رحلوا فى طلب الحديث وطلبوها واخذوها من معادنها وحفظوها واغتبطوا بها ثم راينا قوما انسلخوا منها وحاربوا من خالفها وطعنوا فيهم ووصفوهم بابشع الالفاظ ولقبوهم باسوء الالقاب سموهم مشبهه ومجسمه ونواصب وخوارج فعلمنا بهذه الادلة الظاهرة ان اولئك اصح بها من بقية الفرق ووجدنا ان اهل الاهواء بمعزل من ذلك وليسوا من اهلها
وزاد ابن القيم علامات اخرى
منها ان اهل السنة يتركون اقوال الناس لها بعكس اهل البدع
ومنها ان يعرضون اقوال الناس اليها بعكس اهل البدع يعرضونها على اقوال الرجال فما وافق رايهم قبلوه
ومنها ان اهل السنة يدعون عند التنازع اليها بعكس اهل البدع يدعون الى التحاكم الى اراء الرجال ومعقولاتهم
ومنها ان اهل السنة انما ينصرون الحديث الصحيح والاّثار السنية بعكس اهل البدع ينصرون مذاهبهم واقوالهم
ومنها ان اهل السنة اذا ذكروا السنة دعوا وجردوا الدعوة اليها نفرت من ذلك اهل البدع فلهم نصيب من قوله تعالى "ولوا على ادبارهم نفورا "
ومنها ان اهل السنة يعرفون الحق ويرحمون الخلق فلهم نصيب وافر من العلم والرحمه بعكس اهل البدع فهم لا علم لديهم ولا رحمة فهم ينكرون الحق ويكفرون المخالف لهم
ومنها ان اهل السنة لم يؤصلوا اصولا من عند انفسهم بل الاصول عندهم الكتاب والسنة
هذا ما استطعت اختصاره ومن اراد الاستزاده فعليه بمختصر الصواعق المرسله لابن القيم
رحمه الله تعالى وشكرا لزكرياء وصبره يتبع ان شاء الله تعالى
-ملاحظه هامه كلام المظفر قد نظمه المؤلف وكذلك كلام ابن القيم فعلى ذلك اراحنا الناظم وهو الشارح ايضا فجزاه الله خيرا
86 - قلوبهم قلوب شخص واحد ####اذ قصدهم احياء دين الواحد
87 - ان صنفوا فكتبهم تتفق ### فى الحق اذ مصدرهم محقق
88 - قال ابو المظفر السبب فى#### وفق المحدثين فى النهج الوفى
89 - اخذهم الدين من السنة او كتاب ### ربهم ونعم ما اقتفوا
90 - اما ذو البدع بالراى اكتفوا #### فكثر اضطرابهم لما قفوا
91 - نقل الرواة قلما يختلف ##لان اصله نصوص تعرف
92 - وقلما تتفق الاراء## لان اصلها الهوى الهراء
93 - ثم الجماعة غدوا بين الفرق ### وسطا كما الاسلام معهم اتفق
شرح
ومن خصائصهم ايضا انهم مع اختلاف بلدانهم وعاداتهم انهم فيما بينهم كالجسد الواحد وهذا مصداق قول الله تعالى " محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم "
وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " ترى المؤمنين فى تراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى وترى قلوبهم فى ثباتها عن الحق وعدم زعزعتها بعواصف الهوى والبدع كقلب شخص واحد وذلك لان قصدهم احياء السنن واماتة البدع
فلما كان غرضهم واحدا توحدت قلوبهم ولم تتشتت كقلوب اهل البدع والاهواء ومما يدل على ان اهل الحديث على الحق ان كتبهم قديمها وحديثها مع اختلاف البلدان والازمان وتباعد الديارفيما بينهم لا تجد اختلافا ولو قل و السبب اصالة المصدر وهو الكتاب والسنة اما اهل البدع والاهواء لاتباعهم العقل واكتفاؤهم به كثر اختلافهم لما تبعوه من القواعد الفاسدة والاراء الكاسدة وان وجدنا اصحاب النبى صلى الله عليه وسلم اختلفوا فكان اختلافهم فى الاحكام ولم يختلفوا فى العقائد فاختلفوا فى مسائل مثل الاخوه مع الجد والمشركه وذوى الارحام وبقيت بينهم المودة والنصح فلما حدثت الاهواء المرديه الداعية اصحابها الى الناروصاروا احزاباانقطعت الاخوةفى الدين وسقطت الالفةوهذا يدل على ان التنائى والفرقه انما حدثت فى المسائل المحدثة التى ابتدعها الشيطان فالقاها الى اولياؤه ليختلفوا ويرموا بعضهم بعضا بالكفر
فائده مهمه
كل مسالة حدثت فى الاسلام وخاض فيها الناس واختلفوا ولم يورث هذا الاختلاف بينهم عداوة او نقصا او تفرقابل بقيت بينهم الالفة والنصيحة والمودة والرحمة فعلمنا ان هذه من مسائل الاسلام
يجوز النظر فيها وبالعكس اورثت من خلافهم تولى واعراض وتدابروتقاطع وربما ادى الى التكفيرعلمت ان ذلك ليس من دين الله فى شىء بل يجب على كل ذى عقل ان يجتنبها ويعرض عن القول فيها
94 - فانه الوسط بين الملل ### البسه الاله ارقى الحلل
95 - العدل والرضا وسهولة المنال ### ابقاه الاله الى يوم الماّل
شرح
¥