2 - عمليات إنتاج أمهات الدجاج: وهذه العمليات هي التي تمد عمليات
التفقيس بالبيض المخصب، وبالتالي: تزويد مشروعات إنتاج الدجاج اللاحم، أو
الدجاج البياض بأفراخ اللحم، أو أفراخ البيض، وفي هذه العمليات يتم اختبار
الأفراخ الجيدة، وبعد نضجها الجنسي الذي يتم بعد مضي ما بين 21 إلى 26
أسبوعاً يتم وضع كل ذكر واحد مع عشر دجاجات، ويتم الحصول على نسبة
إخصاب بعد عشرة إلى أربعة عشر يوماً من بدء وضع الذكور مع الإناث، وبهذا
يتم إتاحة فرصة للذكور لتلقيح كافة الإناث.
3 - عمليات إنتاج الدجاج اللاحم: حيث يتم شراء الصيصان من المشروعات
المنتجة للأفراخ، وهي مشروعات التفقيس، والتي تقوم بتزويد هذه المشروعات
بهذا النوع الخاص من الصيصان.
4 - عمليات إنتاج البيض: ويتم تزويدها بالأفراخ المخصصة لإنتاج البيض
من مشروعات التفقيس.
وكل عملية من العمليات السابقة تختلف في طبيعتها وأساليب المعالجة الفنية
والتغذية عن غيرها، بحيث يمكن أن يُكَوّن مشروع متكامل من هذه العمليات كلها،
وقد يكون هناك مشروع لكل عملية من العمليات، ويتم البيع فيما بين هذه العمليات.
على ضوء ما سبق ندرك أن عملية إنتاج الدواجن أصبحت صناعة تجارية
تدر على المستثمر فيها عائداً ماليّاً على ما يستثمر فيها من أموال.
كيف نزكي هذه المشاريع:
والسؤال الذي يفرض نفسه من ناحية وعاء الزكاة هو: ما هو مقدار النصاب
الواجب؟، وأي نوع من الأموال يتم إلحاق هذه المشروعات به؟، وبالتالي: بم
تقاس به؟ ..
إن الأموال التي وردت فيها أدلة شرعية في تحديد أنصبتها، ومقدار الواجب
فيها وقت إخراج الزكاة منها هي: سائمة بهيمة الأنعام، والزروع، وعروض
التجارة، والمعادن، والنقد، فهل تلحق الدواجن بالمستغلات أم بالأموال المستفادة؟
إن أدلة وجوب الزكاة على مشروعات الدواجن هي أدلة عموم وجوب الزكاة
في الأموال، كما في قوله (تعالى):] يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا
كَسَبْتُمْ [[البقرة: 267]، فما يتم الحصول عليه من مال، أوثروة ناتجة عن
ممارسة نشاط صناعة الدواجن وتربيتها هو من الكسب الطيب المشمول بقوله
(تعالى):] خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا [[التوبة: 103]،
و (المال) عام يشمل كل شيء متحول ومملوك، والمال مفرد (الأموال) ويشمل كل ما يرغب الناس في اقتنائه وامتلاكه من الأشياء [2].
أي نوع من الأموال تلحق به هذه المشاريع:
الأمر بالنسبة لمشروعات صناعة الدواجن وتربيتها يعود إلى: أي نوع من
أنواع الأموال يمكن قياسه عليها؟، وما هو النصاب ومقداره؟.
من خلال الاستعراض الموجز لطبيعة صناعة الدواجن وتربيتها نلحظ عدة
أمور، هي:
1 - أنها ملحقة بالثروة الحيوانية من حيث النماء والتناسل، فهي مثل البقر،
والغنم .. وغيرها من الأنعام، من حيث أنها تتكاثر بالتوالد، ومن حيث أصول
تواجدها، فالدجاجة طير ينتج نتجاً هو البيضة؛ والبيضة إما: أن تؤكل، أو تفقس
وينتج عنها فرخة تربى: إما من أجل تكوين أمهات دجاج لإنتاج اللحم، أو دجاج
لإنتاج البيض، فعملية التناسل وفترة النمو اللازم للاكتمال من أجل اللحم أو البيض
مرتبطة بدورة الإنتاج نفسها بالنسبة للحيوانات.
2 - أن بعض مراحل صناعة الدواجن تشبه مراحل التناسل في الأنعام،
فالدجاج يربى من أجل إنتاج البيض المخصب، فهو أصل ينتج عنه ناتج مثل البقر
المخصص لإنتاج الحليب، وينطبق ذلك على مشروع الدجاج البياض الذي يكون
مهمته الأصلية إنتاج البيض؛ فهو يربى من أجل إنتاج بيض المائدة، والدجاج
اللاحم، والذي تربى أفراخه من أجل زيادة الوزن عند حد معين، ثم يذبح ويباع،
أي: إنه يشبه الأغنام التي تشترى لأجل التسمين.
3 - بعض مشروعات الدواجن تتكون من جميع مراحل صناعة الدواجن، أي: إن منها مراحل لإنتاج أمهات الدجاج، ومراحل لإنتاج البيض، وإنتاج الفراخ،
وإنتاج الدجاج اللاحم.
4 - أن هذه الصناعة تحتاج إلى معرفة أساليب كيفية التربية لكل نوع من
أنواع هذه المراحل، وتحتاج إلى رؤوس أموال لتوفير الأجهزة اللازمة لتوفير
المستلزمات الضرورية لإنتاج البيض واللحم، التي هي المنتج النهائي المطلوب من
المستهلكين.
¥