تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كتاب " إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة "]

ـ[ماهر]ــــــــ[29 - 04 - 04, 06:59 ص]ـ

تمهيد:

لقد ارتئيت قبل البدء بالكلام عن كتاب " إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة " للحافظ ابن حجر العسقلاني أن أتكلم بشكل موجز عن معنى الأطراف ونشأتها.

- معنى الأطراف

الأطراف في اللغة:

جمع طرف، والطرف - محركة - الناحية من النواحي، وطائفة من

الشيء، والرجل الكريم (انظر: كتاب العين، ولسان العرب، وتاج العروس مادة (طرف)).

والمراد هنا: الطائفة من الشيء.

الأطراف في المصطلح:

كتب الأطراف هي نوع من المصنفات الحديثية اقتصر فيها مؤلفوها على ذكر طرف الحديث الذي يدل على بقيته، ثم ذكر أسانيده التي ورد من طريقها ذلك المتن. ويكون ذلك محققاً إما على سبيل الاستيعاب أو على جهة التقييد بكتب مخصوصة (انظر: تدريب الراوي 2/ 155، وتوضيح الأفكار 2/ 390، والرسالة المستطرفة: 167).

- نشأتها:

كانت هذه الأطراف موجودة في أواخر القرن الأول من الهجرة، قبل سنة 96.

فقد قال الدارمي: أخبرنا إسماعيل بن أبان، قال: حدثنا ابن إدريس، عن ابن عون، قال: رأيت حماداً يكتب عند إبراهيم فقال له إبراهيم: ألم أنهك؟ قال: إنما هي أطراف (انظر: سنن الدارمي (458)).

وقال علي بن المديني: سمعت يحيى يقول: كان معي أطراف عوف، عن الحسن، عن النبي صلى الله عليه وسلم (انظر: مقدمة الجرح والتعديل 1/ 208).

وقال وكيع: أخذ إسماعيل مني أطرافاً لإسماعيل بن أبي خالد فرأيت يخلط في أخذه (انظر: تهذيب التهذيب 1/ 292).

إذاً هذه الأطراف وأضرابها كانت في أول الأمر ثم لما توالى تصنيف الكتب تطورت معه وصارت علماً قائماً بنفسه.

والكتب المصنفة في الأطراف كثيرة فقد ذكرها المحدث محمد بن جعفر الكتاني في كتابه " الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة " (انظر: الرسالة المستطرفة: 167).

والآن جاء الدور لأتكلم عن كتاب " إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة " للحافظ ابن حجر العسقلاني، فيما يلي:

1 - محتوى هذا الكتاب ومضمونه:

هذا الكتاب يعتبر موسوعة إسنادية، جمعت أحد عشر مصدراً من كتب السنة المشرفة على طريقة فن الأطراف، وهي:

1 - موطأ الإمام مالك بن أنس.

2 - مسند الإمام الشافعي.

3 - مسند الإمام أحمد بن حنبل.

4 - سنن الدارمي.

5 - المنتقى لابن الجارود.

6 - مختصر المختصر لابن خزيمة.

7 - مستخرج أبي عوانة.

8 - شرح معاني الآثار للطحاوي.

9 - صحيح ابن حبان.

10 - سنن الدارقطني.

11 - مستدرك الحاكم.

وإنما زاد العدد واحداً لأن الحافظ ابن حجر أردفها بالسنن للدارقطني جبراً لما فات من الوقوف على جميع مختصر المختصر لابن خزيمة (انظر: مقدمة ابن حجر في إتحاف المهرة 1/ 159 - 160).

منهج ابن حجر في كتابه " إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة ":

قال الحافظ ابن حجر في مقدمة كتابه: ((ثم صنف الأئمة في ذلك

تصانيف، قصدوا بها ترتيب الأحاديث وتسهيلها على من يروم كيفية مخارجها، فأول من صنف في ذلك خلف الواسطي (ت بعد 400ه‍)، جمع أطراف الصحيحين، وأبو مسعود الدمشقي (ت 401ه‍)، جمعهما أيضاً، وعصرهما متقارب، وصنف الداني (ت 532ه‍)، أطراف الموطأ، ثم جمع أبو الفضل بن طاهر (ت 507ه‍) أطراف السنن، وهي لأبي داود والنسائي والترمذي وابن

ماجه، وأضافها إلى أطراف الصحيحين ثم تتبع الحافظ أبو القاسم بن عساكر

(ت 571ه‍)، أوهامه في ذلك، وأفرد أطراف الأربعة.

ثم جمع الستة أيضاً المحدث قطب الدين القسطلاني (ت 686ه‍)، ثم الحافظ أبو الحجاج المزي (ت 742ه‍)، وقد كثر النفع به. ثم إني نظرت فيما عندي من المرويات فوجدت فيها عدة تصانيف قد التزم مصنفوها الصحة فمنهم من تقيّد بالشيخين كالحاكم، ومنهم لم يتقيد كابن حبان، والحاجة ماسة إلى الاستفادة منها، فجمعت أطرافها على طريقة الحافظ أبي الحجاج المزي وترتيبه، إلا أني أسوق ألفاظ الصيغ في الإسناد غالباً لتظهر فائدة ما يصرح به المدلس ثم إن كان حديث التابعي كثيراً رتبته على أسماء الرواة عنه وكذا الصحابي المتوسط)) (انظر: مقدمة ابن حجر في إتحاف المهرة 1/ 102 - 103).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير