تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كان ينبغي ترك ما في النسخ الخطية على ما هو عليه]

ـ[أبوعبدالعزيزالمصري]ــــــــ[20 - 06 - 04, 07:11 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله ومصطفاه وبعد

قال الإمام أحمد في مسنده 3/ 15 - 16: ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، ثنا عبد العزيز بن مسلم، قال: ثنا مطرف، عن خالد بن أبي نوف، عن ابن أبي سعيد الخدري، عن أبيه قال: انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتوضأ من بئر بضاعة فقلت: يا رسول الله، توضأ منها وهى يلقى فيها ما يلقى من النتن! فقال: "إن الماء لا ينجسه شيء".

كذا فيه " عن خالد بن أبي نوف عن ابن أبي سعيد الخدري" بدون ذكر سليط بن أيوب بينهما.

وذكر محققو المسند – طبعة مؤسسة الرسالة، بارك الله فيهم وفي جهدهم – أن جميع النسخ الخطية اتفقت على عدم ذكر سليط بن أيوب، لكنهم أثبتوا سليط بن أيوب في سند الإمام أحمد اعتمادا على بعض المرجحات، وأنا أذكر هذه المرجحات وما يَرِد عليها.

أولا: من المرجحات أن المزي أخرجه في تهذيب الكمال 8/ 186 - 187 من طريق أحمد بن حنبل وفيه ذكر سليط بن أيوب.

ويَرِد عليه أن الخطيب أخرجه في الموضح 2/ 65 من طريق أحمد أيضا بدون ذكر سليط.

ملاحظة هامة: قال المزي في ترجمة خالد بن أبي نوف 8/ 186 - 187: روى له النسائي حديثا واحدا وقد وقع لنا عاليا من روايته.

ثم أخرج المزي الحديث بسنده إلى الإمام أحمد قال حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال حدثنا عبد العزيز بن مسلم قال حدثنا مطرف عن خالد بن أبي نوف يعني عن سليط بن أيوب عن ابن أبي سعيد الخدري عن أبيه. فذكر الحديث.

ثم قال المزي: رواه – يعني النسائي - عن عباس العنبري عن أبي عامر العقدي عن عبد العزيز.

والسؤال هنا: ماذا يعني بقوله في هذا الإسناد: " يعني عن سليط بن أيوب". علما بأن رواية النسائي فيها ذكر سليط، كما سيأتي.

ثانيا: من المرجحات أن الحديث أخرجه النسائي (326) من طريق عبد الملك بن عمرو، وأبو يعلى (1304) من طريق يونس بن محمد، والبيهقي 1/ 257 - 258، والمزي في تهذيب الكمال 11/ 336 من طريق عبد الله بن مسلمة، ثلاثتهم عن عبد العزيز بن مسلم به بذكر سليط بن أيوب. ويَرِد عليه أن الطحاوي أخرجه في شرح معاني الآثار 1/ 12 من طريق عيسى بن إبراهيم البِرَكِي عن عبد العزيز بن مسلم به، ليس فيه ذكر سليط.

والعجيب أن محققي المسند اعتبروا هذا سقطا في شرح معاني الآثار!

ثالثا: من المرجحات أن ابن حجر ذكره في أطراف المسند 6/ 269 وفيه ذكر سليط.

وأضيف أن الدارقطني ذكر في العلل 11/ 288 الخلاف في الحديث على مطرف بن طريف ولم يذكر الوجه الذي ليس فيه ذكر سليط.

ولكن كل هذا – من وجهة نظري - لا يكفي مسوغا لتغيير ما اتفقت النسخ عليه.

الخلاصة: الذي أراه أنه كان ينبغي ترك النسخ الخطية على ما هي عليه وأن ننبه في الحاشية كما نشاء، أما التجاسر على تغيير ما اتفقت النسخ عليه فهذا أمر خطير، خاصة أننا لا نستطيع الجزم بأنه خطأ يقينا.

والذي أميل إليه أنه اختلاف في الرواية لا أنه سقط من الإسناد، خاصة وقد وافقت رواية الطحاوي ما في النسخ الخطية لمسند أحمد. والله أعلم.

* * *

وفي الختام لي سؤالان:

الأول، وقد تقدم: ماذا يعني ما جاء في إسناد المزي من قول: " يعني عن سليط بن أيوب".

الثاني: بماذا نفسر ذكر ابن حجر للحديث في أطراف المسند على خلاف ما اتفقت عليه النسخ الخطية للمسند.

أرجو من إخواني ممن يوافقني على ما تقدم أو يخالفني أن يفيدني بما عنده من علم، والله الموفق.

وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ـ[أبوعبدالعزيزالمصري]ــــــــ[21 - 06 - 04, 01:40 ص]ـ

للتذكير

ـ[أبوعبدالعزيزالمصري]ــــــــ[07 - 02 - 05, 12:16 ص]ـ

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسوله ومصطفاه وبعد

فقد كنت أميل إلى أن قول: "يعني عن سليط بن أيوب" فيه دلالة على أن سليط بن أيوب لم يكن مذكورا في رواية المزي هذا الحديث من طريق أحمد بن حنبل، وأن المزي رحمه الله قد زاده في الإسناد، وأشار إلى ذلك بقوله "يعني"، وأنه حمل رواية أحمد على رواية النسائي.

وقد وجدت ما يرجح ذلك والحمد لله

قال الخطيب في الكفاية ص 253: باب إلحاق الاسم المتيقن سقوطه في الإسناد

إذا كان في الأصل حديث محفوظ معروف، وقد سقط من إسناده رجل، جاز أن يلحق بمكانه ويكتب في موضعه

مثال ذلك ما أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي قال ثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاء قال ثنا أحمد بن إسماعيل قال ثنا مالك بن أنس عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عمرة بنت عبد الرحمن يعني عن عائشة أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدني إلي رأسه فأرجله، وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان.

كان هذا الحديث في أصل ابن مهدي: عن عمرة بنت عبد الرحمن أنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدني إلي رأسه. وقد سقط ذكر عائشة، والحديث محفوظ لا يختلف على مالك فيه أنه عن عمرة عن عائشة، مع استحالة كون عمرة مدركة للنبي صلى الله عليه وسلم.

وألحقنا فيه ذكر عائشة إذ لم يكن منه بد، وعلمنا أن المحاملي كذلك رواه، وإنما سقط من كتاب شيخنا أبي عمر.

وقلت فيه: يعني عن عائشة. لأجل أن ابن مهدي لم يقل لنا ذلك، وهكذا رأيت غير واحد من شيوخنا يفعل في مثل هذا.

وقد أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنا إسماعيل بن علي الخطبي قال سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول سمعت أبي يقول سمعت وكيعا يقول: أنا أستعين على الحديث بـ "يعني".

والحمد لله رب العالمين

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير