تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حدثني أحدهم عما يحدث في المملكة من تحولات، و سألني: برأيك أي داعية يعد الآن ناجحا في استجابته للمرحلة؟

قلت: جواب ذلك عند الليبراليين.

قال: لم أفهم.

قلت: راقب الساحة جيدا، و الذي سيغضب الليبراليين هو رجل المرحلة.

و لم أكن أشك أبدا أن الدكتور عائض هو رجل الرهان بالنسبة للتيار الإسلامي، و ذلك لما للرجل من مواصفات تستجيب للعبة السياسية بكل التواءاتها و مضايقها.

و هذا لا يدل على أن الدكتور عائض رجل متلو متقلب كما قد يرى قصار النظر، بل هو في ذلك شبيه بمن وهبه الله قدرة على المناورة و المداورة، و ذلك لا يمس تدينه، و قد وجد من الصحابة من يملك من الدهاء الكثير و منهم أبو سفيان و ابنه معاوية ...

و قد أثبت الواقع و التاريخ أن المرونة و التحور و الالتواء دون فقد الجوهر أمور مطلوبة للقائد السياسي، و من قرأ لماكيافللي أو كورتوا أدرك ذلك، أما أن يكون المرء كالأرزة صلبا لا يحني لريح فإن ذلك سيكسره، لذلك يجد المتأمل في الأحداث السياسية في كثير من البلدان أن الذي كسر الكثير من الإسلاميين أو الوطنيين هو هذا الصفاء و الوضوح الذي قد يصلح لإمام مسجد، لكنه لا يصلح لمحارب سياسي و (الحرب خدعة) ... لهذا كنت أتوقع أن تبدأ الحرب ضد الشيخ عائض في وقت مبكر، و لم يطل توقعي فقد خرج علينا بعضهم في جريدة الوطن ليعلنوا بدء موسم محاولة تحطيم الشيخ عائض، و هذا التفصيل:

نشرت جريدة الوطن في أحد أعدادها الأخيرة تغطية سريعة لمناقشة دارت في إطار أحد البرامج حول كتاب (قصائد قتلت أصحابها) للدكتور عائض القرني، و لأني أدرك جيدا أن الكثير من الأدباء لا يملكون الشجاعة لقول ما يريدون قوله، لذلك يلجؤون إلى التورية و الإشارة و اللف و الدوران و تمرير الرسائل بين السطور.

فإني أجد في نفسي من الشجاعة و في جمجمتي من الإلمام بالموضوع ما يجعلني أخوض غماره بما يقلب السحر على صاحبه.

و لم يكن اختيار هؤلاء للموضوع عن براءة و هو ما يجعلهم يستعملون الأدب استعمالا خاطئا و لتحقيق أغراض أخرى، خاصة في هذه المرحلة التي برز فيها نجم الدكتور عائض القرني كرجل فكرة و حضور، لا يؤمن بسياسة الكرسي الشاغر، و هو الأمر الذي أزعج الكثير من الليبراليين الذين من أساليبهم إقصاء خصومهم و من لا يتفق معهم بالتآمر و إثارة و تحريك كل الملفات، و لو من دون نزاهة، لذلك فموضوعهم هذا حول كتاب الدكتور عائض لا يندرج في دائرة القراءة الثقافية بل في دائرة الضغط السياسي، و هو ما يجعل السؤال المطروح هو:

- لماذا الآن؟ أهي نية في محاصرة و إنهاء دور الشيخ عائض الذي أثبت حضورا و توازنا و موضوعية لم تعجب الليبراليين، الذين لا يعجبهم من الإسلاميين إلا أن يكونوا أصحاب عنف ليتمكنوا من عزلهم عن الساحة بتهمة الإرهاب ليخلو الجو لهم؟ ‍

"علي الرّيثي" اعترض على عنوان الكتاب، واقترح أن يكون العنوان "شعراء قتلهم شعرهم"، و قد أراد من خلال ذلك تمرير رسالة إلى الدكتور عائض متجاوزا القارئ الذي يعتبر في مثل هذا مطية يتم استعمالها لتحقيق مآرب شخصية، و هو ما يتنافى مع أخلاقيات الثقافة.

و لكي ننزع هذه الورقة من أيدي الذين يتخذونها وسيلة للإقصاء و التصفية، و هي من أساليب القوى السوداء و أجهزة الاستخبارات العالمية،نقول و قد اضطرنا الدخلاء على الأدب و السياسة لفضح الكثير من المستور الذي يرجع عليهم و على الهامس في آذاهم بالسوء:

ترجع القصة إلى إحدى لقاءات الجنادرية، حيث تحدث أحد الكتاب المصريين إلى جمع منهم الشيخ عائض أنه بصدد إصدار كتاب بعنوان ((شعراء قتلهم شعرهم)

و بعد صدور كتاب الدكتور عائض: (قصائد قتلت أصحابها) اتصل به الكاتب المصري الذي أوعز لجماعته في السعودية بتحريك القضية في الوقت الذي انطلقت فيه جولات الحوار و بدأ فيه واجب تحطيم الليبراليين لكل من يقف في وجوههم، قلنا اتصل الكاتب المصري بالدكتور عائض و طلب (يشهد الله) مبلغا من المال مقابل أن لا يثير قضية ما سماه هو (سرقة أدبية).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير