة قصة عظيمة متصلة بالمذكور و هو أنه في عهد الاحتلال البريطاني للعراق بعث المحتلون الانجليز أنستاس المذكور بصرة فيها ثلاثمائة دينار من الذهب هدية للشيخ محمود شكري الألوسي لاستمالته وقد كان الشيخ معدما في ذلك الوقت فرفض قبولها بشدة فأصر عليه أنستاس و الشيخ يرفض فألح عليه حتى قال لخ الشيخ رحمه الله تعالى: ((خير لي أن أموت جوعا من أن آخذ مال لم أتعب في كسبه)) و قال أيضا: ((لا تكثر من إلحاحك لئلا أطردك من بيتي طردا لا عودة إليه)). و الذي روى هذه القصة أنستاس نفسه.

و في هذا المقام يقول الأديب الشاعر عز الدين التنوخي رحمه الله:

تعرضت الدنيا له مستميلة###### فآثر أخراه و أعرض نائيا

وقال لمعطيه الدنانير: عد بها##### لصاحبها إذ عز النفس ماليا

هجرتك إن لم ترجع المال هجرة### بها لا ترى بيتي (أنستاس) ثانيا

لأحوج للدينار مني مفيدة####### إذا كان بالدينار يرمي المراميا

فهل لشيوخ القوم يحذون حذوه#### لكيما يصونوا أوجها و نواصيا

انتهى النقل من الكتاب الماتع و جزى الله جامعه خيرا الجزاء و تجد هذا التعليق في الصفحة 27.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير