تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[دليل مكتبة المرأة المسلمة]

ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[23 - 06 - 04, 04:15 ص]ـ

مقدمة دليل مكتبة المرأة

الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه.

أما بعد:

فإن العالم الإسلامي -اليوم- يعيش أهله صحوة إسلامية عامة، شملت: الرجل والمرأة، الصغير والكبير،

والجاهل والمتعلم، التقي وغير التقي حتى أصبحت –هذه الصحوة شغلهم الشاغل، والمالك لحيز كبير من تفكيرهم، وحديث أكثر مجالسهم، وأكثر وسائل إعلامهم: المقروءة والمسموعة والمرئية، فمنهم من ملكت لبه فأصبح يعمل لها ليل نهار، ويبذل كل ما في وسعه من أجلها، ومنهم من اكتفى باليسير في ركابها، ومنهم من أحبها وأحب أهلها لكنه بقي مكتوف اليدين تجاهها، ومنهم من وقف منها موقف المستريب المتشكك، ومنهم من عادى أهلها، وقعد لهم كل مرصد، (كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلاً).

وقضية شديدة خطورتها – كهذه - بل هي أشد قضايا مسلمي هذا العصر خطورة، كتب عنها من الكتب والنشرات والتقارير والمقالات ما لا يعلم عدده إلا الله سبحانه، وعقدت من أجلها مؤتمرات وندوات، وألقيت محاضرات وكلمات، وخططت من أجلها مخططات، كما حكيت ضدها دسائس ومؤامرات

(وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال).

وأكثر ذلك مرصود مدون، حتى تكونت مكتبات ضخمة في كثير من قضايا هذه الصحوة المباركة وأهلها.

وإن المتتبع لحركة المطابع، وما تقذفه كل يوم من كتب وغيرها، ليدرك – تماما – أن متابعة ورصد كل ذلك متعذر لآحاد الناس. ومن أبرز قضايا هذه الصحوة، ومن أخطرها، ومما بسببها تقذف المطابع آلاف الكتب والنشرات والدوريات والمقالات: قضية المرأة المسلمة، حتى تكونت – من جراء ذلك - مكتبة – لا أقول إنها ضخمة، مقارنة بغيرها، لكنها شديدة الخطورة، والتعامل معها اطلاعاً وقراءة واستفادة بحاجة ماسة إلى حذر شديد، وقراءة فاحصة لكل سطر من سطورها.

ومن واقع إطلاع على هذه المكتبة بالذات وتعامل طويل معها، وتكرار توجيه أسئلة عنها من رجال ونساء من مختلف المستويات، منها –أي هذه الأسئلة- ما يكون عن قضايا طرحت في بعض هذه الكتب، ومنها عن أسماء بعض الكتب الجيدة التي تناولت قضايا المرأة، ومنها عن قوائم بأسماء نخبة منها، تكون نواة لمكتبة منزلية أو مدرسية، من واقع ذلك كله، تبين لي أن مؤلفي هذه الكتب –رجالاً ونساءً- أقسام بينهما خلاف وتفاوت، وقد لا بينهما ائتلافاً -أحياناً- فمنهم:

- من أئمة المسلمين: كتبوا عن المرأة، إما رواية لأحاديث تخصها، وآثار تتحدث عنها وأشعار تصف حالها.

- أو كتبوا في الأحكام الفقهية المتعلقة بها.

فكتب هؤلاء الأئمة رحمهم الله تعالى المصادر الأصلية لمن أراد أن يستقي معلومات عن المرأة، وأقوالهم وآراؤهم مرجع المسلم لفهم النصوص، والجمع بين ما يحتاج منها إلى جمع.

* ومنهم: أي من كتب عن المرأة علماء معاصرون، أقتفوا آثار من سبقهم من أئمة المسلمين الأوائل، ومشو على طريقهم المستقيم، في فهم النصوص والاهتداء بهديهم في ذلك مع التنبيه لما يحاك ضد المرأة المسلمة اليوم من دسائس وما يدبر ضدها من خطط، فردوا على ذلك وحذروا منه، وبينوا زيف ما نسب وينسب إلى الإسلام زوراً وبهتاناً على تفاوت بينهم في ذلك فمنهم مقتصد ومنهم مكثر.

* ومنهم: كتاب محدثون يغلب عليهم حب الإسلام والإخلاص له والغيرة عليه مع ضعف العلم الشرعي وكثير منهم أكثر من القراءة في كتب المستشرقين وأتباعهم فحمله حبه للدين وغيرته عليه على الرد فألف كتباً في ذلك.

ولكن الغيرة والاندفاع مع ضعف التحصيل الشرعي لا يكفيان، لأن ضعف الجانب الشرعي عند هؤلاء يؤدي في بعض الأحيان إلى الغلو في الرد فيقع في نفي أمور شرعية ثابتة لظنه أنها تؤدي إلى أن يجد أعداء الدين فرصة للطعن فيه وقد يقع العكس فينسب إلى الدين ما ليس منه ظناً منه أن روح الدين كما يقولون تقره وتؤيده. وهذا مكمن خطر شديد في كتابات هذه الفئة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير