تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

() اختُلف في المُراد بالسّابقين ألأوّلين: فمنهم من عمّ جميع أصحاب رسول الله ? بهذا الوصف، وهو المرويّ عن محمّد بن كعب القرظي، ومنهم من خصّ به بعض أصحابه ? كأهل بدر أو أهل بيعة الرّضوان أو الّذين صلّوا إلى القبلتين، والأصحّ أنّهم جميع أصحابه ? فازوا بالسّبق بصحبته والسّبق إلى الإيمان قبل من بعدهم، ولذلك قال: ? والّذين اتّبعوهم ? والصّحابة كلّهم تبعوا رسول الله ?، وقد جاء في تفسير الطّبري أنّ عمر بن الخطّاب رضي الله عنه كان يقرؤها برفع لفظ الأنصار جاعلاً ما بعدها وصفاً لهم فيقول: ? والأنصار الّذين اتّبعوهم? بحذف الواو حتّى صحّح له زيد وأبيّ بن كعب بالقراءة المشهورة بخفض الأنصار وإثبات الواو فرجع إليها، قال ابن جرير: (يقول: والّذين سلكوا سبيلهم في الإيمان بالله ورسوله والهجرة من دار الحرب إلى دار الإسلام طلبَ رضى الله ? رضي الله عنهم ورضوا عنه ? … ومعنى الكلام: رضي الله عن جميعهم لمّا أطاعوه وأجابوا نبيّه إلى ما دعاهم إليه من أمره ونهيه .. ورضوا عنه لِما أجزل لهم من الثّواب على طاعتهم إيّاه) مختصراً 6/ 455ـ156، قال ابن كثير رحمه الله: (فقد أخبر الله العظيم أنّه قد رضي عن السّابقين الأوّلين من المهاجرين والأنصار والّذين اتّبعوهم بإحسان، فياويل من أبغضهم أو سبّهم أو أبغض أو سبّ بعضهم ولا سيّما سيّد الصّحابة بعد الرسول وخيرهم وأفضلهم أعني الصّدّيق الأكبر والخليفة الأعظم أبا بكر بن أبي قحافة رضي الله عنه فإنّ الطّائفة المخذولة من الرّافضة يعادون أفضل الصّحابة ويبغضونهم ويسبّونهم عياذاً بالله من ذلك، وهذا يدلّ على أنّ عقولهم معكوسة وقلوبهم منكوسة، فأين هؤلاء من الإيمان بالقرآن إذ يسبّون من رضي الله عنهم؟ وأمّا أهل السّنّة فإنّهم يترضّون عمّن رضي الله عنه ويسبّ, ن من سبّه الله ورسوله ويوالون من يوالي الله ويعادون من يعادي الله وهم متّبعون لا مبتدعون ويقتدون ولا يبتدون، ولهذا هم حزب الله المفلحون وعباده المؤمنون) تفسيره 2/ 398.

() أخرجه أحمد 5/ 7 و11و12و15و20و21 وأبوداود في الصّلاة باب السّكتة عند الافتتاح والتّرمذي في الصّلاة باب ماجاء في السّكتتين في الصّلاةوابن ماجة في الإقامة باب في سكتتي الإمام والحاكم1/ 215 وصحّحه ووافقه الذّهبي وصحّحه ابن حبّان ح1807 عن سمرة بن جندب، وفي سماع الحسن من سمرة كلام، فإنّ أهل الحديث لا يصحّحون له سماعاً منه سوى حديث العقيقة في البخاري، وقال بعضهم بأنّه سمع غيره، وفي هذا الحديث أنّ الحسن لمّا سمع ذلك من سمرة سأل عنه عمران بن حصين فقال: حفظت سكتة واحدة، قال: فكتبنا إلى أبيّ بن كعب فصوّب قول سمرة، قال ابن حبّان: (الحسن لم يسمع من سمرة شيئاً وسمع من عمران بن حصين هذا الخبر واعتمادنا فيه على عمران دون سمرة) وقد ذكر محقّق الإحسان الأستاذ شعيب الأرناؤوط كلاماً جيّداً عن هذه المسألة فراجعه إن شئت 5/ 113، كما صحّحه الشّيخ أحمد شاكر في سنن التّرمذي 2/ 31، غير أنّ الشّيخ الألباني حفظه الله ضعّف الحديث سنداً بالانقطاع ومتناً بالاضطراب، الضّعيفة ح547، لكنّ الاضطراب يُشترط له عدم إمكان التّرجيح، والشّيخ نفسه ذكر أنّ أصحاب الحسن اتّفقوا على أنّ السّكتتين قبل القراءة كلّها وبعدها كلّها، والّذي يهمّ ذكره هنا أنّه على فرض أنّ الحديث موصول فإنّ ذكر موضع السّكتة الثّانية بعد قراءة الإمام الفاتحة ضعيف في حديث سمرة إذ تفرّد به قتادة عن أصحاب الحسن وبعضهم يقول في روايته: (وسكتة إذا فرغ من القراءة كلّها) كما عند أبي داود ح778 ولهذا لم يذكر المؤلّف إلاّ السّكتتين المُتّفق عليها وأمّا الثّالثة فهي بدعة إن تعمّدها الإمام كما نبّه إليه شيخ الإسلام ونقله الألباني في تحقيقه على الحديث، وبعض الأئمّة يسكت هذه السّكتة مع ما قد عُلم من كونها أمرٌ مُحدث.

() ذكره قتادة في حديثه عند التّرمذي وغيره قال: وكان يعجبه إذا فرغ من القراءة أن يسكت حتّى يترادّ إليه نفسه، س - التّرمذي 2/ 31.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير