تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بالأشخاص، فلما سقطوا سقطنا، فكفى عبثًا بمستقبل أمتنا مجاملةً لفلان أو علان من مشايخنا الذين نحبهم أكثر مما نحب الآباء والأمهات.

وقد درتَ في حديثك وأبعدتَ عن الحقيقة جدًا فأنتَ تتحدَّث عن علم الأخ طارق وفضله وأنا أشرت إلى ذلك من قبلك، فأخشى أن تكون فعلتَ ذلك عمدًا لتخفي الحقيقة التي أتحدث عنها وأغمضتَ أنتَ الطرف عنها كأنك لم تسمعها أصلاً، حتى بدا كلامك وكأنك لم تقرأ الكلام أصلاً ثم تتهم الناس وأنت الجاني المتعدِّي!!

فيا أخي موضوعنا الأساسي ببساطة هو: أن طارقًا له مكتب يعمل فيه فلان وفلان ويأخذ طارق مجهوداتهم ولا ينسبها لهم، ومن هنا كان فضل غنيم أعلى وأتم لأنه ينسب الأمر لصاحبه الأصلي حتى وإن لم يكتب اسمه أصلاً، والكلام واضح، فلا تخرج عن ذلك وتحاور تلبيسًا على نفسك وغيرك.

وهذه البلوى وقع فيها كثير من الناس مضت الإشارة لبعضهم، وأنتَ تعلم أن هذه سرقة لا تأويل لها لمجهودات الناس، وبخصوص صاحبك أقول دفاعًا عن عرضي أن يظن بي أنني أتهجم على الرجل أو أظلمه: سل يا أخي من يعمل مع طارق كم من التعليقات والتدخلات لطارق في الكتب التي نسبها لنفسه، بل استحلفه بالله تعالى عما له من تعليقات أو نظرات في الكتب التي خرجت من عنده سواء التي كتب عليها تحقيق أو إشراف؟؟ بل في بعض الكتب ليس له إلا تعليق واحد في المقدمة والباقي للعاملين عنده، أفيجوز هذا في نظرك؟ ووالله لولا أن أتسبب في مشكلة بينه وبين من عنده لذكرتُ أسماء بعضهم سواء من كانوا عنده وانصرفوا أو من لا زال يعمل معه الآن.

وأنا أستحلفك بالله: هل ذهبتَ لمكتب طارق وراجعتَ العمل عنده، واستحلفته ومن عنده عن حجم تدخل كل واحد في العمل؟ أم أخذتك العصبية لصاحبك وفقط؟ ثم أستحلفك بالله: إذا هل ترضى لصاحبك أن ينسب لنفسه ما لم يتدخل فيه إلا بما يعادل وضع الخطة أو الاتفاق عليه والمتابعة لسير العمل؟ وهل ترضى له أن ينسب لنفسه ما لا يملك فيه سوى ما يعادل 1% واحد من مائة من حجم العمل على أكثر تقدير؟ أستحلفك بالله هل ترضى ذلك لصاحبك الذي تحبه، ولعلي والله أحبه أكثر منك، لأنني نصحتُه لمصلحته أرجو تحلية الرجل وإصلاح أمره، أما أنتَ فأقررتَه على ما هو فيه، وأزبدتَ وأرعدتَ قلقًا من مساس خطئه فتورده بمسلكك مورد الهلاك، فأستحلفك بالله هل ترضى لصاحبك أن يهلك بسببك.

يا أخي الكريم كفانا مجاملة لمشايخنا الذين نحبهم على حساب ديننا وأمتنا، كفانا عبثا بطلبة العلم الفقراء، وماذا تنقم على عادل عبد الموجود وغيره من لصوص التحقيقات بعد دفاعك هذا عن مثل عملهم وسلوكهم لكن في شخص صاحبك.

فأعوذ بالله أن يكون قصدك التعمية عن حال صاحبك فتهلكه وتهلك غيره بمسلكه، وأرجو أن تكون تعجلتَ الكتابة ولم تدر الموضوع محل الخلاف، كما أرجو أن يجهل علينا أحد ويرمينا بما نبرأ إلى الله منه، فنضطر للدفاع عن أنفسنا بما يهتك ستر بعض من نحبهم، ولعلك تفهم قصدي، وستفهم قصدي لو تتبعت الذين يعرفون صاحبك، وأتوب إلى الله عز وجل إن كنتُ ظلمتُ طارقًا أو تحدَّثتُ فيه بهوىً، وأستغفر الله من ذلك، ووالله الذي لا إله إلا هو لأنا على استعداد تام لتبرئة ساحته وترضيته هو وغيره إن ثبت عندي أن الرجل أناب إلى الصواب، ونسب كل قولٍ إلى قائله.

وما كنتُ أحب الاسترسال في هذا لكنك ضغطتَ في موضعٍ بل علمٍ ورميتَ غيرك بالتعدي وأنت الجاني المتعدي. وأرجو أن تأخذ كلامي بمنطق الحق والعدل ولا تأخذه بمنطق الثورة والعصبية.

وأنا أدعو الله لطارق بالتوفيق والسداد على الدوام، خاصةً وقد رد الله على يديه كيد بعض أعداء السنة والحديث، غير أنني جد حزين من هذا التصرف المشين المذكور هذا، وأرجو الله له أن يطهره منه، هو وكل من وقع في هذا الخطأ. والله وحده الهادي وحسبنا الله ونعم الوكيل.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ـ[الذهبي]ــــــــ[12 - 05 - 04, 06:14 ص]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أما اتهامك لي بأني جاني ومتعدي، وصاحب ثورة وعصبية و ... فلن أرد عليك في ذلك، وسوف أرجئ ذلك ليوم الميعاد.

وأما تشبثك في اتهامك للشيخ طارق بقلة تعليقاته على ما يحققه، فهذا ناشئ عن جهلك بهذا العلم الشريف، فالغاية العظمى في تحقيق نصوص التراث: هو إخراج النص كما أراده مؤلفه، أو قريبًا من ذلك، ولا يخفى على من عانى هذا الأمر - أعني تحقيق التراث - كم هي المشقة التي يلاقيها المحقق في هذا المضمار، فلعل كلمة واحدة يمكث تجاهها المحقق يومًا أو أسبوعًا كي يستطيع إثباتها، فلربما قابل المحقق في المخطوط الذي يحققه تحريفًا، أو سقطًا في أحد الأسانيد، فيضطر من خلال خبرته الحديثية أن يرجع إلى أكثر من عشرة مصادر كي يثبت ما وقع في هذا المخطوط من تغيير، بيد أن هذا المجهود الذي قام به المحقق مجهود خفي، ولا يطلع عليه إلا رب العالمين.

وهذا ما كنت كثيرًا أسمعه من الشيخ طارق: أن أهم شيئ في التحقيق هو إخراج النص كما أراده مؤلفه أو أقرب ما يكون إلى ذلك.

وإذا أردت بيان ذلك فانظر إلى تحقيق العلامة اليماني على كتاب الجرح والتعديل، أو التاريخ الكبير، أو السنن الكبرى للبيهقي، أو غير ذلك، فسوف تجد ندرة تعليقات هذا العالم النحرير، ولكنه قبل أن يخرج أي كتاب من هذه الكتب مضت عليه سنون طويلة في العمل الشاق حتى يخرج ما يحققه بأقرب ما يكون على ما أراده مؤلفه.

ثم إنك للأسف لم تقابل الشيخ طارق، ولم تتبين منه ما تتهمه به، فهل هذا هو عين الإنصاف أن تتهم إنسانًا مسلمًا هكذا؟ وأن تنال من عرضه على الملاء على الشبكة العنكبوتية؟

وهل دينك أمرك بهذا يا أزهري؟

فهب لو أنك قابلت طارقًا وتبينت منه أنه برئ مما اتهمته به - وهذا هو المؤكد - فماذا يكون موقفك أمام رب العالمين بعد اتهامك ونيلك لعرض رجل مدافع عن سنة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أمام الناس كما فعلت هاهنا.

أترك الإجابة لك؟

وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير