تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

على توفر الظروف البيئية لتحقيق الغايات من الاستثمار في هذا النشاط الاقتصادي، فمثلاً: تربى الأبقار: إما من أجل الحليب، أو من أجل اللحم، أو للغرضين معاً، ويتطلب ذلك تكاليف كبيرة، سواء فيما يتعلق بتوفير الظروف البيئية المناسبة،

أو أساليب التقنية ذات التكلفة العالية، أوالعناية الصحية اللازمة للإبقاء على قدراتها

الإنتاجية ..

على ضوء هذه الحقيقة: فإن ممارسة نشاط تنمية الثروة الحيوانية أصبح

نشاطاً اقتصاديّاً جديداً مغايراً لما كان في السابق، من حيث أن تربية الأنعام تقوم

على أساس التوالد فقط، ويتم تغذيتها من الكلأ الذي لا يحتاج إلى استنبات.

لهذا فإن الثروة الحيوانية تتوزع إلى قسمين:

1 - قسم يقتنى للتسمين والتوالد من أجل بيعها بعد تسمينها وتحقيق التوالد

والتناسل، ومن ثم: بيعها لغرض استغلال لحمها، على أن تتم التغذية من خلال

استنبات الحشائش أو شرائحها في المزارع المتخصصة في ذلك، وليس من خلال

الرعي في المراعي، أو ما يعرف بـ (السوم).

2 - قسم يقتنى لغرض الحصول على ناتجها وبيعه، مثل اقتناء الأبقار

والجواميس بقصد الحصول على الحليب بصفته منتجاً يتم بيعه، أو الدجاج بقصد

إنتاج البيض أو لأجل اللحم، وعلى ضوء هذه الحقائق: فإننا سوف نناقش في هذه

الحلقة زكاة الدواجن، وزكاة المنتجات الحيوانية والألبان؛ حيث إن هذه الأنشطة

المتعلقة بالثروة الحيوانية من الأمور المستجدة التي يثور حولها النقاش والتساؤل.

زكاة الدواجن:

استطاع الإنسان بما أوتي من علم، وما فتح الله عليه من خزائن المعرفة أن

يتوصل إلى أساليب في جعل الطيور مصدراً مهمّاً لتغذية الإنسان، وخاصة:

الدجاج، والديك الرومي، والطيور المائية، مثل: البط، والأوز، واستخدام

أساليب علمية متقدمة في إنتاج البيض، وإنتاج اللحوم من هذه الدواجن .. في

فترات زمنية قصيرة وبكميات كبيرة، حيث تمكن من جعلها مصدراً أساساً من

مصادر توفير اللحوم والتغذية.

لقد ساعد على ذلك تطور علم الدواجن، الذي هو فرع من فروع العلوم

الزراعية العامة، حيث يختص هذا العلم بدراسة كيفية تربية الدواجن وتحسينها من

ناحية تحسين التركيب الوراثي، وأسس تغذيتها، من حيث تقدير احتياجات

الدواجن من العناصر الغذائية، وغير ذلك من الجوانب الغنية التي تتعلق بتحسين

الإنتاج وتقليص الفترات الزمنية للإنتاج، مع العناية بتوفير العناصر الأساس

لمكونات اللحوم فيها أو مكونات البيض المنتج منها.

إن النشاط الخاص بتربية الدواجن من الأنشطة الاقتصادية الحديثة والمستجدة، فهذا النشاط لم يتسع إلا في أواسط القرن العشرين، وعليه: فإن كتب الفقه في

السابق لم تتطرق إلى ذلك؛ لعدم ظهور الحاجة حينها، حيث إن تربية الدواجن

كانت منزلية وللاستهلاك الخاص، وليس من أجل تحقيق الغنى والثروة.

وبحث طبيعة هذا النوع من النشاط، ومناقشة أحكام الزكاة المتعلقة به لم يتم

التطرق له والبحث فيه لأحد من الفقهاء المعاصرين حسب علمي ما عدا فضيلة

الدكتور (يوسف القرضاوي)، فقد تعرض له عَرَضاً في كتابه (فقه الزكاة) عندما

تحدث عن المنتجات الحيوانية بقوله: (والقاعدة التي نخرج بها هنا: أن ما لم تجب

الزكاة في أصله تجب في نمائه وإنتاجه، كالزرع بالنسبة للأرض، والعسل بالنسبة

للنحل، والألبان بالنسبة للأنعام، والبيض بالنسبة للدجاج، والحرير بالنسبة

للدود) [1].

إن تحديد الحكم الشرعي، وتحديد مقدار الزكاة ونصابها يستدعي أدراك

طبيعة النشاط، وكيفية إنشاء المشروعات، وكيفية الإنتاج .. حتى يمكن تصور

الحكم الشرعي لهذا النوع من النشاط.

وقفة مع الثروة الداجنة:

إن عملية ما يطلق عليه (صناعة الدواجن)، تمر بعدد من الحلقات التي تسهم

في العملية الإنتاجية لهذه الصناعة، والتي يمكن إيجازها على النحو التالي:

1 - عمليات التفقيس: ففي هذه العمليات يتم إنتاج الأفراخ التي تربى لغرض

إنتاج اللحم، أو لإنتاج البيض، وتحتاج هذه العملية إلى وجود (ماكينات) كبيرة

تستوعب آلاف البيض، والطريقة في عمليات التفقيس مستوحاة من الأسلوب الذي

تتبعه الطيور الداجنة، مثل: الدجاج، والديك الرومي، والبط، ولكن بأساليب

تساعد على تخفيض المدة التي تستغرقها الدجاجة في عملية التفقيس الطبيعية التي

ألهمها الله للدجاج.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير