تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

القرينة الرابعة: أن الذيول تكون على نمط الكتب المذيلة عليها، وهذا الذيل مرتب على طريقة " السير " لا " تاريخ الإسلام ".

فأقول: ما ذكره الباحث أغلبي، وقد يخرج الذيل عن منهج أصله كما هو الحال في " ذيل الدرر الكامنة " للحافظ ابن حجر، فالدرر مرتب على حروف المعجم، والذيل على السنوات. وكما هو الحال في " تعريف ذوي العلا بمن يذكره الذهبي في النبلا " للتقي الفاسي، فإنه مرتب على السنوات – أيضًا – بينما أصله: السير " على الطبقات.

أما هذا الذيل المتنازع فيه، فالذي يظهر أن الذهبي لم يجزم في شأنه بشيء، لذلك كانت عبارته دقيقة في وصفه: شبه الذيل "، فهو من مادته يصلح أن يكون ذيلاً على " السير " وعلى " تاريخ الإسلام "، والبت في شأنه يفتقر مزيد من الأدلة.

القرينة الخامسة: ذكر الحاجي خليفة لاسم " ذيل سير أعلام النبلاء " في " كشف الظنون " (ص/1015).

فنقول: ما يذكره الحاج خليفة في كتابه على مرتبتين:

1 - ما رآه واطلع عليه فذكر أوله وآخره، فهذ قوي معتبر.

2 - ما لم يره، وإنما رآى ذكره في بعض الكتب، فذكره كما رآه، فهذا لا مزية له، ولا يقطع بثبوت الكتاب إلى مصنفه، و " الذيل " الذي نتكلم عليه من هذا النوع الثاني.

وأخيرًا: فنحن لا نمانع من وجود " يل للسير " ولكن نرد إنكار من أنكر أن للذهبي ذيلاً على تاريخ الإسلام، أما الجزم في هذا " الذيل " بشيء فيحتاج إلى مزيد من الأدلة، وهذا التردد ناشئ في الأصل من مؤلف الكتاب إذ لم يجزم فقال: " شبه الذيل "، والله أعلم.


-- -

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير