تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

منذ عشر سنوات - في 1401 هـ - قرأت إعلاناً نشرته (مكتبة النهضة

الحديثة بمكة) على بعض كتبها، تقول فيه: (ترقبوا صدور (المتجر الرابح في

ثواب العمل الصالح) تأليف الحافظ الدمياطي (توفي سنة 613هـ)، كتاب قيّم مفيد،

يطبع لأول مرة عن نسخة مكتبة الأزهر المخطوطة. حققه وأشرف على طبعه

جماعة من العلماء) انتهى الإعلان.

وكان الشيخ رضوان محمد رضوان قد طبع الكتاب هذا في القاهرة منذ حوالي

نصف قرن (وكان وكيلاً للجنة إحياء المعارف النعمانية بمصر، ويقيم في حي

السيدة زينب بالقاهرة، وقد اهتديت إلى منزل إقامته منذ سنوات وعلمت بوفاته

رحمه الله)، وصدر الكتاب عن مكتبة النهضة عام 1403 هـ بمجلد ضخم، وعلى جلده عبارة: (قرأه وأمر بطبعه عبد الملك بن دهيش - ابتغاء مرضاة الله) دون اسم رضوان محمد رضوان، إلا أنه نسي أن يحذفه من آخر صفحة في الكتاب، ففيها: (بلغ مقابلة على نسخة رواق الأتراك بالأزهر الشريف .. ) ثم تحتها (رضوان). (وهذا فسَّر جماعة من العلماء .. وبقي دليلاً على الصدق).

ولم تنتهِ القصة بعدُ؛ فإليك تمامها:

صدر الكتاب بطبعة تالية مكتوب عليها: (نسخه وضبطه وقابله: عبد الملك

ابن عبد الله بن دهيش، ورضوان محمد رضوان - من علماء الأزهر الشريف)

(سبحان مَن يحيي الأموات! يبدو أن رضوان قد أعاده الله - تعالى - حتى ينسخ

ويحقق مع الشيخ من علماء الأزهر! - وكلمة (يحقق) هذه من عندنا).

وتحمل الأيام لنا طبعة أخرى أيضاً من الكتاب نفسه بشكله السابق - تصويراً

أنيقاً - وعليه هذه العبارة: (تحقيق عبد الملك بن دهيش - ومحمد رضوان) (يبدو

أن رضوان لم يحسن عمله فاستعان الشيخ بأبيه محمد)، وتحت ذلك: (مكتبة

النهضة .. ) وفي الداخل: (الطبعة الثالثة 1406 هـ، طبعة منقحة وتمتاز بزيادات مفيدة، وفيها مقدمة، في صفحة واحدة، كتبها الفقير إلى عفو ربه عبد الملك بن عبد الله بن دهيش) وعلى الغلاف: (الناشر عبد الملك بن دهيش).

هذه خطوات متدرجة على طريقة سياسة الخطوة خطوة] ولا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ

الشَّيْطَانِ [[الأنعام: 142]، فما أدري ما دلالة هذا التصرف بهذا الترتيب وهذه

المراحل المتدرجة في العبث؟ وهل يثير ذلك في ذهن القارئ شيئاً؟!

وعلى كل حال: ليست هذه آخر الملاحظات، فلا يزال هناك أمور أكثر

خطورة، والله المستعان.


ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[23 - 05 - 04, 02:58 ص]ـ
وقفات مع
التحقيق والمحققين
محمد عبد الله آل شاكر

-1 -
منذ قرون بعيدة أدرك العلماء أهمية تحقيق النصوص وتصحيحها، وعلموا
أنها مسؤولية عظمى تحتاج إلى جهدٍ كبير وإلى درايةٍ ومهارة، فقال الجاحظ في
مقدمة كتاب (الحيوان): «ولربما أراد مؤلف الكتاب أن يصلح تصحيفاً أو كلمةً
ساقطة، فيكون إنشاء عشر ورقات من حر اللفظ وشريف المعنى، أيسر عليه من
إتمام ذلك النقص حتى يرده إلى موضعه من اتصال الكلام».
ثم دار الزمن دورته، وجاء أناس يزعمون لأنفسهم التحقيق والضبط
والمراجعة، وقد انقلبت عندهم المفاهيم رأساً على عقب، وابتدعوا طريقة في
التحقيق جديدة، لم يعرفها السابقون، ولا يرضى عنها المعاصرون. بل إن عملية
التحقيق نفسها أصبحت عند بعضهم " هلوسة "، كلهم يريد أن يحقق، كلهم يريد أن
يحقق كل شيء، حتى القرآن الكريم!
ومن عجيب ما وقع في يدي من هذا اللون كتاب بعنوان (دليل آيات العبادات
والأحكام الشرعية) جمع وتحقيق ذخر الدين شوكة، عميد كلية الشريعة بالجامعة الأردنية، الطبعة الأولى 1403 هـ، طبع جمعية المطابع التعاونية في عمّان. وهو يحتوي على مجموعة من الآيات القرآنية الكريمة مصورة من المصحف ويقابلها ترجمة معانيها بالإنكليزية، من كتاب «تفسير آيات القرآن
الكريم» لمحمد بكتال، الذي قامت بطبعه رابطة العالم الإسلامي، عن طريق مكتبها الدائم في هيئة الأمم المتحدة بنيويورك! (انظر صفحة 1 من مقدمة الكتاب).
رأيت هذا الكتاب في معرض للكتاب، فدعاني ذلك لسؤال صاحب المكتبة
مازحاً: هل عندك القرآن الكريم محققاً؟ وأبدى المسكين تأسفه لعدم وجوده!!
واستكمالاً لما سبق نشره في أعداد سابقة من البيان الغراء، حول تراثنا
وطريقة التعامل معه، أشير في هذه المقالة إلى بعض الملاحظات، والله الموفق.

-2 -
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير