ومن فضائله أنه أكرم الناس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن أخوة الإسلام ومودته ".
رواه البخاري (8/ 13) ومسلم (15/ 150).
وبذلك استحق ترحيب أهل الجنة به كما جاء في حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يدخل الجنة رجل لا يبقى في الجنة أهل دار ولا غرفة إلا قالوا: مرحبا مرحبا إلينا إلينا ".
فقال أبو بكر: يا رسول الله ما توى – أي لا ضياع عليه – هذا الرجل في ذلك اليوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أجل أنت هو يا أبا بكر ".
رواه ابن حبان في صحيحه (15/ 283) والطبراني في الكبير (11/ 98) وقال الهيثمي في المجمع (9/ 46): رجاله رجال الصحيح غير أحمد بن أبي بكر السالمي وهو ثقة.
وأنه خير الصحابة وسيدهم.
وأن الله أثنى عليه في القرآن في قوله: " ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربي والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم " النور (22).
ويكفيه مفخرة كبرى ومنقبة عظمى أن وفقه الله لجمع القرآن الكريم من الصحف والرقاع والجريد والصدور والسطور في مصحف واحد حفظا له من الضياع وذلك بعد مقتل أهل اليمامة، كما في صحيح البخاري في التفسير (16/ 307).
كل ذلك كان دافعا وراء الاهتمام والاعتناء من السلف والخلف في إظهار محاسن الصديق رضي الله عنه وإبراز ما جاء في محاسنه وفضائله رضي الله عنه وأرضاه.
الفاروق عمر رضي الله عنه
وأما الفاروق عمر بن الخطاب أبو حفص رضي الله عنه وأرضاه فهو أحد السابقين إلى الإسلام.
وأحد العشرة المبشرين بالجنة.
وأحد الخلفاء الراشدين.
وأحد أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأحد كبار علماء الصحابة وزهادهم وعبادهم، وشجعانهم.
وأحد وزراء رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وثالثه في مضجعه وروضته وقبره صلى الله عليه وسلم.
صاحب الحزم والعزم الذي يضرب به المثل، المحدث الملهم.
وهو دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قال: " اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام ".
رواه الترمذي في المناقب (3453) وأحمد في مسنده (4362) والحاكم في مستدركه (3/ 83) وصححه ووافقه الذهبي.
قال النووي رحمه الله في تهذيب الأسماء واللغات:
وقد أجمعوا على كثرة علمه، ووفور فهمه، وزهده، وتواضعه، ورفقه بالمسلمين، وإنصافه ووقوفه مع الحق، وتعظيمه آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشده متابعته له، واهتمامه بمصالح المسلمين وإكرامه أهل الفضل والخير ومحاسنه أكثر من أن تستقصى.
قال ابن مسعود حين توفي عمر: ذهب تسعة أعشار العلم.
عثمان بن عفان رضي الله عنه
وأما عثمان بن عفان ذو النورين رضي الله عنه، فهو أمير المؤمنين أحد العشرة المبشرين.
وأحد الستة أصحاب الشورى الذين توفي عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض.
وأحد الخلفاء الأربعة الراشدين.
وأحد السابقين للإسلام وأحد المهاجرين للهجرتين.
وأحد المنفقين المكثيرين في سبيل الله؛ هو من جهز جيش العسرة، وهو من حفر بئر رومة فبشر بالجنة.
وأحد أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأحد عباد الصاحبة وقرائهم وعلمائهم.
وهو من تستحيي منه الملائكة.
وهو أحد كتاب الوحي الشهيد الذي حوصر وقتل مظلوما رضي الله عنه و أرضاه.
علي بن أبي طالب رضي الله عنه
وأما علي بن أبي طالب فهو أبو تراب رضي الله عنه وأرضاه ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخوه، ووليه وصهره على ابنته الزهراء فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، وأبو السبطين الحسن والحسين، وجد الأشراف والذرية الطاهرة.
وأول هاشمي ولد بين هاشميين.
وأول خليفة من بني هاشم.
وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة.
وأحد البدريين المغفور لهم.
وأحد الستة أصحاب الشورى الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض.
وأحد السابقين السابقين إلى الإسلام.
وأحد الخلفاء الراشدين المهديين.
¥