تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(17) أخرجه الترمذي والنسائي وأحمد بن حنبل، وضعفه الألباني، انظر: الضعيفة، ح/2556 البيان. (18) انظر: المغني، ج2، ص 710.

(19) سبق تخريجه.

(20) انظر: المغني، ج2، ص 727.

(21) انظر: المغني، ج2، ص 728.

(22) انظر: المغني، ج2، ص 728.

(23) انظر: فقه الزكاة، ج1، ص 401.

(24) انظر: فقه الزكاة، ج1، ص 402.


دراسات اقتصادية
آراء و تأملات في فقه الزكاة
(4)
د. محمد بن عبد الله الشباني

تحدث الكاتب في الحلقات الماضية عن الزكاة من حيث مفهومها اللغوي،
وأنواع الأموال التي تستخرج منها، والضوابط التي تحدد صفة هذه الأموال .. ثم
عرض لزكاة الأنشطة الزراعية، وبخاصة صور الإنتاج الزراعي في العصر
الحديث، وفي هذه الحلقة يعرض الكاتب آراءه في صور أخرى من الأنشطة الاقتصادية.
- البيان-
زكاة الثروة الحيوانية ومنتجاتها:
من نعم الله (تعالى) على عباده أن خلق لهم أنواعاً مختلفة من الحيوان؛
لينتفعوا بها، سواء بطريق مباشر أو غير مباشر، ولقد نبه الله عباده إلى هذه
الحقيقة من نعمه، يقول (تعالى):] وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا
تَاًكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إلَى
بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ [[النحل: 5 7]،
ويقول (سبحانه):] أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِّمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ
(71) وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَاًكُلُونَ (72) وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلا
يَشْكُرُونَ [[يس: 71 73].
لقد أوجب الله في هذه الأنعام حقوقاً ينبغي القيام بها، وإن من أوجب
الواجبات: إخراج زكاتها.
إن من نعم الله (تعالى) على الخلق أن كشف لهم في هذا العصر من المعارف
والعلوم ما تطورت به وسائل الاستفادة من الحيوان، حيث مكنه الله من معرفة
كيفية الحصول على سلالات حيوانات مخصصة لإنتاج أنواع محددة من المنتجات،
فهناك أساليب لتربية أنواع من الحيوان مخصص لإنتاج اللحم، أو لإنتاج الحليب،
وكذلك بالنسبة للدجاج: فهناك دجاج مخصص للحم، ودجاج مخصص للبيض.
تنقسم الثروة الحيوانية إلى نوعين:
الأول: الأنعام، وتشمل: الأبقار، والجواميس، والأغنام، والجمال،
فتنوعت أغراض استغلالها اقتصاديّاً، فمنها ما هو لإنتاج الحليب، ومنها ما هو
لإنتاج اللحم.
الثاني: الطيور الداجنة، مثل: الدجاج الرومي، والبط، والأوز، والحمام .. حيث تنوعت أغراض استغلالها اقتصاديّاً في إنتاج بيض الأكل، وبيض التفقيس، وإنتاج الأفراخ التي تربى لغرض إنتاج الطيور الخاصة بإنتاج البيض، أو لإنتاج
الطير اللاحم.
إن الثروة الفقهية لعلماء المسلمين لم تتطرق لزكاة الثروة الحيوانية، أو زكاة
منتجاتها إلا لنوعية معينة، وهي الأنعام، ممثلة في: الإبل، والغنم، والبقر،
والخيل، بشرط أن تكون سائمة، وبالتالي: لم تناقش كثيراً من مكونات الثروة
الحيوانية المستجدة في الوقت الحاضر، حيث لم تكن الحالات الأخرى ذات قيمة
فيما مضى، ولم تمارس بالشكل والأسلوب المعاصر، حيث أصبح لها مكان في
تكوين الثروة ونمائها، مثل: تسمين الأغنام والأبقار، وتربية الدواجن .. وغير
ذلك من الوسائل المستخدمة في زيادة الاستفادة من الثروة الحيوانية وتكثيرها،
وأصبح الاشتغال في هذا النشاط يحتاج إلى رؤوس أموال ضخمة للاستفادة من
معطيات هذا النشاط الاقتصادي.
يرتبط الحكم الشرعي لهذا النوع من النشاط الاقتصادي بعموم الحكم المتعلق
بالأموال، وبالتالي: فإن وجوب أخذ الزكاة وتحديد نصابها أمر مهم في هذا العصر، من ناحية أن أي مسلم يمارس هذا النشاط يرغب في معرفة حكم زكاة هذه الأموال
وطريقة تحديدها، ومن ناحية أخرى: فإن للفقراء حقوقاً في أموال الأغنياء.
إن تنمية الثروة الحيوانية على أسس اقتصادية تستوجب صرف مبالغ كبيرة
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير