تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الفاروق بالطائف) وهي دراسة تمهيدية تهدف إلى المحافظة على التراث العلمي

الإسلامي والتحذير من العبث به.

وكان للشيخ عثمان فضل السبق والريادة في ذلك، أقام كتابه هذا على دراسة

لبادرة الشيخ محمد علي الصابوني في كتابه» مختصر تفسير ابن كثير «و

» صفوة التفاسير «، وهي تصدق أيضاً على ما أصدره الشيخ بعد ذلك من

مختصرات، مثل» مختصر تفسير الطبري «و» مختصر روح البيان «و

» مختصر الأذكار « .. وكأنه تخصص في السلخ والمسخ والاختصار.

ومراجعة مختصر ابن كثير تقدم دليلاً على ذلك، ولديّ الكثير من الأمثلة

جمعتها عندما كنت أقوم بتدريس هذا الكتاب في بعض المدارس الشرعية، وكان

مقرراً في برامجها!

-2 -

وأما العمل الذي لا أستطيع أن أجد له بابا أضعه فيه، ولا أعرف له وصفاً

جامعاً يناسبه أو يجمع كل ما ينبغي أن يقال فيه، فهو هذا العمل الجديد في كتاب

» رياض الصالحين «للإمام النووي -رحمه الله-، وهو بطبيعته المقصودة هذه قد أوفى على الغاية في جمال الإخراج، وجودة الطباعة، ورواء المنظر.

ولكن هذا الكتاب الذي كتب الله له القبول بين الناس منذ ثمانية قرون، هي

عمره منذ تأليفه، صدرت طبعته الجديدة عن (دار طيبة) بمكة المكرمة

و (المكتبة الإسلامية) في عمان بالأردن، (ومن حق الأخيرة أن تُقَدَّم لعلة يعرفها من يقرأ المقدمة).» حققه وقدم له وهذبه وخرجه: حسان عبد المنَّان «و» راجع تخريجه والحكم على أحاديثه: شعيب الأرنؤوط «الطبعة الأولى 1412 هـ.

وآمل من القارئ الكريم أن يتابع معي هذه العبارات التي تتوسط غلاف

الكتاب:» تمتاز هذه الطبعة بضبط نصوصها، وتهذيبها، وتخريجها، والاقتصار

فيها على الصحيح، مع بيان الضعيف منها في فصل خاص، وترتيب أحاديثها في

الأبواب المناسبة لها، ووضع عناوين فرعية لها، وشرح غريبها، وما أشكل

منها «. (انتهى)

هذه ثماني مميزات لهذه الطبعة يمنّ بها علينا الشيخ» عبد المنان «، ولن

نعدو الصواب إذا قسمناها إلى قسمين، أحدهما: كذب، والآخر: جريمة واعتداء

على الإمام النووي ومسخ لكتابه، وإليك البيان:

أما» ضبط النصوص، وتخريجها، وشرح غريبها، وما أشكل منها «

فليس هذا ميزة خاصة بهذه الطبعة، فقد سبق لهذه الميزات طبعات كثيرة - مجتمعة

أو متفرقة - كتلك التي حققها وفهرسها وضبط وشرحها الدكتور صبحي الصالح

(رحمه الله)، وكذلك طبعة الأرنؤوط، والدقّاق .. وغيرهم. وقد ذكر المحقق عدداً

منها في مقدمته.

وأما» تهذيب نصوصها «- ونصوص الكتاب كلها آيات وأحاديث - فلست

أدري والله - ما الذي يحتاج إلى» التهذيب «، أهذه النصوص الكريمة أم الذي قام

بتهذيبها نفسه؟ وما أدري - وما أخال عاقلاً يدري - من الذي أعطى هذا الحق

لصاحبنا المحقق المهذب أن يقوم بترتيب أحاديث الكتاب في الأبواب المناسبة لها

(بزعمه، وكأن النووي -رحمه الله- لم يدرس أصول الترتيب والتأليف على

المحقق! كان ينبغي أن يتعلم منه قبل أن يُخْلَق!)، والاقتصار على الأحاديث

الصحيحة كذلك، مع بيان الضعيف منها في فصل خاص، وهو يطبع الكتاب

باسمه المعروف وباسم مؤلفه! وأنا أستحلف الأخ المحقق، فأقول له: بربك الذي

خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك، قل لي: هل هذا هو» رياض

الصالحين «نفسه بنصه وفصه، كما وضعه المؤلف؟

وأقسم يمينا غير حانث: أنه ليس هو!! فَلِمَ هذا التزوير والعبث والافتئات؟

وحرام على من يشتغل بعلوم السنة وتحقيق أحاديثها أن يكون هذا شأنه مع

نصوصها وكتبها وعلمائها.

ثم نأتي إلى قضية الأحاديث الضعيفة تلك التي حذفها من الأصل ورمى بها

إلى الملحق بذيل الكتاب في فصل خاص، والتي يهوّل بها أغيلمة التحقيق

والمتاجرون برياض الصالحين وغيره؛ يقول النووي -رحمه الله-:» فرأيت أن

أجمع مختصراً من الأحاديث الصحيحة .. وألتزم فيه ألا أذكر إلا حديثاً صحيحاً من

الواضحات، مضافاً إلى الكتب الصحيحة والمشهورات .. «أفلا يمكن أن نقول:

إن ما رآه المحقق الفاضل ضعيفاً، أو حكم عليه بالضعف، هو صحيح بنظر

النووي على الأقل (بل بنظر البخاري ومسلم، فمن الأحاديث التي ضعفها المحقق

عدد من أحاديث الشيخين!) فيكون ذلك من باب اختلاف العلماء في التصحيح

والتضعيف (وقد دخل صاحبنا في زمرتهم)؟!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير