ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[15 - 04 - 05, 05:27 ص]ـ
الرابط لا يفتح فلا أدرى ماذا تقصد!!!
ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[15 - 04 - 05, 10:38 م]ـ
آسف يا أخي الحبيب .. فقد حذف المشرف الموضوع المشار إليه .. لكن أنظر على الخاص بارك الله فيك.
و الحمد لله
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[16 - 04 - 05, 07:51 ص]ـ
أرجو من الأخ أبو عبد الملك الاتصال بي على النقال ضروري جداً.
ـ[عمرو حلمي]ــــــــ[16 - 04 - 05, 03:03 م]ـ
أردتُ الكلام عنك أكثر من مرة، فما قدرتُ، والآن تمالكتُ نفسي لأكتب عنك، فامتلأت عيناي بالدموع، التي سرعان ما انهالت على وجهي تصفعه بحرارتها.
لقد تاهت كلماتي، أم ضلت أقدامي الطريق؟
بل ضاعت مني خيوط أمري كله.
لا؛ بل ضاقتْ نفسي بعزلتي عن الكتابة عنك سنين عددا.
سامحني: فلا أدري ما أنا فيه الآن، فسامحني رجاءً
أذكرك في رقتك.
أذكر جرأتَك في الحق، وشدتك في دين الله.
وكم كنتَ ذا همةٍ نادرة.
حبيبي وشيخي وإستاذي: ما عرفتُك حق معرفتك إلا يوم رحلتَ عني.
التقيتُك في الطريق، على مقربة مائة متر من منزلك، قلتَ لي: تفضل نشرب الشاي معًا، وأمسكتَ يدي بقوة، وأردتَ أن أذهب معك، سلمتَ علي بحرارة المودِّع لي، لم أكن أعلم فسامحني.
أراني أعود لدموعي ونحيبي، لكن ما فائدة الدموع، فقد نفذ السهم، ولم يبق لي سوى التسليم والرضى بأمر الله.
يومها اعتذرتُ لك اعتذارًا لم أعلم أنه الأخير، فقد كنتَ تعلم حالي آنذاك من غربة ووحشة وألم ومرض وشُغْل يعمله الله، ووعدتُك بالوفاء لك، وتلبية دعوتك الكريمة في وقتٍ لاحق.
لم أكن أعلم أن الوقت قد فات.
وأن ليس ثمة لاحق.
تركتُك بعد وداعٍ حارٍ عجيب منك لي.
تركتُك وأنا في شوقٍ إليك.
أذكرك في كل خطوةٍ من خطواتي الهزيلة.
أراك في كل حركة من حركاتي القليلة.
فما هو إلا أن مرت تلك الليلة يا حبيبي وشيخي وإستاذي، وخرجتُ مع بداية اليوم وإشراق الشمس، لكن سرعان ما عدتُ في نحو الظهر أو بعده.
أمسكتُ بمفتاح بيتي وأنا أرتجف.
لم أكن أعلم ما سر هذه الرجفة؟
ما هذا الذي يتملكني؟
ولماذا أنت دون كل العالمين تحوطني من كل جهة؟
لماذا أشتاق إليك الآن أكثر؟
لماذا يزيد شجنك، وشجن آخر لقاءٍ بك في نفسي الآن؟
ما هذا الذي لم أشعر به من قبل؟
لم يتجاوز هذا كله الثواني المعدودة، وأنا أفتح باب بيتي.
فتحتُ الباب وأنا أرتجف.
أدخلتُ قدمي اليمنى داخل البيت.
لماذا لا تدخل اليسرى؟
لماذا تثاقلت هكذا؟
لا أدري.
لكنني أجبرتُها على الدخول.
فما أن أدخلتُ اليسرى حتى نطقتْ مأذنة مسجدنا فكان في نطقها المعتبر.
دعني أكتب ما جرى فقد تمالكني البكاء.
نطقتْ مأذنة مسجدنا بقوة الحق الذي لابد منه، فأذاعت على الدنيا نبأ رحيلك عنها.
يالله كم كانت لحظتي هذه.
أشعر الآن بها، رغم مرور السنين الطويلة.
أذكر صوت الناطق، ولا أنس عبرات المأذنة.
يا الله ما هذا؟
لقد سمعتُ مئات المآذن تنطق بمثل هذا، ولكنها هذه المرة يخنقها البكاء.
صوتُها مضطرب.
أقرب للصمت من الإعلام برحيلك.
أما أنا فلم أنطق بشيءٍ فلعل روحي سبقت إليك.
تحدثك، تخبرك.
ألم أكن معك من ساعات؟
أين الشاي الذي وعدتني؟
وأين أنتَ؟
لكني سلمتُ بأمر ربي طائعًا رجاء الأجر والثواب منه سبحانه.
سلمتُ له سبحانه بأمره وقضائه، ولم أنطق بما يغضبه عنك أو عني.
بل لم أنطق بكلام.
ما نطق مني سوى عيني.
ما هذا؟
أرى دموع الجميع تنطق.
والصمت يخيم عليهم.
انظر هذا؟
هؤلاء أحبابك ورفقاء دربك آل العدوي وآل أبي العينين وغيرهم من رفقاء الدرب، وأصدقاء الحياة.
هؤلاء إخوانك.
هؤلاء تلاميذك.
مالي أراهم على سمتٍ واحد.
لا تنطق منهم سوى العيون.
دموعهم تهطل كموج البحر.
حتى صارت من كثرتها يُسْمع صوتُ حركتها.
كلا؛ ليسوا هؤلاء فقط.
انظر هناك يا حبيبي وشيخي وأستاذي: هؤلاء حضروا إليك من بلاد مجاورة.
بل انظر هنا: خلف جثمانك السائر إلى مرقده الذي لابد منه.
البلدة كلها.
كبيرها وصغيرها.
حتى الأطفال.
الجميع يبكي.
الدنيا كلها تسمع صوت بكاء بلا عويل.
كأنك علمتنا السنة في البكاء عند موتك، كما علمتنا في حياتك.
سبحان الله.
والله لظننتُ أنه لا يوجد في الدنيا أحدٌ إلا وقد حضر جنازتك.
ما ظننتُ إلا أنهم حضروا لتوديعك وتوصيلك لمرقدك، والشهادة لك.
ما هذا؟
لو لم أعرفك لظننتُها جنازة آخر ملوك الدنيا، يحضرها القاصي والداني؟
بل لعلها مجموعة جنائز، لمئات الملوك، اجتمعوا على دفنعهم معًا.
أتذكر قول إمامنا أحمد رحمة الله عليه: بيننا وبينكم يوم الجنائز؟
صدق إمامنا، وهذا دليل صدقه.
شيخي وحبيي وأستاذي: علي المغربي رحمة الله عليك وتقبلك في صالح عباده ورزقك الفردوس الأعلى.
سامحني لما سبق، فقد ثارت نفسي إليك ثانية، فسامحني.
وسامحني فلم أعد أقوى على الكتابة الآن عنك، وعن رحلتك لشيخك محدث اليمن مقبل بن هادي الوادعي رحمة الله عليه، ورفقتك لزملاء الطريق ومشايخنا مصطفى بن العدوي وأحمد بن أبي العنينين وغيرهما من الكبار.
سأدل الناس عليك حيثُ بلدتك (منية سمنود ـ دقهلية)، وليذهب الناس إليك هناك ليتعرفوا عليك من أخويك شيخنا مصطفى العدوي، وشيخنا أحمد بن أبي العينين.
وأناشد بالله رجلا قرأ هذا أن يتصل بهما وبغيرهما من آل بلدتك، وأن يطلب منهما الكتابة عنك، وإرسال ما يكتبونه إلى هنا، وأن يضع ما يقدر عليه من ترجمتك في هذا الموضع، وفاءً بحقك.
سامحني فقد تملكني البكاء فلم يتركني أصلح لخطوة تالية.
¥