تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

5 - أن يرفع الصوت بتوسط أثناء الحفظ لأن خفض الصوت يكسل القارئ ورفعه جداً يتعبه ويؤذي من حوله، هذا في الأصل أما لو كان خاشعاً، خالي الذهن وخفض صوته فلا بأس لكن لابد من القراءة باللسان، أما إمرار العين بدون تحريك اللسان فلا.

6 - نطق الآيات أثناء الحفظ بترتيل وتمهل، والحرص على عدم إغفال أحكام التجويد أثناء القراءة امتثالاً لقوله تعالى {وَرَتِّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلاً} واهتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في تركه تحريك لسانه استعجالاً به بعد نزول قوله تعالى: {لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16)}، ولأن هذا هو هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في تعليمه القرآن الكريم لأصحابه، قال الله تعالى: {وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً}. ولقد سئل أنس بن مالك: كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «كانت مدّاً ثم قرأ: (بسم الله الرحمن الرحيم) يمد ببسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم»، وهذا ا لأمر كان ديدن كبار الصحابة، ولذا قال ابن عباس راداً على أبي حجر حين قال له: إني سريع القراءة وإني أقرأ القرآن في ثلاث: «لأن أقرأ البقرة في ليلة فأدبرها وأرتلها أحب إليَّ من أن أقرأ كما تقول»، وفي رواية «أحب إليَّ من أن أقرأ القرآن أجمع هذرمةً»، ولا شك أن الترتيل أثناء الحفظ يعين على تدبر الآيات والتفكر في معانيها مما يعني جمع القارئ بين حفظ الآيات والفهم مبدئياً لمعناها، وهو مما يعمق الحفظ ويقويه أيما تقوية.

7 - أن يُسمِّع على نفسه المقدار المعين حفظه بعد إنهائه له.

8 - أن يقوم بقراءة المقدار المحفوظ من المصحف بعد تسميعه على نفسه للتأكد من سلامة الحفظ وعدم تجاوزه لبعض الآيات أو الكلمات أو الخطأ في الشكل.

9 - أن يقوم بتسميع ما حفظ على شيخه المختار ولا بد من ذلك.

10 - يفضل ربط المقدار المحفوظ من سورة ما قسمت إلى مقاطع بما حفظ من أول السورة يومياً ليتم الربط بين المقاطع المحفوظة، وهذا أمر لا دخل له في برنامج الحافظ للمراجعة.


ثالثاً: ما يفعله الحافظ بعد أن يحفظ:

1 - الخوف من الوقوع في الرياء:

والرياء في موضوعنا: طلب الحافظ للجاه والمنزلة في نفوس الخلق بإظهاره لهم إكماله لحفظ القرآن الكريم، أو جودة حفظه وحسن أدائه، وهو ضرب من الإشراك، ولذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله. قال: الرياء يقول الله عز وجل يوم القيامة إذا جزى العباد بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء»، والمرائي بالقرآن الكريم معرض نفسه للعقوبة الشديدة الواردة في حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه ... ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن، قال كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارئ، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار». والواجب على مريد النجاة الحرص على الإخلاص واستمرار سلامة القصد والنية.

2 - الحذر من الغفلة عن العمل بالقرآن الكريم والتأدب بآدابه والتخلق بأخلاقه:

لأن القرآن إنما أنزل ليعمل به، ويتخذ نبراساً ومنهاج حياة، قال ابن مسعود رضي الله عنه: (أنزل القرآن ليعملوا به فاتخذوا دراسته عملاً، إن أحدكم ليقرأ القرآن من فاتحته إلى خاتمته ما يسقط منه حرفاً، وقد أسقط العمل به)، وقال بعض أهل العلم: (إن العبد ليتلو القرآن فيلعن نفسه وهو لا يعلم، يقول: ألا لعنة الله على الظالمين، وهو ظالم نفسه، ألا لعنة الله على الكاذبين، وهو منهم)، وقال أنس رضي الله عنه: (رب تال للقرآن والقرآن يلعنه).

3 - الخشية من العجب بالنفس والتعالي على الخلق:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير