[لبيك اللهم لبيك]
ـ[خادمة الإسلام]ــــــــ[03 - 01 - 06, 03:20 ص]ـ
[لبيك اللهم لبيك]
الحمد لله الحليم الكريم غافر الذنب الجسيم وواهب الأجر العظيم الحمد لله إحسانه قديم، وفضله عميم.
أشهد أن لا إله هو الرب الرحيم، وهو بكل شيء عليم، وأصلى وأسلم على المبعوث بالهدى والذكر الحكيم نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين.
أحبتي:
يقول الله عز وجل: [ SIZE=7]" وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام "
إنه الحج دعنا إليه الخليل إبراهيم ـ عليه السلام ـ، وجدد هذه الدعوة محمد صلى الله عليه وسلم.
أورد الإمامان ابن جرير الطبري و ابن أبي حاتم آثارا ً عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وعدد ٍمن السلف في تفسير آية الحج المتقدمة أن إبراهيم ـ عليه السلام ـ قال: يارب، وكيف أبلغ وصوتي لا ينفذهم؟ فقال ناد وعلينا البلاغ، فقام إبراهيم ـ عليه السلام ـ على مقامه، وقيل على الحجر، وقيل على الصفا، وقيل على جبل أبي قبيس، وقال يا أيها الناس إن ربكم قد اتخذ بيتا ً فحجوه.
فيا لله من جموع حجت بيت الله منذ ذلك النداء إلي يومنا هذا، إن إبراهيم ـ عليه السلام ـ قد نادى أما كيف وصل النداء فربك هو خالق الكون، ومدبر أمره إنه أمر الله ناد وعلينا البلاغ.
ثم انظر ـ رحمك الله ـ إلى مشهد ٍ آخر رواه مسلم في صحيحه من حديث جابر ـ رضي الله عنه ـ، وهو يصف حجة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال جابر: (ثم ركب القصواء حتى إذا استوت به ناقته على البيداء فنظرت إلى مد بصري بين يديه من راكب وماش، وعن يمينه مثل ذلك، وعن يساره مثل ذلك، ومن خلفه مثل ذلك 000).
الله أكبر إنها الجموع الغفيرة تحج مع المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ لقد حج معه مائة ألف إنها مكة أم القرى كم وكم لها من محب؟.
ثم أعد البصر إلى زماننا كم يحج بيت الله في كل عام؟.
لكن اسمح لي إن هذا العدد الذي يقدر بالملايين هم جزء يسير إلى ملايين أخرى عبر بقاع العالم تمني نفسها بحج بيت الله الحرام.
ألم تعلموا ـ أدام الله عليكم نعمه وفضله ـ أن هناك من المسلمين عبر بقاع الأرض أناسا ً من الناس يجمعون الدرهم إلى الدرهم والدينار إلى الدينار، وكل مناهم أن تكتحل أعينهم برؤية كعبة المسجد الحرام حتى إذا جاء الموسم وأذن المؤذن بالحج، ولمَّا يكتمل الجمع بعد تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ً ألا يجدوا ما يبلغهم بيت الله وكعبة الله مع أنهم معذورون بل مأجورون من الله على نياتهم.
كيف وصل النداء عبر الأعصار والأمصار؟!
إنه أمر الله أن ناد وعلينا البلاغ.
، وإنهم وفد الله يتتابع فرادا وجماعات قد يممت وجوهها شطر بيت الله وعلقت قلوبها بالله.
يقول الإمام الصنعاني ـ رحمه الله ـ:
ومازال وفد الله يقصد مكة * إلى أن يرى البيت العتيق وركناه
يطوف به الجاني فيغفر ذنبه * * * ويسقط عنه جرمه وخطاياه
فمولى الموالي للزيارة قد دعى * * * أنقعد عنها؟! والمزور هو الله
نحج لبيت حجه الرسل قبلنا * * * لنشهد نفعا في الكتاب وعدناه
فيامن أسى يامن عصى لو رأيتنا * * * وأزارنا ترمى ويرحمنا الله
نعم إنهم وفد الله وهم الموعودون بكرم الله روى ابن ماجة في سننه عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم.
، وعند الطبراني في الكبير والترمذي في سننه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما من حديث عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة.
فبشراكم يا حجيج بيت الله وهنيئا ً لكم.
بشراكم إجابة الدعوة، وهنيئا ً لكم سقوط الذنوب أما الفقر فقد أوغل في الهروب.
إنها الذنوب تغسل فلا يبقى للجسد بعدها من درن.
في الصحيحين من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه.
¥