قلت: و هذا إسناد ضعيف , و له علتان:
الأولى: جهالة أم كلثوم هذه , فإنهم لم يترجموها , و لذلك قال الهيثمي:
" لم أعرفها ".
الأخرى: الحماني , و هو يحيى بن عبد الحميد. قال الحافظ:" حافظ , إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث "." اهـ
وقال في الصحيحة 1064: ... و وصله الطبراني في " المعجم الكبير " (1/ 140 / 2) من طريق يحيى الحماني قال: حدثنا ابن المبارك به. و الحماني ضعيف لسوء حفظه. اهـ
وانظر أيضا: الصحيحة 2988، والضعيفة 1748 ومواضع أخرى لانطيل بذكرها.
إذاً قوله:" و رجاله ثقات معرفون ... " الخ.؟! لاينطبق على إسناد الطبراني. والله أعلم.
مثال عجيب:
حديث أبى هريرة مرفوعا: " إذا استهل المولود صارخا ورث " رواه أحمد و أبو داود
قال الألبانى فى "إرواء الغليل" 6/ 147:
* صحيح .... و له شواهد أخرى يزداد قوة بها:
الأول: عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه , و له عنه طرق:
الأولى: عن أبى الزبير عنه مرفوعا بلفظ: " إذا استهل الصبى ورث و صلى عليه "
أخرجه الترمذى (1/ 132) و ابن حبان (1123) و الحاكم (4/ 349) و البيهقى
(4/ 8 و 8 ـ 9) و ابن ماجه (2750) من طرق عن أبى الزبير به , و قال الحاكم:
" صحيح على شرط الشيخين "! و وافقه الذهبى.
قال الألبانى: إنما هو على شرط مسلم فقط , لأن أبا الزبير , لم يرو عنه
البخارى إلا متابعة كما ذكر ذلك الذهبى نفسه فى " الميزان " , غير أنه مدلس و قد عنعنه.
و خالف الأشعث عن أبى الزبير فأوقفه على جابر. أخرجه الدارمى (2/ 392). و الأشعث هذا هو ابن سوار الكندى , ضعيف.) اهـ كلام الألباني رحمه الله.
وقد ضعف الشيخ حديث جابر هذا فأورده في ضعيف الجامع رقم 363.
وخرجه الشيخ من ابن ماجة من موضع واحد وهو رقم 2750، وأورد هذا الموضع في ضعيف سنن ابن ماجه رقم 602. وقد أورده ابن ماجة في موضع من سننه قبل هذا في كتاب الجنائز رقم 1508 بإسناده ولفظه تماما، والعجيب أن الشيخ صححه في هذا الموضع فأورده في صحيح ابن ماجه رقم1225 وأحال على الإرواء 1704 والصحيحة 153 فلا أدري بأي هذه المواضع نأخذ؟
فائدة: قال الحافظ فى " الفتح " 11/ 489: صححه ابن حبان و الحاكم و قد ضعفه النووى فى شرح المهذب , و الصواب أنه صحيح الإسناد لكن المرجح عند الحفاظ وقفه.
مثال آخر: على الاضطراب الشديد في اعتماد قواعد غير مستقرئة استقراء تاما ثم كذلك مخالفتها وعدم الثبات على منهج واحد في التعامل معها:
ذكر الشيخ رحمه الله قاعدة تقول::" رواية شعبة عن أحد الرواة توثيق له".
سأذكر الآن بعض المواضع التي ذكر فيها هذه القاعدة الضعيفة واعتمدها فيه ثم اذكر المواضع التي نقضها فيها:
قال في الإرواء 1/ 280: (الثانى: حديث أنس بن مالك , يرويه شعبة عن أبى صدقة مولى أنس ـ و أثنى عليه شعبة خيرا - قال: " سألت أنسا عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ? فقال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى الظهر إذا زالت الشمس , و العصر بين
صلاتكم هاتين , و المغرب إذا غربت الشمس , و العشاء إذا غاب الشفق , و الصبح
إذا طلع الفجر إلى أن ينفسح البصر ".
أخرجه النسائى (1/ 94 ـ 95) و أحمد (3/ 129 , 169) و السياق له و إسناده صحيح
رجاله رجال الشيخين غير أبى صدقة هذا و اسمه توبة الأنصارى البصرى , أورده ابن
حبان فى " الثقات " (1/ 5) و سمى أباه كيسان الباهلى و قال: " روى عنه شعبة و
مطيع بن راشد ". قال الألبانى: و ذكر فى الرواة عنه فى " التهذيب " أبا نعيم و وكيعا.
و ما أظن ذلك إلا وهما فإنهما لم يدركاه و لا غيره من التابعين.
و رواية شعبة عنه توثيق له , لاسيما و قد أثنى عليه صراحة فى رواية أحمد. و هذه فائدة لا تجدها فى كتب الرجال.
و قد فاتت الحافظ نفسه فإنه نقل عن الذهبى أنه قال: هو ثقة روى عنه شعبة فقال الحافظ: " يعنى و روايته عنه توثيق له " , و لم يزد على ذلك!) اهـ
و قال في " السلسلة الصحيحة " 5/ 12: ( ... عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة ابن الحارث الهمداني . كذا ساقه ابن أبي حاتم في كتابه " الجرح و التعديل "
¥