ـ[الرايه]ــــــــ[29 - 06 - 05, 12:42 ص]ـ
يقول الشيخ بكر أبو زيد في كتابه ابن القيم الجوزية حياته، آثاره، موارده
[[47 - "الروح":
طبع هذا الكتاب مراراً.
وذكره من مترجميه: ابن حجر، والسيوطي، وابن العماد، والشوكاني، وحاجي خليفة، والآلوسي، وأحمد عبيد، و محمد الفقي.
وهذا الكتاب يحتوي على إحدى و عشرين مسالة وقد قام بعض علماء الهند بإفراد (المسالة السابعة) في مسالة سماها هذا العالم: ((الرسالة القبرية في الرد على منكري عذاب القبر من الزنادقة والقدرية)).
وهي مطبوعة ضمن مجموعة رسائل طبعت باسم ((الهدية السعيدية فيما جرى بين الوهابية والأحمدية)).
- توثيق نسبة الكتاب إلى ابن القيم:
وقد انتشر على السنة بعض طلاب العلم أن كتاب الروح ليس لابن القيم أو انه ألّفه قبل اتصاله بشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.
هذا ما تناقلته الألسن و مر على الأسماع في المجالس والمباحثات ولم أر ذلك مدوناً في كتاب، ولعل شيئا من ذلك دون، ولكن لم يتيسر الوقوف عليه.
لهذا فقد اندفعت إلى قراءة هذا الكتاب من أوله إلى آخره قراءة المتأمل الفاحص، فتحصل لي أن هذه نتائج موهومة سبيلها النقض ونهايتها الرفض المحض. وأنها إنما انتشرت مِنْ غير دراسة ولا تحقيق، وأنّ مَنْ يدرس الكتاب يخرج بالنتيجتين الآتيتين:
الأولى: أن الكتاب لابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى ولاشك في هذا.
الثانية: انه إنما ألّفه بعد اتصاله بشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.
وقد رأيت أن أوضح التدليل على هاتين النتيجتين على ما يلي:
- أولا: توثيق نسبة كتاب "الروح" إلى ابن القيم رحمه الله تعالى.
وهي تنجلي في وجوه متكاثرة منها ما يلي:
1 - أن طائفة مِنْ كبار المترجمين له كابن حجر ومَنْ بعده كما تقدم ذكروا هذا الكتاب في مؤلفاته ولم يتعقبوه بشيء.
2 - أنّ ابن القيم رحمه الله تعالى قد أشار في كتابه "جلاء الأفهام" في الباب السادس في معرض ذكره لحديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال (إذا خرجت روح المؤمن .. ) الحديث، فقال: (وقد استوفيت الكلام على هذا الحديث وأمثاله في كتاب الروح).
والمؤلف قد استوفى الكلام على هذا الحديث وأمثاله في كتاب الروح المطبوع.
3 - أن هذا الكتاب قد شهد له العلامة البقاعي تلميذ ابن حجر – انه من تأليف ابن القيم رحمه الله تعالى فانه قد اختصره بكتاب سماه "سر الروح"بنحو نصف الأصل – مطبوع سنة 1326هـ-.
4 - انه أشار في نفس الكتاب إلى (كتابه الكبير / في معرفة الروح والنفس) وهذا الكتاب قد ذكره المؤلف أيضا في كتاب " جلاء الأفهام " كما ذكر فيه ايضا كتاب الروح.
وذكر كتابه الكبير " معرفة الروح والنفس " ايضا في كتاب "مفتاح دار السعادة " وياتي الحديث عنه ان شاء الله تعالى.
5 - انه في نحو عشرة مواضع من الكتاب ذكر شيخه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله، مستشهدا بأقواله وذاكراً لاختياراته على عادته المألوفة في عامة مؤلفاته.
6 - كما نقل عن شيخه أبي الجاج المزي. (كذا في كتاب الشيخ بكر ولعل المقصود أبي الحجاج)
وهو من شيوخه وكثيرا ما يعتمده في عامة مصنفاته لا سيما في الفوائد الحديثية.
7 – أن الناظر في أي مسألة من مسائل الكتاب البالغة (إحدى و عشرين) مسألة يلمح فيها نَفَس ابن القيم و أسلوبه و طريقته المعهودة في البحث والترجيح والاختيار، وسياق الأقوال ومناقشتها وحشر الأدلة ونقدها.
وقد أفصح عن ذلك في ثنايا المسألة الخامسة عشر فقال: (فهذا ما تلخص لي من جمع أقوال الناس في مصير أرواحهم بعد الموت و لا تظفر به مجموعا في كتاب واحد غير هذا البتة ونحن نذكر مأخذ هذه الأقوال وما لكل قول وما عليه وما هو الصواب من ذلك، الذي دلّ عليه الكتاب والسنة على طريقتنا التي منَّ الله بها علينا وهو مرجو الإعانة والتوفيق).
وهذا الأسلوب له نظائره في كتب وتقريراته.
- التدليل على انه إنما ألَّفه بعد اتصاله بشيخ الإسلام ابن تيمية:
والتدليل على ذلك من وجهين:
1 - ما تقدم من نقوله عن شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بل إن في أول موضع ذكره فيه من كتابه ما يفيد أنه إنما الفه بعد وفاة شيخه ابن تيمية رحمه الله تعالى اذ يقول (وقد حدثني غير واحد ممن كان غير مائل الى شيخ الاسلام ابن تيمية أنه رآه بعد موته وسألأه عن شيء كان يشكل عليه من مسائل الفرائض وغيرها فأجابه بالصواب)
2 - انه في مباحث الكتاب العقدية: في توحيد العبادة وفي توحيد الاسماء والصفات يقررها على المنهج السلفي الراشد الخالص من شوائب الشرك وّ وضر التأويل.
وهذا هو الحد الفاصل بين السلف و الخلف.
وقد هدى الله ابن القيم الى ذلك بعد اتصاله بشيخ الاسلام ابن تيميه كما أوضحه في "النونية"، والله اعلم.
فلعله من مجموع التدليل على هاتين النتيجتين يتبين للقارئ سلامة التوثيق لنسبة هذا الكتاب "الروح" لإمام ابن القيم والله اعلم.]]
وقد رجعت الى كتاب (كتب واحاديث واخبار تحت المجهر) فوجدت مافيه ملخص لما ذكر الشيخ بكر
و لا يغني عن كلام الشيخ بكر هنا.
والله اعلم
¥